-
℃ 11 تركيا
-
24 أغسطس 2025
خرج من الجيش بفضائح.. من هو العميد إيريز وينر مهندس خطة احتلال غزة؟
خرج من الجيش بفضائح.. من هو العميد إيريز وينر مهندس خطة احتلال غزة؟
-
24 أغسطس 2025, 1:34:29 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
العميد (احتياط) إيريز وينر
متابعة: عمرو المصري
كشفت قناة 12 الإسرائيلية، في تقرير موسع أعده الصحفي داني هيشت، تفاصيل مقابلة حصرية مع العميد (احتياط) إيريز وينر، الذي يوصف في الأوساط العسكرية والإعلامية بأنه "مهندس خطة احتلال مدينة غزة" في إطار العملية المرتقبة التي أطلق عليها جيش الاحتلال اسم "عربات جدعون 2".
وينر، الذي فُصل مؤخرًا من الجيش الإسرائيلي، أكد خلال المقابلة أن الخطة المطروحة اليوم تستند إلى تصورات قدمها سابقًا لرئيس الأركان، الذي اقتنع بها ووافق عليها منذ عدة أشهر. لكن هذا الضابط المثير للجدل لا يُعرف فقط بخططه العسكرية، بل أيضًا بسلسلة من القضايا والفضائح التي طبعت مسيرته.
وثائق سرية مفقودة وتسريبات لسموتريتش
في مارس 2025، تصدّر وينر عناوين الأخبار بعد أن ذكرت وسائل إعلام عبرية أنه فقد وثائق عسكرية سرية للغاية في موقف سيارات بمدينة رامات غان. وبحسب تقرير نشره موقع "واينت"، فقد أسقط وينر الملفات بينما كان يخرج من سيارته، ليعثر عليها أحد المارة ويسلمها إلى ضابط الأمن في المبنى، الذي بدوره أبلغ الشرطة والجيش.
مصدر عسكري أكد وقوع الحادث، موضحًا أن الخطورة مضاعفة لأن الوثائق لم يكن مسموحًا بإخراجها من القاعدة العسكرية أساسًا. ورغم التحقيقات، لم يصدر الجيش الإسرائيلي أي تعليق رسمي على الواقعة.
هذه الحادثة جاءت بعد أسبوع واحد فقط من تقرير بثته هيئة البث "كان"، اتهم وينر فيه بأنه كان يسرب معلومات عسكرية حساسة بشكل منتظم لوزير المالية وعضو الكابينيت الأمني بتسلئيل سموتريتش. وبحسب التقرير، فقد كان يزود سموتريتش بأوراق مطبوعة لعروض عسكرية ومعلومات عملياتية حديثة لم تُعرض على باقي الوزراء، عبر قناة خلفية غير مصرح بها.
سموتريتش لم ينكر هذه الاتهامات.
ماضي مثير للجدل
اسم وينر ليس جديدًا على ملفات التحقيق. ففي مطلع العقد الماضي، ارتبط اسمه بـ قضية "وثيقة هرباز"، حيث اتُهم بجمع مواد سرية لتشويه سمعة مسؤولين عسكريين وسياسيين في صراع داخلي على خلافة قيادة الجيش.
تم اعتقاله واستجوابه حينها، وأُلغيت ترقيته المقررة، ما أجبره على الاستقالة من الجيش عام 2013. لكن لم تُوجه له أي تهم جنائية في نهاية المطاف.
ورغم هذه السوابق، ظل وينر ضابطًا في صفوف الاحتياط. وفي عام 2018 تمت ترقيته إلى رتبة عميد، ليعود إلى واجهة العمل العسكري، حيث تولى قيادة فريق التخطيط العملياتي في قيادة المنطقة الجنوبية.
اتهامات سابقة خلال حرب غزة 2014
خلال حرب غزة عام 2014، اتُهم وينر أيضًا بتزويد السياسي نفتالي بينيت – الذي كان حينها شريكًا سياسيًا لسموتريتش – بمعلومات عن انتشار القوات الإسرائيلية ومعطيات عملياتية حساسة عبر قنوات خلفية غير رسمية.
من مساعد أشكنازي إلى رجل خطط غزة
إيريز وينر بدأ مسيرته العسكرية في لواء غفعاتي، ثم انتقل إلى لواء ناحال حيث تولى مناصب قيادية عدة من بينها قيادة كتيبة "دُخيفات"، التي أشرف من خلالها على عمليات ميدانية خلال الانتفاضة الثانية.
كما عمل مساعدًا لرئيس الأركان السابق غابي أشكنازي، وشغل مناصب بارزة في هيئة الأركان وقيادة الضفة الغربية.
لكن، وبقدر ما ارتبط اسمه بالخطط العملياتية، ارتبط أيضًا بالفضائح: من "وثيقة هرباز"، إلى تسريبات 2014، إلى فضيحة الوثائق الضائعة عام 2025.
الوجه الآخر – خارج الجيش
خارج المؤسسة العسكرية، خاض وينر تجارب سياسية وتجارية. فقد انضم في انتخابات الكنيست عام 2015 إلى حملة حزب "يحاد" بقيادة إيلي يشاي، ثم تولى منصب المدير العام لشركة "خمور القدس – جمعية زراعية تعاونية".
في 2018 أصبح محللًا عسكريًا لقناة 20، كما تطوع في قيادة الجهود لإعادة جثمان الضابط المفقود هدار غولدن. وفي العام نفسه عُين رئيسًا لمجلس إدارة مدرسة ميدريشات سديه بوكر.
لاحقًا، تولى منصب نائب المدير العام ثم المدير العام لشركة "ويلي فود للاستثمارات"، قبل أن يعلن استقالته في سبتمبر 2024. وهو أيضًا عضو في المجلس الاستشاري لحركة "البطحونيستيم"، التي تضم ضباطًا كبارًا متقاعدين.
شخصية مثيرة للجدل
اليوم، يظهر وينر في الإعلام الإسرائيلي كصوت ناقد وصاحب أفكار عدوانية متطرفة ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. ففي مقابلة حديثة، هاجم فكرة صفقة تبادل مع حركة حماس، متسائلًا بحدة: "إلى متى سنبقى عبيدًا لـ‘طائفة الأسرى‘؟"، وهو تصريح أثار عاصفة من الانتقادات.
وبينما يراه البعض خبيرًا عملياتيًا بارعًا وصاحب رؤية لما يجب أن تكون عليه المواجهة في غزة، يعتبره آخرون ضابطًا فاشلًا غارقًا في الفضائح، كان ينبغي إقصاؤه منذ سنوات.






