مشروع IMEC في مهب الريح

معهد أمني إسرائيلي: البحر الأحمر أصبح تهديدًا استراتيجيًا مباشرًا لإسرائيل

profile
  • clock 6 أغسطس 2025, 6:46:26 م
  • eye 424
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

محمد خميس

كشف معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي (INSS) في دراسة تحليلية حديثة أن البحر الأحمر لم يعد ساحة خلفية آمنة لإسرائيل، بل تحوّل إلى مسرح تهديد استراتيجي مباشر، خاصة في ظل التصعيد الكبير لهجمات جماعة أنصار الله (الحوثيين) على خطوط الملاحة المرتبطة بإسرائيل، وتأثيراتها الاقتصادية والأمنية المتزايدة.

وأعد الدراسة كل من أورنا مزراحي، نائبة رئيس المعهد، ويوئيل غوجنسكي، الخبير في الشؤون الخليجية، حيث رصدت مجموعة من التحولات النوعية في التهديدات البحرية، وربطت بين الواقع الأمني الجديد في البحر الأحمر، ومستقبل المشاريع الاقتصادية الإقليمية الكبرى، مثل ممر الهند–الشرق الأوسط–أوروبا (IMEC).

ارتفاع كبير في مدة وتكلفة الشحن البحري إلى إسرائيل

أشارت الدراسة إلى أن الهجمات الحوثية المستمرة منذ بداية الحرب على غزة أدت إلى زيادة مدة الرحلات البحرية من آسيا إلى إسرائيل من 18–20 يومًا إلى 35–45 يومًا، ما رفع تكاليف الشحن بنسبة تزيد على 50% لبعض السلع. هذا الارتفاع أثّر بشكل مباشر على السوق الإسرائيلي، حيث بدأ المواطنون يشعرون بفروقات حادة في الأسعار.

تعطّل ميناء إيلات وخسارة أهميته الاستراتيجية

أكدت الدراسة أن ميناء إيلات، الذي لطالما كان يُعرف بـ"البوابة الجنوبية لإسرائيل"، أصبح شبه معطل تمامًا. إذ تراجعت حركة السفن فيه إلى أدنى مستوياتها، ما أفقده قيمته كحلقة وصل حيوية مع المحيط الهندي وآسيا، وأضعف من المرونة الاستراتيجية البحرية الإسرائيلية في هذه الجبهة.

 تهديد مباشر للمجال البحري الإسرائيلي لأول مرة منذ عقود

للمرة الأولى منذ عقود، تواجه إسرائيل تهديدًا ميدانيًا مباشرًا في البحر الأحمر، لا يأتي فقط من الجانب الإيراني، بل من جماعة أنصار الله التي تطورت لتُصبح فاعلًا إقليميًا يمتلك قدرات بحرية هجومية متقدمة، قادرة على استهداف السفن الإسرائيلية أو المرتبطة بها، وهو ما يضع مصالح إسرائيل الاقتصادية والعسكرية في خطر دائم.

مشروع IMEC في مهب الريح

رأت الدراسة أن مشروع ممر الهند–الشرق الأوسط–أوروبا (IMEC) بات مهددًا بالفشل، نتيجة تصاعد التهديدات البحرية في البحر الأحمر، وعدم قدرة إسرائيل والغرب على تحييد التهديد الحوثي. ويُعد هذا المشروع أحد أعمدة استراتيجية إسرائيل المستقبلية للربط الاقتصادي مع الخليج وأوروبا.

توصيات أمنية عاجلة

قدّمت الدراسة عدة توصيات من شأنها تعزيز الموقف الإسرائيلي في البحر الأحمر، أبرزها:

  • تعزيز التعاون الاستخباري والعملياتي مع القوات البحرية الغربية، خاصة الولايات المتحدة، فرنسا، وبريطانيا.
  • دراسة خيارات ردع بحرية هجومية ودفاعية لإعادة هيبة الردع الإسرائيلي في هذا الممر الاستراتيجي.
  • السعي إلى تحالف بحري إقليمي يشمل دول الخليج المطلة على البحر الأحمر، وتوسيع التعاون مع السعودية، مصر، والأردن.
  • ضرورة تغيير العقيدة الأمنية الإسرائيلية، واعتبار البحر الأحمر مسرح عمليات دائم وليس ساحة ثانوية.

تحول استراتيجي في العقيدة البحرية الإسرائيلية

تُشير الدراسة إلى أن إسرائيل بدأت تدرك حجم الفجوة الاستراتيجية في الجبهة البحرية الجنوبية، لا سيما مع بروز "أنصار الله" كقوة تهديد مؤثرة. هذا الانكشاف البحري يتزامن مع استنزاف الجيش الإسرائيلي على جبهات أخرى، خاصة الشمالية (لبنان وسوريا)، والانهيار المعنوي بعد عشرة أشهر من الحرب في غزة.

ويُعد هذا التحول في التهديدات البحرية دافعًا رئيسيًا لإعادة ترتيب أولويات الأمن القومي الإسرائيلي، بما يشمل زيادة التركيز على البحر الأحمر كمجال تهديد مفتوح يستوجب تعاملًا مختلفًا في المدى القصير والمتوسط.

 

المصادر

📚 المصدر: معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي – INSS
📎 رابط الدراسة الأصلية: https://www.inss.org.il/he/publication/red-sea/

التعليقات (0)