-
℃ 11 تركيا
-
13 يونيو 2025
هآرتس: سموتريتش الرجل الأقوى في "إسرائيل"
من صحافة العدو
هآرتس: سموتريتش الرجل الأقوى في "إسرائيل"
-
26 أبريل 2025, 11:04:28 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
سموتريتش الرجل الأقوى في "إسرائيل"
هآرتس - يوسي فيرتر
في فيلم "أن تستيقظ أمس صباحا"، الصادر في العام 1993، يستيقظ بيل مارييه كل يوم من جديد على صباح أمس، مع التقرير ذاته في الراديو والاحداث ذاتها التي تتكرر. إسرائيل نهاية نيسان 2025، بعد اكثر من سنة ونصف على فشل 7 تشرين الأول، تستيقظ كل صباح مع شعور "هذا الفيلم شاهدته من قبل"، ومررت بالتجربة ذاتها من قبل. ما زال 59 مخطوفاً في غزة يصرخون، ويطلبون المساعدة، ولا يوجد أي توقع لإعادتهم.
تستمر الحرب بدون اتجاه أو أمل، ويتطاول وزراء على رئيس الأركان (الغض والهجومي). النقاش حول المساعدات الإنسانية – اذا كان ينبغي إدخالها الى القطاع وما هو حجمها ومن الذي سيكون المسؤول عن توزيعها – هو بمثابة امتداد لما حدث قبل سنة، مثلما هي الحال بالنسبة للنقاش حول المرحلة الثانية: صفقة لوقف اطلاق النار أم حرب لا نهاية لها، واحتلال القطاع وحكم عسكري؟
الواضح حقا هو الكذب المطلق في تصريحات نتنياهو المتغطرسة حول إعادة "جميع المخطوفين، الاحياء والاموات". على الأكثر هو مستعد لصفقة جزئية، إنقاذ خمسة، عشرة، وربما 11 مخطوفاً. الباقون ستتم التضحية بهم من اجل سلامة الائتلاف. يوجد سلم أولويات. من قال في حينه، في فترة الانقلاب النظامي، بأن إسرائيل يمكنها تدبر أمرها بدون اثنين أو ثلاثة اسراب طائرات، ولكن لا يمكنها تدبر امرها بدون حكومة، بالتأكيد هو يؤمن بأن إسرائيل يمكنها تدبر امرها مع اكثر من 40 رون أراد، لكنها لن تستطيع ذلك بدون حكومة الكارثة التي في ولايتها تم التخلي عنهم.
لا يختلف نتنياهو في جوهره عن سموتريتش وبن غفير والوزراء. هو أقل صدقاً منهم. لا يتعلق الأمر فقط بإعادة المخطوفين، بالمناسبة، بل يتعلق أيضا بأهداف القتال في قطاع غزة. ومن اجل إبقاء سموتريتش في الائتلاف فان رئيس الوزراء انتهك (مع معرفة سابقة بأنه سيفعل ذلك) الصفقة الأخيرة، ولم يدخل حتى في النقاشات حول المرحلة الثانية. ومن أجل إعادة بن غفير الى حضنه فقد استأنف القتال في القطاع.
منذ توسيع الائتلاف (من خلال سرقة مقاعد قائمة جدعون ساعر)، انقلب ميزان القوة في الجناح المتطرف في الائتلاف. ضعف بن غفير، وتعززت قوة سموتريتش، الذي جاء من أعماق المكانة الصفرية الثابتة في استطلاعات الرأي.
انتقل اهتمام الاعلام أيضا الى الوزير ضئيل الحجم وصاحب الفم الكبير. من خلال فترة ولايته المزدوجة وزيراً للمالية ووزيراً في وزارة الدفاع، مع ميزانيات ضخمة لتسمين المستوطنات المعزولة، ومليارات الدولارات لليهود الحريديين، لا سيما مع ادارته الفعلية للحرب التي لا تنتهي، أصبح سموتريتش الشخص الأقوى في إسرائيل بفجوة لا يمكن تخيلها بالنظر الى قوته المتدنية جدا وتعاطف الجمهور معه، بما في ذلك داخل صفوفه. شعار حزبه (الصهيونية الدينية) يسيء الى قطاع كامل، هو نسخة لحزب مجيد، حزب يوسف بورغ وزبولون هامر، اللذين لو كانا على قيد الحياة الآن لكانا أول من أنكر ما حدث لهذا الحزب.
هذا تجسيد (آخر) لخطاب نائب رئيس الأركان في حينه، يئير غولان، عشية يوم ذكرى الكارثة قبل تسع سنوات، عندما كان سموتريتش عضوا جديدا في الكنيست. ومنذ ذلك الحين تضخمت العمليات وتعاظمت أيضا قوة هذا الرجل. سيقول أسلافه بأنه نسي ما معنى أن تكون يهوديا (إلا اذا كانت يهوديته تدعو الى التخلي عن اليهود ليموتوا بآلامهم في الانفاق). وكان انخراطه في المؤسسة الأمنية سيشكل صدمة لسابقيه أيضا. كان تطاوله أيضا على المنظومة الأمنية سيصدم سابقيه الأوائل. من جوهرها الفاشي الى أسلوبها الوحشي، مثل تأكيده المتكرر، هذا الأسبوع، على الذهاب الى المرحاض عندما كان رونين بار يتحدث في جلسة الحكومة. "الأسلوب هو الانسان نفسه"، كتب العالم الفرنسي، جورج لويس، لكلير دي بيفون في العام 1753.
في هذا الأسبوع هو أيضا اختار التشاجر علنا مع موشيه غفني (يهدوت هتوراة) حول قانون التهرب من الخدمة. شجار مضحك ليس فقط بسبب أنهما وقعا معا، كوزير للمالية وكرئيس للجنة المالية، على أسوأ عملية نهب للائتلاف في تاريخنا. ولكن السبب الرئيسي هو أن جميع أعضاء الائتلاف يدركون أنه لا يوجد حل لهذه الفوضى. يستعد الجميع الآن لاحتمالية أن ينفذ "شيوخ التوراة"، اللقب الذي يطلق على الحاخامات المناهضين للصهيونية، تهديدهم، وأن يأمروا ممثليهم في الائتلاف بتعطيل العمل التشريعي للحكومة، الأمر الذي يعتبرونه عقابا "خفيفا" على مماطلة نتنياهو. وقد انضم الى التهديد أيضا آريه درعي، رئيس حزب شاس، الذي تحت قيادته أصبح الحزب متطرفا أكثر من الاخوان الاشكناز.
على خلفية هذا الشجار الصغير توجد الفجوة الكبرى بين القبعات السوداء والمنسوجة، في قضية التجنيد. وهي فجوة تنعكس فقط قليلا في الائتلاف الذي يجلس فيه ممثلوهم المنتخبون. يدرك سموتريتش أن الامر يتجاوز سياسة الهوية المشوهة التي تم تشكيلها تحت نار "كتلة نتنياهو"، وأنها تشكل أيضا التهديد السياسي الأكبر له في الدورة الصيفية.
المستقبل السياسي لرئيس "الصهيونية الدينية مهم لنتنياهو، فاسبوعاً تلو أسبوع ينزل الائتلاف في الاستطلاعات من اقلية لها 50 – 51 مقعدا الى أقلية لها 45 – 46 مقعدا. ولكن مثلما يسهل عليه التضحية بالمخطوفين لصالحه، وأن يطبق ببطء حكما عسكريا كارثيا في غزة، هكذا يصعب عليه إعطاء ولو بادرة حسن نية رمزية في قضية التجنيد، على حساب الحريديين. مع ذلك، توجد حدود لا يجب تجاوزنها، ومن مثل نتنياهو يعترف بالحدود؟!
.jpeg)








