موقف المجتمع الدولي

الرئيس الإيرلندي يدعو لتشكيل قوة أممية لضمان وصول المساعدات إلى غزة

profile
  • clock 24 أغسطس 2025, 8:06:42 م
  • eye 414
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

محمد خميس

دعا الرئيس الإيرلندي مايكل هيغينز، يوم الأحد، المجتمع الدولي إلى تشكيل قوة أممية عاجلة تضمن وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، في ظل الحرب المدمرة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.

وأشار هيغينز إلى أن الوضع في غزة يمثل "فترة مأساوية من تاريخ العالم"، مؤكداً أن انتهاكات القانون الدولي من قبل بعض أعضاء الحكومة الإسرائيلية تتطلب تدخل المجتمع الدولي بشكل عاجل لإنقاذ المدنيين من كارثة إنسانية متفاقمة.

تفعيل الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة

شدد الرئيس الإيرلندي على ضرورة تفعيل الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، الذي يسمح للأمين العام، بموافقة نسبة معينة من أعضاء الجمعية العامة، بدعوة لتشكيل قوة دولية تضمن وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين في غزة، حتى في حال استخدام مجلس الأمن الدولي لحق النقض (الفيتو).

وأوضح هيغينز أن هذه الخطوة ضرورية لتجاوز العقبات السياسية والفيتو الأمريكي أو الأوروبي، وضمان حماية المدنيين الفلسطينيين من الانتهاكات المباشرة، وتسهيل وصول الغذاء والدواء والمياه والخدمات الأساسية إلى السكان المحاصرين.

وصف مأساة غزة

وصف الرئيس الإيرلندي ما يحدث في غزة بأنه "إبادة حقيقية للشعب الفلسطيني"، مشيراً إلى أن ثلاثة من أعضاء الحكومة الإسرائيلية لا يكترثون بالقانون الدولي وينتهكونه علناً. وأضاف أن الأعمال العسكرية المستمرة والتدمير المنهجي للبنية التحتية في القطاع أدت إلى معاناة هائلة بين المدنيين، بما في ذلك الأطفال والنساء وكبار السن، وجعلت من غزة منطقة منكوبة بحاجة إلى تدخل دولي عاجل.

الوضع الإنساني في غزة

تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، بدعم مباشر من الولايات المتحدة ودول غربية، تنفيذ حرب مدمرة في قطاع غزة، أسفرت حتى اليوم عن استشهاد وإصابة أكثر من 220 ألف فلسطيني، وفقاً لوزارة الصحة الفلسطينية في القطاع.

يشير المراقبون إلى أن الوضع الإنساني في غزة يبلغ حد الكارثة، مع نقص حاد في المواد الغذائية الأساسية، المياه الصالحة للشرب، الوقود، والمستلزمات الطبية. كما أن المستشفيات والمراكز الصحية تعمل بأقل من نصف طاقتها بسبب التدمير المستمر ونقص الأدوية والمعدات الطبية، ما يزيد من معاناة المدنيين.

أهمية تشكيل قوة أممية

تتمثل أهمية تشكيل قوة أممية دولية في عدة نقاط رئيسية:

ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين دون أي عوائق سياسية أو عسكرية.

حماية المدنيين الفلسطينيين من الانتهاكات المستمرة، خاصة النساء والأطفال وكبار السن.

فرض رقابة دولية على أعمال الاحتلال الإسرائيلي في حال استمرار الانتهاكات، بما يساهم في منع تفاقم الكارثة الإنسانية.

تجاوز عقبة الفيتو في مجلس الأمن الدولي، عبر اعتماد الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، لضمان تدخل المجتمع الدولي بشكل فعّال.

موقف المجتمع الدولي

يواجه المجتمع الدولي اختباراً حقيقياً في التعامل مع الأزمة في غزة، خاصة مع تأثير الضغط السياسي الأمريكي والأوروبي على قرارات مجلس الأمن الدولي. وتعتبر دعوة الرئيس الإيرلندي خطوة مهمة لإيجاد آلية دولية تحمي المدنيين وتضمن وصول المساعدات، بعيداً عن التعطيل السياسي.

وأكد هيغينز أن الوقت ينفد بسرعة، وكل تأخير في تقديم المساعدات الإنسانية له ثمن بشري باهظ، داعياً المجتمع الدولي إلى التحرك بشكل عاجل لإنقاذ المدنيين الفلسطينيين.

دعوة للعدالة وحماية القانون الدولي

شدد الرئيس الإيرلندي على أن حماية المدنيين ووقف الانتهاكات الإسرائيلية هي مسؤولية قانونية وأخلاقية لكل دول العالم. وأضاف أن المجتمع الدولي لا يمكنه القبول بما يحدث في غزة كأمر واقع، وأن التقاعس عن التدخل يعزز الإفلات من العقاب ويضاعف المعاناة الإنسانية.

تأتي دعوة الرئيس الإيرلندي مايكل هيغينز لتشكيل قوة أممية لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة في وقت حساس، حيث يعيش أكثر من مليوني فلسطيني تحت وطأة الحصار والعدوان. وبينما تتواصل الحرب الإسرائيلية المدعومة دولياً، تصبح الحاجة ملحة لتفعيل الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، لتجاوز العقبات السياسية وضمان حماية المدنيين الفلسطينيين وتقديم المساعدات العاجلة.

هذه المبادرة تعكس مسؤولية المجتمع الدولي تجاه الأزمة الإنسانية في غزة، وتؤكد أن التزام القانون الدولي وحماية المدنيين يجب أن يكون على رأس الأولويات، لتجنب المزيد من الكوارث الإنسانية وتخفيف المعاناة عن الشعب الفلسطيني.

التعليقات (0)