-
℃ 11 تركيا
-
16 يونيو 2025
هاكان فيدان في بلغراد.. زيارة تحمل رسائل استراتيجية للبلقان
هاكان فيدان في بلغراد.. زيارة تحمل رسائل استراتيجية للبلقان
-
19 مايو 2025, 12:32:29 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
كتبت: شيماء مصطفى
في إطار تحركات دبلوماسية مكثفة تعكس تطور السياسة الخارجية التركية في منطقة البلقان، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، اليوم الإثنين، زيارة رسمية إلى جمهورية صربيا، التقى خلالها بنظيره الصربي ماركو دوريتش في العاصمة بلغراد، في خطوة تؤكد الأهمية المتزايدة التي توليها أنقرة لهذه المنطقة الجيوسياسية الحساسة.
ومن المقرر أن يلتقي الوزير فيدان أيضًا الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش، في لقاءات تتناول التعاون الثنائي وأوضاع الإقليم المتأزمة، خاصة في ظل التوترات المتقطعة التي تشهدها منطقة البوسنة والهرسك.
أنقرة وبلغراد: تعاون متعدد الأبعاد
بحسب مصادر دبلوماسية تركية، سيؤكد فيدان خلال زيارته على ارتياح أنقرة للتقدم المحرز في العلاقات الثنائية مع صربيا، والتي توسعت في السنوات الأخيرة لتشمل ملفات الاقتصاد، الدفاع، الطاقة، والاستثمارات. هذا التعاون يعكس تحولا استراتيجيا في علاقات تركيا مع دول البلقان، حيث تسعى أنقرة إلى تثبيت حضورها كلاعب رئيسي يعزز الاستقرار ويستفيد من الفرص الاقتصادية.
دبلوماسية التوازن التركي في البلقان
زيارة فيدان تأتي ضمن دبلوماسية التوازن التي تتبعها تركيا في البلقان، إذ تحرص أنقرة على بناء علاقات قوية مع صربيا، دون أن تفقد ثقلها التاريخي والسياسي لدى الشعوب ذات الأصول المسلمة في المنطقة، وعلى رأسها البوشناق في البوسنة والهرسك.
فيدان، وفق ما نقلته المصادر التركية، سيشدد خلال لقاءاته على أهمية التعامل مع الوضع في البوسنة والهرسك بحكمة، في ظل تعقيدات سياسية وعرقية تهدد بتفجير الأوضاع مجددًا. وسيؤكد على ضرورة إبقاء قنوات الحوار مفتوحة، وهي رسالة موجهة بوضوح إلى بلغراد وللقوى الدولية المعنية بملف البوسنة.
البلقان في قلب الرؤية التركية الجديدة
تمثل زيارة فيدان إلى صربيا ترجمة ميدانية لرؤية تركيا الجديدة في السياسة الخارجية، والتي تقوم على تفعيل دور أكثر استقلالية ونفوذًا في المحيط الإقليمي، ومنه منطقة البلقان التي ترتبط تاريخيًا وثقافيًا وجغرافيًا بتركيا.
في هذا السياق، تسعى أنقرة إلى لعب دور الضامن للاستقرار، خاصة في ظل تراجع نسبي لدور الاتحاد الأوروبي في احتواء أزمات المنطقة، وبروز متغيرات جديدة كالتقارب الروسي–الصربي واشتداد التنافس الدولي على النفوذ في البلقان.
رسائل أبعد من العلاقات الثنائية
رغم الطابع الثنائي الرسمي للزيارة، إلا أن دلالاتها تتجاوز العلاقات التركية–الصربية، لتشكل رسالة ضمنية للقوى الإقليمية والدولية بأن تركيا لن تغيب عن موازين القوى في البلقان، وأنها قادرة على مدّ جسور الحوار مع كافة الأطراف، دون الانحياز إلى طرف على حساب الآخر، مع الاحتفاظ بدورها التاريخي في دعم المجتمعات المسلمة هناك.
زيارة بلغراد.. اختبار جديد للبراعة التركية في إدارة التوازنات
زيارة هاكان فيدان إلى صربيا تمثل اختبارًا مهمًا لـ السياسة الخارجية التركية الجديدة القائمة على المرونة والانفتاح والحضور الفاعل في المناطق المتوترة. إنها خطوة تعزز من موقع تركيا كقوة إقليمية تطمح لإعادة تشكيل الأدوار في محيطها الحيوي، في وقت تتصاعد فيه الأزمات وتتعقد فيه التحالفات.










