أضرار بمئات الملايين وتهديد للأبحاث المستقبلية

هجوم إيراني يُلحق دماراً واسعاً بـ"العقل النووي الإسرائيلي": معهد وايزمان يتكبد خسائر علمية ومادية جسيمة

profile
  • clock 2 يوليو 2025, 11:33:19 ص
  • eye 428
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

محمد خميس

كشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن معهد "وايزمان" للعلوم، أحد أبرز المؤسسات البحثية المرتبطة بجيش الاحتلال الإسرائيلي، تعرّض لأضرار جسيمة نتيجة هجوم صاروخي إيراني استهدفه منتصف حزيران/يونيو الجاري، ما أدى إلى دمار واسع وخسائر علمية قد تؤثر على مستقبل البحث العسكري الإسرائيلي.

صاروخان يدمران 22 مختبراً ويشلان البنية التحتية

بحسب ما نقلته صحيفة "/ذا ماركر/" الاقتصادية الإسرائيلية، أكد رئيس المعهد البروفيسور ألون حين أن صاروخين باليستيين سقطا ليلة 15 يونيو على مبنيين داخل الحرم الجامعي، أحدهما كان يضم 22 مختبراً انهارت بالكامل، مضيفًا: "لم تُدفن معدات بحثية فقط، بل دُفنت معها معرفة علمية ثمينة".

وأضاف أن مبنى الكيمياء للمواد المتطورة، الذي بلغت كلفته 140 مليون دولار وكان على وشك الاكتمال، دُمّر كذلك، كما تضرر 112 مبنى داخل الحرم الجامعي بفعل موجة الانفجار.

أضرار بمئات الملايين وتهديد للأبحاث المستقبلية

أشار حين إلى أن حجم الأضرار المادية يُقدّر ما بين 1.5 إلى 2 مليار شيكل (نحو 443 مليون دولار)، دون احتساب الخسائر في الأبحاث العلمية، محذرًا من أن الأزمة تهدد مستقبل المعهد بالكامل، وقد تؤدي إلى تجميد استيعاب الباحثين الجدد، قائلاً: "إذا لم يكن لدينا 60 مختبراً جاهزاً، فلن نتمكن من قبول باحثين جدد، وهذا يعني فجوة خطيرة في البحث العلمي بإسرائيل".

"وايزمان": شريك رئيسي في الأبحاث العسكرية الإسرائيلية

يُعد معهد "وايزمان" أحد أعمدة البحث العسكري في دولة الاحتلال، ويوصف بـ"العقل النووي الإسرائيلي". يقدّم خدمات بحثية للجيش الإسرائيلي في مجالات الذكاء الاصطناعي، والتجسس الإلكتروني، والطائرات المسيّرة، والأسلحة الذكية، والأنظمة الفضائية.

وفي أكتوبر 2024، أعلن المعهد عن شراكة مع شركة "إلبيت" العسكرية لتطوير مواد بيولوجية لأغراض قتالية، في إطار توسع التعاون بين الأوساط الأكاديمية والصناعات الحربية الإسرائيلية.

الرد الإيراني: عملية "الوعد الصادق 3"

الهجوم على معهد "وايزمان" جاء في إطار الرد الإيراني على العدوان الإسرائيلي الذي استهدف مواقع حساسة داخل إيران يوم 13 يونيو، وأدى إلى مقتل قادة عسكريين وعلماء نوويين. وردّت طهران عبر عملية "الوعد الصادق 3"، التي تضمنت إطلاق صواريخ باليستية وطائرات مسيّرة استهدفت مواقع حيوية داخل الأراضي المحتلة، بما في ذلك قواعد استخبارية.

كما شمل الرد الإيراني قصف قاعدة "العديد" الأميركية في قطر، ما اعتُبر تصعيداً خطيراً في المواجهة بين إيران والاحتلال الإسرائيلي، وجرّ معه أبعاداً إقليمية وعسكرية جديدة.

تهديد استراتيجي لميزان القوى العلمي والعسكري

يرى مراقبون أن الضربة التي تعرض لها معهد "وايزمان" تمثل ضربة استراتيجية لإسرائيل، كونها طالت أحد أهم مراكزها في إنتاج التكنولوجيا العسكرية والأبحاث الاستخباراتية. وبهذا، لم يكن الهجوم مجرد رد عسكري، بل رسالة واضحة بأن العمق العلمي والتقني الإسرائيلي لم يعد في مأمن.

في ظل تصاعد وتيرة المواجهة، يتوقع أن يواجه الكيان الإسرائيلي تحديات كبيرة في الحفاظ على تفوقه التكنولوجي والعسكري، لا سيما مع تضرر بنى تحتية علمية بهذا الحجم.

التعليقات (0)