تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

في تصعيد خطير وغير مسبوق، شنت إيران فجر الأحد موجة جديدة من الهجمات الصاروخية والطائرات المسيّرة على مواقع عسكرية وعلمية إسرائيلية، ما أسفر عن مقتل أربعة إسرائيليين وإصابة أكثر من 240 آخرين، إضافة إلى فقدان العشرات تحت الأنقاض، بحسب ما أوردته وسائل إعلام عبرية.

ضربات مباشرة على تل أبيب وحيفا ورحوفوت

وبحسب تقارير إسرائيلية، فإن الصواريخ الإيرانية استهدفت عدة مناطق حساسة من بينها تل أبيب، حيفا، ومدينة رحوفوت، حيث تم الإبلاغ عن دمار واسع في البنية التحتية، وسقوط صواريخ على مبانٍ سكنية ومراكز بحثية.

وأشارت التقارير إلى أن مدينة بات يام كانت من بين المناطق الأكثر تضررًا، ووصفت بأنها "منطقة ذات إصابات واسعة النطاق"، حيث قُتل أربعة أشخاص وجُرح العشرات. كما أفادت سلطات الاحتلال أن نحو 35 شخصًا لا يزالون في عداد المفقودين في مواقع متفرقة.

معهد وايزمن للأبحاث ضمن قائمة الأهداف

في تطور لافت، أكدت صحيفة "يديعوت أحرونوت" ووسائل إعلام أخرى أن أحد الصواريخ الإيرانية أصاب معهد وايزمن للأبحاث والعلوم في مدينة رحوفوت، مما تسبب في اندلاع حريق في مبنى مختبرات علمية، وأضرار جسيمة في المركز البحثي، الذي يُعد من أبرز المراكز العلمية في إسرائيل.

وأشارت صحيفة "نيويورك تايمز" إلى أن الهجمات طالت منشآت حيوية ومراكز إمداد بالطاقة وتزويد الطائرات بالوقود، ما يزيد من تداعياتها الاستراتيجية على البنية العسكرية الإسرائيلية.

طراز الصواريخ الإيرانية المستخدمة

وبحسب ما أوردته وكالة “فارس” الإيرانية، فإن إيران استخدمت صواريخ متقدمة من طراز "عماد"، و"قادر"، و"خيبر"، فيما كشفت وكالة الأنباء الرسمية “إرنا” عن استخدام صاروخ فرط صوتي في استهداف مدينة حيفا.

وأوضح الحرس الثوري الإيراني في بيان أن الهجمات استهدفت منشآت حيوية في الداخل الإسرائيلي، وجاءت ردًا مباشرًا على الضربات الإسرائيلية الأخيرة داخل إيران، مؤكدًا أن الصواريخ المستخدمة كانت تكتيكية، موجهة، وتعمل بالوقود الصلب، وتحمل رؤوسًا شديدة الانفجار.

إيران: لم نبدأ الحرب لكننا سنحدد نهايتها

في سياق متصل، صرّح مسؤول أمني إيراني رفيع لقناة الجزيرة بأن طهران "تعد نفسها لمواجهة طويلة الأمد"، مضيفًا أن إيران لم تبدأ الحرب، لكنها من سيقرر متى تنتهي.

كما لفت إلى أن نتائج هذه الحرب قد تصل إلى إسقاط حكومة نتنياهو وإنهاء نظامه السياسي بالكامل، في حال استمرت المواجهات على هذا النحو التصعيدي.

تكتم إسرائيلي وحظر نشر

من جانبها، فرضت الرقابة العسكرية الإسرائيلية حظرًا على نشر تفاصيل تتعلق بأربع حوادث أمنية وقعت خلال الليلة الماضية، في إشارة إلى حساسية الموقف وخطورة الأضرار التي لحقت بالمواقع المستهدفة.

في ظل هذا التصعيد، يزداد الترقب في المنطقة، حيث تشير المؤشرات إلى أن الصراع بين طهران وتل أبيب دخل مرحلة مفتوحة ومرشحة لمزيد من التعقيد والتوسع الإقليمي.