نور.. الطفلة التي غلبها الجوع فنامت إلى الأبد

profile
  • clock 27 يوليو 2025, 11:13:57 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

متابعة: شيماء مصطفى

في صباحٍ حزين جديد، استيقظ قطاع غزة على خبر رحيل الطفلة نور أبو سلعة، التي لم تغلب الحرب فحسب، بل غلبها الجوع والموت البطيء، بعد أشهر من الصراع مع الجوع والحرمان.

طفولة تبحث عن لقمة

لم تكن نور تحمل سلاحًا، ولم تكن في ركب المقاومة، كانت طفلة بريئة في عمر الزهور، كل ذنبها أنها ولدت في قطاع محاصر، محروم من أبسط مقومات الحياة. كانت تنام على أبواب "التكيات" – موائد الطعام الخيرية – باحثةً عن وجبة تسد رمقها، وعن قطعة خبز تؤجل الجوع حتى اليوم التالي.

لكن حتى تلك الموائد الخيرية، التي كانت تشكل شريان الحياة لآلاف الأسر، لم تصمد طويلًا أمام شبح المجاعة. أُغلقت التكيات، وتوقفت أواني الطبخ، وجفت قطرات الزيت والسكر، وتراكمت الكارثة فوق أكتاف الطفلة النحيلة.

نهاية مأساوية

كتب الصحفي أسامة الكحلوت صباح اليوم عبر صفحته: "الطفلة نور أبو سلعة ماتت بسبب الجوع. كانت سابقًا تنام على أبواب التكيات لتحصل على الطعام، وبعد أن أغلقت التكيات أبوابها، ساءت صحتها وعانت من قلة الطعام وانهارت صحتها وماتت صباح اليوم."

رحلت نور بصمت، كما كانت تعيش، دون دواء، دون غذاء، ودون أن يشعر بها أحد، سوى من شاهد جسدها الصغير ينهار يومًا بعد يوم.

حلقة جديدة في مسلسل المجاعة

نور ليست أول الضحايا. ففي آخر إحصائية صادرة عن وزارة الصحة في غزة، سُجّلت 133 حالة وفاة بسبب الجوع وسوء التغذية، من بينهم 87 طفلًا. وخلال 24 ساعة فقط، مات ستة فلسطينيين جوعًا، بينهم طفلان أنهكهما الموت البطيء.

كل يوم تمضي فيه الحرب، ويستمر فيه الحصار، يسقط المزيد من الأطفال ضحايا المجاعة، والعدد يرتفع بصمت وسط صرخات غير مسموعة.

مطالب عاجلة

المكتب الإعلامي الحكومي في غزة ناشد العالم قائلاً: "نحتاج يوميًا إلى 600 شاحنة إغاثية و250 ألف علبة حليب شهريًا لإنقاذ الأطفال الرُّضَّع من الموت المحقق. الحل الجذري والعاجل هو كسر الحصار فورًا، وفتح المعابر دون شروط."

لكن بينما تنتظر الشاحنات إذنًا بالدخول، تموت نور وأمثالها، وتُكتب فصول جديدة من مذبحة الصمت الدولي.

التعليقات (0)