تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

في خطوة متزايدة للضغط الدولي على إسرائيل، دعت 114 منظمة مدنية دولية، من بينها "هيومن رايتس ووتش" و"منظمة العفو الدولية"، الاتحاد الأوروبي إلى تعليق اتفاقية الشراكة مع إسرائيل، بسبب ارتكابها جرائم إبادة جماعية وانتهاكات جسيمة ضد الفلسطينيين، خاصة في قطاع غزة.

بيان مشترك يسبق اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي

صدر البيان المشترك للمنظمات الحقوقية اليوم الإثنين، قبيل انعقاد اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي، المخصص لمراجعة مدى التزام إسرائيل ببنود اتفاقية الشراكة، وعلى رأسها احترام حقوق الإنسان. وقد شدد البيان على أن أي مراجعة نزيهة للاتفاقية لا بد أن تقود إلى استنتاج واحد: أن إسرائيل "انتهكت بشكل جسيم" شرط حقوق الإنسان المنصوص عليه في الاتفاقية.

فشل الحوار وتصاعد الاحتجاجات الشعبية

في هذا السياق، صرّح كلاوديو فرانكافيلا، نائب مدير مكتب "هيومن رايتس ووتش" لدى مؤسسات الاتحاد الأوروبي، أن جميع محاولات الحوار مع إسرائيل باءت بالفشل. وأوضح أن "الاحتجاجات المناصرة لفلسطين تجوب أنحاء أوروبا منذ أشهر، والناس لا يستطيعون تجاهل الجرائم التي يشاهدونها يوميًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي".

وأكد فرانكافيلا أن مراجعة الاتفاقية يجب أن تترجم إلى إجراءات ملموسة، وفي مقدمتها "تعليق الجانب التجاري من الاتفاقية"، معتبرًا أن استمرار التعاون الاقتصادي مع إسرائيل يُعد تواطؤًا ضمنيًا.

انتهاكات مستمرة وإفلات من العقاب

أشار البيان إلى أن النظام القضائي الإسرائيلي يتسم بالتساهل مع مرتكبي الجرائم في الضفة الغربية، إذ لا تتجاوز نسبة المحاسبة 3%، بحسب توثيق منظمات حقوقية إسرائيلية. وهو ما يدل على غياب الإرادة الحقيقية لملاحقة الانتهاكات المرتكبة ضد الفلسطينيين.

خلفية الاتفاقية ومضمونها القانوني

تُعد اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، التي دخلت حيز التنفيذ في عام 2000، الإطار القانوني الذي ينظم العلاقات السياسية والاقتصادية بين الجانبين. وتنص المادة الثانية من الاتفاقية بوضوح على أن الشراكة مرهونة بـ"الاحترام الكامل لحقوق الإنسان والقانون الدولي"، ما يجعل الانتهاكات الإسرائيلية الجارية أساسًا كافيًا لتعليق الاتفاقية.

إبادة جماعية مستمرة منذ أكتوبر 2023

منذ السابع من أكتوبر 2023، وبغطاء سياسي وعسكري أمريكي، تواصل إسرائيل ارتكاب جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير. وقد أدّت هذه الهجمات إلى استشهاد أو إصابة ما يقارب 187 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود، وانتشار المجاعة بين مئات آلاف النازحين.

دعوة إلى موقف أوروبي حاسم

في ختام البيان، شددت المنظمات الـ114 على أن التزام الاتحاد الأوروبي بقيمه الأساسية لا يمكن أن يكون انتقائيًا، ودعته إلى اتخاذ موقف حازم بوقف الشراكة مع إسرائيل، حتى تلتزم الأخيرة بالقانون الدولي وحقوق الإنسان.