دعوة لإسقاط القيود على المساعدات الإنسانية

مفوض الأونروا يحذر من تفاقم المجاعة في قطاع غزة: “الجحيم يتجلى بكل أشكاله”

profile
  • clock 24 أغسطس 2025, 7:50:52 م
  • eye 420
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
مفوض الأونروا

محمد خميس

حذر مفوض وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فيليب لازاريني، يوم الأحد، من تفاقم أزمة المجاعة في قطاع غزة، مؤكداً أن الوضع في القطاع يعكس الجحيم بكل أشكاله. تأتي هذه التحذيرات في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي على القطاع وتصاعد الأزمة الإنسانية بعد عمليات العدوان المتكررة.

وقال لازاريني عبر حسابه في منصة “إكس” إن المجاعة تمثل آخر المصائب التي تضرب الشعب الفلسطيني في غزة، مشيراً إلى أن المعاناة اليومية للمدنيين في القطاع قد بلغت مستويات غير مسبوقة، وأن أي تأخير في تقديم المساعدات الإنسانية سيكلف أرواحاً جديدة.

استمرار المعاناة في غزة

أوضح لازاريني أن الشعار العالمي المعروف “لن يتكرر أبداً” عاد ليُكرر بشكل متعمد، مشيراً إلى أن الإنكار هو أبشع أشكال نزع الإنسانية. وأضاف أن المجتمع الدولي لا يمكنه أن يقف مكتوف الأيدي أمام التدهور الحاد للأوضاع الإنسانية في القطاع، خاصة مع نقص الغذاء والمياه والخدمات الطبية الأساسية.

وأشار إلى أن كل ساعة تمر في غزة لها ثمن، في إشارة إلى الخطر المستمر الذي يهدد حياة آلاف المدنيين، لا سيما الأطفال والنساء وكبار السن، في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي وقيود الحركة على المساعدات الإنسانية.

دعوة لإسقاط القيود على المساعدات الإنسانية

دعا مفوض الأونروا حكومة الاحتلال الإسرائيلي إلى التوقف عن ترويج روايات مغايرة للواقع، والسماح للمنظمات الإنسانية بالوصول إلى المحتاجين دون أي قيود. وأكد لازاريني على ضرورة تمكين الصحفيين الدوليين من تغطية الوضع الإنساني بشكل مستقل من داخل غزة، لضمان شفافية المعلومات ونقل الحقيقة للعالم بشكل مباشر.

وأوضح لازاريني أن المنظمات الإنسانية تواجه عقبات كبيرة في إيصال المساعدات بسبب القيود المفروضة على مرور القوافل الإغاثية، وهو ما يزيد من تفاقم الأزمة الغذائية والصحية في القطاع.

أبعاد الأزمة الإنسانية في غزة

تعتبر الأزمة الغذائية في قطاع غزة أحد أشد مظاهر المعاناة الإنسانية الناجمة عن الحصار والعدوان المتكرر، حيث يعاني أكثر من 2 مليون فلسطيني من نقص الغذاء والماء الصالح للشرب والخدمات الأساسية. وتشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن الوضع في المستشفيات والمراكز الصحية في حالة حرجة بسبب نقص الأدوية والمستلزمات الطبية الأساسية.

كما يعاني الأطفال في غزة من معدلات سوء تغذية مرتفعة، وهو ما يهدد مستقبلهم الصحي والتعليم في ظل ظروف معيشية صعبة للغاية. وتزداد المخاطر مع استمرار انقطاع الكهرباء والمياه، ما يجعل الحياة اليومية في القطاع شبه مستحيلة لكثير من السكان.

مسؤولية المجتمع الدولي

أكد لازاريني أن المجتمع الدولي يقف أمام اختبار حقيقي للتصرف بشكل عاجل وفاعل لوقف الأزمة الإنسانية، محذراً من أن التأخر في تقديم المساعدات سيؤدي إلى كارثة إنسانية كبرى. وأضاف أن الصمت الدولي يشجع على استمرار الممارسات التي تنتهك حقوق المدنيين الفلسطينيين، ويضاعف من معاناتهم اليومية.

وشدد مفوض الأونروا على أن الوضع في غزة يتطلب تحركاً عاجلاً من كل الأطراف الدولية، لضمان وصول الغذاء والدواء والمياه والخدمات الأساسية إلى المواطنين دون أي عوائق، والعمل على حماية المدنيين من أي اعتداءات مستقبلية.

رسالة واضحة إلى الاحتلال الإسرائيلي

جاءت تحذيرات لازاريني مباشرة إلى حكومة الاحتلال الإسرائيلي، مطالباً بوقف الممارسات التي تزيد من معاناة المدنيين، بما في ذلك القيود على وصول المساعدات الإنسانية وفرض القيود على الإعلام الدولي. وأكد أن استمرار تقييد حركة المساعدات يزيد من حدة الأزمة ويهدد حياة آلاف الفلسطينيين.

وأضاف أن العالم بحاجة إلى مراقبة مستمرة للوضع الإنساني في غزة لضمان عدم تكرار الكوارث الإنسانية، ومحاسبة أي طرف يعيق وصول المساعدات، والحفاظ على حقوق المدنيين في ظل النزاعات المسلحة.

تشير تحذيرات مفوض الأونروا فيليب لازاريني إلى تصاعد حاد للأزمة الإنسانية في قطاع غزة، مع تفاقم المجاعة ونقص الغذاء والخدمات الأساسية. وبينما يعيش الشعب الفلسطيني في غزة جحيمًا بكل أشكاله، تصبح الحاجة ماسة لتحرك دولي عاجل يضمن وصول المساعدات الإنسانية ووقف أي ممارسات تزيد من معاناة المدنيين.

يشدد لازاريني على أن كل ساعة تمر لها ثمن، وأن المجتمع الدولي لا يمكنه الاستمرار في الصمت أمام هذه الكارثة الإنسانية، مؤكداً على ضرورة تمكين المنظمات الإنسانية والصحفيين الدوليين من العمل بحرية لتغطية الأزمة وتقديم الدعم العاجل.

التعليقات (0)