منح جزء من مزرعة بابلو إسكوبار الشهيرة بـ"فرس النهر الكوكايين" لضحايا النزاع في كولومبيا

profile
  • clock 2 أكتوبر 2025, 1:36:35 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

أعلن الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو، الأربعاء، أن الحكومة سلّمت جزءاً من مزرعة بارون المخدرات الراحل بابلو إسكوبار، الشهيرة بـ"أفراس النهر الكوكايين"، إلى نساء متضررات من النزاع المسلح في البلاد.
كان إسكوبار، زعيم كارتل ميديلين، واحداً من أغنى رجال العالم في أواخر الثمانينيات، حيث قدرت مجلة "فوربس" ثروته بنحو 25 مليار دولار.
مزرعته الفخمة "هاسيندا نابوليس"، الممتدة على مساحة 10 آلاف فدان في مقاطعة أنطيوكيا شمال غرب البلاد، امتلأت بحيوانات غريبة من بينها أفراس النهر، وأصبحت رمزاً لقوته وثروته.

من رمز للثراء إلى حديقة عامة

بعد مقتل إسكوبار على يد الشرطة عام 1993، استولت الدولة على المزرعة وأجّرتها للسلطات المحلية، التي حولتها إلى مدينة ملاهٍ ناجحة تضم فندقاً وحديقة حيوانات. وأوضح الرئيس بيترو أن جزءاً من المزرعة سُلّم الآن لضحايا النزاع المسلح الذي دام أكثر من ستة عقود في كولومبيا، بين المتمردين اليساريين وعصابات المخدرات والميليشيات اليمينية والدولة.
وقال بيترو عبر منصة "إكس": "لقد بدأنا باستعادة مزرعة نابوليس لصالح الضحايا"، مشيراً إلى أن "ورثة إسكوبار السياسيين والاقتصاديين كانوا يريدون الاستيلاء على المزرعة".

أراضٍ للنساء الريفيات

وبحسب الحكومة، فقد جرى تخصيص 297 فداناً من الأرض لمجموعة من النساء المزارعات. كانت هؤلاء النساء قد حصلن على قرض لاستغلال الأرض من بلدية بويرتو تريومفو عام 2017، لكن الشرطة قامت لاحقاً بإجلائهن وفق ما أعلنته الحكومة الوطنية.
وقالت المستفيدة ميلينيري كوريا في مقطع فيديو نشرته الوكالة الوطنية للأراضي: "أشعر بسعادة كبيرة، لأن هناك اليوم نساء لديهن أمل وأرض للحياة."

الأرض جوهر النزاع الكولومبي

لطالما كان ملف ملكية الأراضي من أبرز دوافع النزاع في كولومبيا. وفي مايو الماضي، طالب بيترو بضم مزرعة إسكوبار إلى برنامج إصلاح الأراضي، الذي يهدف إلى توزيع آلاف الهكتارات، بما في ذلك ممتلكات تعود لتجار مخدرات سابقين، على سكان الريف.
لكن شركات السياحة التي تدير "هاسيندا نابوليس" اعترضت على الخطة، مشيرة إلى أن المزرعة أصبحت عنصراً أساسياً في جذب الزوار للمنطقة.

المزرعة الشهيرة وأفراس النهر الغازية

اشتهرت "هاسيندا نابوليس" بوجود نسخة طبق الأصل من طائرة كان إسكوبار قد وضعها فوق بوابتها الرئيسية، رمزاً لشحنات المخدرات التي كان يهرّبها إلى الولايات المتحدة، قبل أن تتم إزالتها لاحقاً. كما اشتهرت أيضاً بقطيع أفراس النهر الذي جلبه إسكوبار من إفريقيا أواخر الثمانينيات.
بعد مقتله، تُركت هذه الحيوانات تتجول بحرية خارج حدود المزرعة، وتكاثرت حتى بلغ عددها اليوم نحو 150 فرس نهر.

خطر بيئي وحلول مكلفة

أعلنت كولومبيا أن أفراس النهر نوع غازي يهدد البيئة المحلية. وأكد خبراء أن عمليات التعقيم وحدها لا تكفي للسيطرة على تكاثرها، لذلك تبحث الحكومة في خيارات لنقلها إلى محميات في الخارج. غير أن هذه العملية مكلفة للغاية، حيث تُقدر بنحو 3.5 مليون دولار.
ويُوصف المكان الذي تعيش فيه أفراس النهر بأنه جنة، إذ يتوفر لها الماء والغذاء ولا وجود لمفترسات طبيعية، بحسب تقرير لشبكة "CBS" عام 2019. لكن المشكلة أن هذه الحيوانات تقترب بشكل متزايد من البشر، وأصبح من المألوف رؤية فرس نهر يزن ثلاثة أطنان يتجول في شوارع البلدة.

المصادر

وكالات

التعليقات (0)