-
℃ 11 تركيا
-
24 أغسطس 2025
هجوم إسرائيلي واسع على اليمن: أكثر من 10 مقاتلات تلقي 35 صاروخاً وقذيفة
خلفيات التصعيد
هجوم إسرائيلي واسع على اليمن: أكثر من 10 مقاتلات تلقي 35 صاروخاً وقذيفة
-
24 أغسطس 2025, 1:52:56 م
-
419
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعبيرية
محمد خميس
في تطور عسكري جديد وخطير، كشفت القناة 15 الإسرائيلية نقلاً عن مصدر مطلع أن أكثر من 10 مقاتلات إسرائيلية شاركت في هجوم جوي استهدف مواقع في اليمن، وألقت خلاله أكثر من 35 صاروخاً وقذيفة.
هذا التصعيد غير المسبوق يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الصراع، حيث لم يعد اليمن بعيداً عن مسرح المواجهة المباشرة مع إسرائيل، بل أصبح جزءاً فاعلاً في معادلة الشرق الأوسط المشتعل.
تفاصيل الهجوم الإسرائيلي على اليمن
وفقاً للمصدر الذي نقلت عنه القناة، فإن المقاتلات الإسرائيلية نفذت سلسلة من الضربات الجوية الدقيقة على أهداف في مناطق مختلفة من اليمن، في عملية استمرت عدة ساعات.
وأشار إلى أن طبيعة الأهداف المستهدفة تنوعت بين مواقع عسكرية يُعتقد أنها مرتبطة بجماعة أنصار الله (الحوثيين)، ومخازن أسلحة ومنشآت مرتبطة بمنظومات صاروخية.
الهجوم الإسرائيلي، الذي جاء بمشاركة أكثر من عشر طائرات، يؤكد أن العملية لم تكن محدودة أو رمزية، بل كانت عملية عسكرية واسعة النطاق تستهدف إرسال رسالة قوية لليمن ومحور المقاومة في المنطقة.
خلفيات التصعيد
منذ اندلاع الحرب الأخيرة في غزة، تبنى أنصار الله في اليمن سلسلة هجمات ضد السفن التجارية والعسكرية المرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر وباب المندب.
هذه الهجمات شكلت تهديداً مباشراً للتجارة العالمية وخطوط إمداد الطاقة، ما دفع الولايات المتحدة وبريطانيا إلى تنفيذ ضربات عسكرية ضد اليمن في وقت سابق.
لكن دخول إسرائيل المباشر على خط المواجهة، عبر هذا القصف الجوي، يعكس تصعيداً خطيراً قد ينقل المعركة إلى مستوى جديد، ويجعل من اليمن ساحة مواجهة مفتوحة مع تل أبيب.
35 صاروخاً وقذيفة: رسالة قوة أم بداية حرب أوسع؟
إلقاء أكثر من 35 صاروخاً وقذيفة في هجوم واحد يوحي بأن إسرائيل أرادت توجيه ضربة قوية وسريعة لإضعاف قدرات أنصار الله، أو على الأقل تحجيم قدرتهم على تنفيذ هجمات بحرية وصاروخية ضد أهداف إسرائيلية.
لكن مراقبين يرون أن مثل هذه الضربات قد تكون بمثابة بداية لحرب أوسع، خصوصاً أن أنصار الله أكدوا مراراً أنهم سيردون على أي عدوان يستهدف الأراضي اليمنية.
الموقف اليمني المتوقع
حتى لحظة إعداد هذا التقرير، لم يصدر رد رسمي مفصل من صنعاء حول حجم الخسائر أو طبيعة المواقع المستهدفة.
لكن التجارب السابقة تشير إلى أن أنصار الله لن يتركوا الهجوم دون رد، وأنهم قد يلجأون إلى استهداف السفن الإسرائيلية أو إطلاق صواريخ ومسيّرات نحو أهداف عسكرية في البحر الأحمر وربما حتى داخل إسرائيل.
ويرى محللون أن الموقف اليمني سيرتبط أيضاً بتطورات الحرب في غزة، حيث يعتبر الحوثيون أنفسهم جزءاً من معركة النصرة والإسناد للشعب الفلسطيني.
انعكاسات الهجوم على البحر الأحمر
يُتوقع أن يكون لهذا التصعيد انعكاسات مباشرة على أمن الملاحة في البحر الأحمر، الذي يُعد واحداً من أهم الممرات البحرية العالمية.
فأي رد يمني عبر استهداف السفن أو الممرات المائية سيؤدي إلى تعطيل حركة التجارة الدولية، وزيادة كلفة الشحن والتأمين البحري، وهو ما يضر بالاقتصاد العالمي بشكل عام.
وقد أشارت تقارير اقتصادية سابقة إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر تسببت بالفعل بخسائر تقدر بمليارات الدولارات نتيجة تحويل مسارات السفن عبر رأس الرجاء الصالح.
البعد الإقليمي للهجوم
دخول إسرائيل المباشر في قصف اليمن يربط الساحتين اليمنية والفلسطينية بشكل أوثق.
فالحرب لم تعد محصورة في غزة، بل امتدت إلى جبهات متعددة من بينها لبنان، سوريا، العراق، واليمن. وهذا يعكس أن الصراع بات إقليمياً شاملاً يضم أطرافاً متعددة ضمن محور المقاومة في مواجهة إسرائيل وحلفائها.
كما أن هذا التصعيد قد يدفع إيران – الداعم الرئيسي لأنصار الله – إلى تعزيز موقفها السياسي والعسكري، وربما يفتح الباب أمام مواجهة أوسع على مستوى المنطقة بأسرها.
المجتمع الدولي وردود الأفعال
من المتوقع أن يثير هذا الهجوم ردود أفعال متباينة على الصعيد الدولي.
بعض الدول ستعتبر الضربة دفاعاً مشروعاً عن إسرائيل في مواجهة تهديدات أنصار الله للملاحة الدولية.
بينما ستصف أطراف أخرى القصف بأنه انتهاك لسيادة اليمن وتوسع خطير للحرب.
أما الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية، فمن المرجح أن تعبر عن قلقها من اتساع رقعة الصراع وازدياد معاناة المدنيين اليمنيين الذين يعيشون أصلاً واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
الخسائر الإنسانية المتوقعة
رغم عدم الإعلان الرسمي حتى الآن عن حجم الخسائر، إلا أن استهداف مناطق في اليمن بصواريخ وقذائف مكثفة يعني بالضرورة وجود خسائر بشرية ومادية كبيرة، خصوصاً في ظل هشاشة البنية التحتية الصحية والإنسانية في البلاد.
وتشير تقارير أممية إلى أن اليمن يعاني من أزمة إنسانية خانقة منذ سنوات، حيث يعتمد أكثر من 70% من السكان على المساعدات الغذائية، فيما تفتقر المستشفيات إلى المستلزمات والأدوية.
الهجوم الإسرائيلي الذي شاركت فيه أكثر من 10 مقاتلات وألقى ما يزيد عن 35 صاروخاً وقذيفة على اليمن، يمثل نقطة تحول في مسار الصراع في المنطقة.
فهو يكشف عن انخراط تل أبيب المباشر في معركة البحر الأحمر، ويؤكد أن اليمن أصبح ساحة مواجهة مفتوحة ضمن الحرب الإقليمية الكبرى التي اندلعت مع حرب غزة.






