نائب بريطاني يحتفل بضربات هندية قتلت مدنيين في باكستان

profile
  • clock 7 مايو 2025, 3:13:07 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
بوب بلاكمان (وسط الصورة) يعلن نتائج الجولة الرابعة من انتخابات قيادة حزب المحافظين في 9 أكتوبر/تشرين الأول 2024 (وكالة فرانس برس)

شارك النائب المحافظ البريطاني بوب بلاكمان منشورًا على منصة "إكس" صادرًا عن الحزب الحاكم في الهند، يحتفل بالهجمات التي شنتها نيودلهي على باكستان والتي أفادت تقارير بأنها أسفرت عن مقتل العشرات من المدنيين، بينهم أطفال.

ويمثل بلاكمان دائرة "هارو إيست" في لندن، ويشغل منصب رئيس لجنة 1922 المسؤولة عن الإشراف على انتخابات قيادة حزب المحافظين. وقد نشر أيضًا مقطع فيديو لانفجارات في غزة، زاعمًا أنه يُظهر باكستان أثناء تعرضها للقصف الهندي.

هجوم هندي على باكستان وسط تصعيد متبادل

قالت الهند يوم الأربعاء إنها نفذت "ضربات دقيقة" استهدفت "معسكرات إرهابية" في تسعة مواقع داخل الأراضي الباكستانية، في حين تعهدت إسلام آباد بالرد على الهجوم. من جهتها، قالت باكستان إن الهجوم الصاروخي الهندي أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 26 شخصًا، بينهم طفلان، فيما ذكرت مصادر هندية أن 10 أشخاص على الأقل قُتلوا جراء نيران باكستانية في الجزء الذي تسيطر عليه الهند من كشمير.

ويأتي التصعيد بعد هجوم مميت نفذه متمردون مشتبه بهم على سياح في كشمير الهندية في 22 أبريل، وهو الهجوم الذي حمّلت الهند مسؤوليته لباكستان، بينما نفت الأخيرة أي صلة به.

منشورات مثيرة للجدل من بلاكمان تمجد الضربات

في أعقاب الغارات، نشر بلاكمان عدة منشورات على منصة "إكس" تمجّد الهجوم الهندي، إحداها تعود إلى الحزب الحاكم في الهند "بهاراتيا جاناتا" وجاء فيها: "وعدنا... ووفينا!". كما أعاد نشر تغريدة لحساب باسم "صوت الهنود البريطانيين" تصف الضربات بأنها "صرخة من كل روح جرحتها يد الإرهاب" و"واجب تجاه الإنسانية"، وأرفق الحساب الفيديو المأخوذ من غزة، زاعمًا أنه من باكستان.

 

وأكد موقع ميدل إيست آي أنه تواصل مع بلاكمان وأبلغه أن المقطع يعود لانفجارات حدثت في غزة عام 2023، وليس في باكستان، كما طلب منه حذف المنشور، لكنه لم يتلقَّ ردًا حتى لحظة نشر التقرير.

كما أعاد بلاكمان نشر منشور آخر من الحساب ذاته يظهر رسمًا لجندي مسلح يحيي العلم الهندي، إلى جانب عبارة تقول: "الهند ستُزيل الخوف من مصدره".

ردود حذرة من سياسيين بريطانيين آخرين

في المقابل، عبّر عدد من السياسيين البريطانيين عن مواقف أكثر تحفظًا. وقال وزير التجارة البريطاني، جوناثان رينولدز، في مقابلة مع "بي بي سي" صباح الأربعاء، إن بريطانيا لن تنحاز إلى أي من الطرفين، مضيفًا: "نحن أصدقاء وشركاء لكلا البلدين. ونحن مستعدون لدعم الطرفين". وأضاف: "كلاهما له مصلحة كبرى في الاستقرار الإقليمي والحوار وخفض التصعيد، وسنفعل كل ما في وسعنا لدعم ذلك".

أما النائب المستقل شوكات آدم، فكتب على منصة "إكس": "أدعو بقوة إلى التهدئة وضبط النفس في أعقاب هجوم بوهالغام. ورغم أن فقدان الأرواح البريئة يتطلب العدالة، فإن قصف الأراضي الباكستانية وقتل المدنيين، بمن فيهم الأطفال، يثير قلقًا بالغًا". وتابع: "يجب أن نعطي الأولوية للسلام والحوار والمحاسبة بدلًا من الانتقام".

كذلك علّقت البارونة المستقلة سايدة وارسي بالقول: "علينا أن ندعو إلى خفض التصعيد من دون لعبة تبادل الاتهامات. فالجاليات ذات الأصول الهندية والباكستانية، والتي لها عائلات في البلدين، جزء من بريطانيا، ويجب ألا نسمح لهذا النزاع بأن يمتد إلى داخل مجتمعنا".

علاقات بلاكمان الوثيقة بالحزب الهندوسي الحاكم

يُعرف عن بلاكمان علاقاته الممتدة مع الحزب الهندي الحاكم "بهاراتيا جاناتا" ومع شخصيات بارزة من التيار القومي الهندوسي. ففي عام 2017، تعرض لانتقادات شديدة بعد أن استضاف تapan Ghosh داخل مجلس العموم البريطاني، وهو شخصية سبق أن طالبت بوضع النسل المسلم تحت سيطرة الأمم المتحدة، وامتدحت إبادة الروهينغا المسلمين.

وفي عام 2022، أفادت تقارير بأن بلاكمان تلقى أكثر من 20 ألف جنيه إسترليني (نحو 25,200 دولار) من منظمات هندوسية قومية مرتبطة بالحزب الحاكم ومنظمة "راشتريا سوايامسيفاك سانغ" شبه العسكرية، بما في ذلك منظمات لها صلات مباشرة بأعمال عنف ضد المسلمين. لكنه نفى حينها تلك المزاعم، ووصفها بأنها "غير صحيحة على الإطلاق".

كما يرتبط بلاكمان بمنظمة "أصدقاء الحزب الحاكم في الهند – فرع المملكة المتحدة"، حيث ألقى خطابًا خلال تجمع انتخابي مؤيد لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في مارس 2019، مرتديًا قبعة ووشاحًا يحملان شعار الحزب.

كرر بلاكمان دعمه العلني لمودي في مارس من العام الماضي، وفي 17 يونيو، شارك رئيس فرع المنظمة في المملكة المتحدة بحملة بلاكمان الانتخابية خلال الانتخابات العامة البريطانية.

وفي عام 2020، دعت "مجلس المسلمين في بريطانيا"، وهو أكبر تجمع للمؤسسات الإسلامية في البلاد ويضم أكثر من 500 منظمة، حزب المحافظين لاتخاذ إجراءات ضد بلاكمان بعد سلسلة من الحوادث التي ربطته بالإسلاموفوبيا. ومع ذلك، لم يتم اتخاذ أي إجراء علني ضده حتى اليوم.

المصادر

ميدل إيست آي

التعليقات (0)