تأثير الحرب على الصحة النفسية للجنود

ارتفاع حالات الانتحار في صفوف الجيش الإسرائيلي بعد معركة "طوفان الأقصى"

profile
  • clock 24 أغسطس 2025, 6:19:19 م
  • eye 419
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

محمد خميس

ذكرت وسائل إعلام عبرية أن شرطياً يخدم في مستوطنة سديروت بغلاف غزة أقدم على الانتحار في منزله، وذلك بعد أن كان في الخدمة يوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، حين قُتل عدد من رفاقه خلال معركة "طوفان الأقصى". 

هذا الحادث يأتي في ظل تصاعد حالات الانتحار والاضطرابات النفسية داخل المجتمع الإسرائيلي، ولا سيما بين الجنود وأفراد الأجهزة الأمنية، نتيجة الضغوط النفسية المتزايدة بسبب الحرب المستمرة على غزة وما خلّفته من صدمات وانهيارات متتابعة.

تأثير الحرب على الصحة النفسية للجنود

تشير تقارير بحثية وإعلامية "إسرائيلية" إلى أن الحرب المستمرة منذ 23 شهراً قد فاقمت من معدلات الإصابة بالاكتئاب والاضطرابات النفسية بين الجنود والمستوطنين على حد سواء. كما حذرت هذه التقارير من أن ظاهرة الانتحار مرشحة للتصاعد مع استمرار القتال وتداعياته على النفسية.

وفي أعقاب عملية "طوفان الأقصى"، التي شنتها فصائل المقاومة الفلسطينية على مستوطنات غلاف غزة، سجل جيش الاحتلال ارتفاعاً غير مسبوق في حالات الانتحار والأزمات النفسية، حتى أصبح الانتحار السبب الثاني للوفاة أثناء المعارك بعد القتال المباشر.

إحصاءات مقلقة لحالات الانتحار في الجيش

وكشفت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي عن انتحار 18 جندياً منذ مطلع عام 2025، بينهم ثلاثة في الشهر الماضي فقط، مقارنة بـ9 جنود خلال النصف الأول من عام 2024. وأشارت الإذاعة إلى أن المعطيات تشير إلى ارتفاع كبير بعدد حالات الانتحار هذا العام مقارنة بالسنوات السابقة، مع التأكيد على أن هذه الإحصاءات تستند إلى مصادر مطلعة وليست رسمية من الجيش نفسه.

الدراسات الإسرائيلية الحديثة أظهرت أن الانتحار في صفوف الجيش تحول إلى ظاهرة متفاقمة، خاصة بعد معركة "طوفان الأقصى"، نتيجة ما تعرض له الجنود من كمائن وعبوات ناسفة وقنص أثناء المعارك مع المقاومة الفلسطينية في غزة.

انعكاسات الحرب على المجتمع الإسرائيلي

لا تقتصر التداعيات النفسية على الجنود فقط، بل تشمل المجتمع الإسرائيلي بشكل أوسع، لا سيما في المستوطنات القريبة من غزة. يعيش المواطنون هناك تحت ضغط نفسي مستمر بسبب الهجمات الصاروخية وعمليات القنص، ما يؤدي إلى ارتفاع معدلات القلق والاكتئاب، ويزيد من احتمالات الانتحار بين الفئات الأكثر هشاشة.

كما أن استمرار الحرب، بدعم مباشر من الولايات المتحدة ودول غربية، يضاعف من العبء النفسي على الجيش والمجتمع المدني على حد سواء، ويزيد من صعوبة التعامل مع هذه الظاهرة المتنامية، خصوصاً مع استمرار العمليات العسكرية في غزة، والتي أسفرت عن استشهاد وإصابة أكثر من 220 ألف فلسطيني حتى اليوم، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.

جهود الجيش للتعامل مع الأزمة النفسية

رغم الوعي المتزايد بالاضطرابات النفسية في صفوف الجنود، تشير المصادر الإعلامية إلى أن الجيش الإسرائيلي لم يتخذ بعد خطوات كافية لمعالجة هذه الأزمة على نحو فعال. بعض الوحدات العسكرية بدأت في توفير الدعم النفسي والمساندة للجنود، لكن الحالات المتزايدة تشير إلى أن المشكلة أكبر من قدرة النظام العسكري الحالي على التعامل معها بشكل شامل.

تأثير الأزمة النفسية على الأداء العسكري

تشير الدراسات إلى أن الضغوط النفسية وعدم القدرة على التعامل مع الصدمات القتالية تؤثر بشكل مباشر على الأداء العسكري للجنود، وتزيد من احتمالات وقوع أخطاء أثناء المعارك. كما يمكن أن تؤدي هذه الضغوط إلى زيادة حالات الانتحار داخل الجيش، مما يمثل تهديداً إضافياً للأمن الداخلي والخارجي للدولة.

توقعات مستقبلية

مع استمرار الحرب، من المتوقع أن تستمر معدلات الانتحار والاضطرابات النفسية في صفوف الجنود والمستوطنين، ما يجعل من الضروري اتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة هذه الأزمة. الخبراء النفسيون يحذرون من أن استمرار النزاعات المسلحة دون دعم نفسي كافٍ قد يؤدي إلى تفاقم الظاهرة بشكل غير مسبوق، ويؤثر على استقرار المجتمع الإسرائيلي عموماً.

حادث انتحار الشرطي في مستوطنة سديروت يعكس حجم الأزمة النفسية المتفاقمة في صفوف الجيش والمجتمع الإسرائيلي بعد معركة "طوفان الأقصى". الحرب المستمرة على غزة أدت إلى ارتفاع معدلات الانتحار والاكتئاب والاضطرابات النفسية بين الجنود والمستوطنين، لتصبح هذه الظاهرة أحد أهم التحديات التي تواجه الأمن الإسرائيلي الداخلي. المؤشرات الحالية تشير إلى أن المشكلة مرشحة للتصاعد مع استمرار القتال، مما يستدعي تدخلات عاجلة لدعم الجنود والمجتمع المدني على حد سواء.

التعليقات (0)