الإعلام كسلاح حاسم في إدارة الصراع

معركة الوعي... السلاح غير التقليدي في مواجهة التصعيد الإيراني الإسرائيلي

profile
  • clock 15 يونيو 2025, 11:52:02 ص
  • eye 416
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

محمد خميس

مع تصاعد التوترات العسكرية بين إيران ودولة الاحتلال الإسرائيلي، وتبادل الضربات المباشرة بين الطرفين، تبرز "معركة الوعي" بوصفها جبهة موازية لا تقل أهمية عن ميادين القتال. فالحرب لم تعد فقط طائرات وصواريخ، بل أصبحت أيضًا صراعًا على العقول والمواقف والانحيازات.

الإعلام كسلاح حاسم في إدارة الصراع

تلعب وسائل الإعلام دورًا مركزيًا في تشكيل صورة الصراع لدى الجمهور المحلي والدولي. وفي هذا السياق، تسعى كل من طهران وتل أبيب إلى توظيف الإعلام لنقل روايتها، وتثبيت سرديتها، وتحقيق مكاسب سياسية ومعنوية.

ومن الواضح أن الاحتلال الإسرائيلي يعتمد على الآلة الإعلامية الغربية لتصوير نفسه كضحية، بينما تسعى إيران إلى تفكيك هذه السردية وتقديم نفسها كمدافع عن السيادة والردع في وجه العدوان.

السيطرة على المعلومة.. أداة لتوجيه الرأي العام

عبر التحكم في تدفق المعلومات، تحاول الأطراف المتصارعة توجيه الرأي العام العالمي، والتأثير في مواقف الحكومات والمنظمات الدولية. وهنا تكمن خطورة "معركة الوعي"، التي أصبحت اليوم أداة استراتيجية لتأمين الشرعية، وتبرير العمليات العسكرية، أو حتى كسب دعم الشعوب.

فعلى سبيل المثال، تضخ وسائل الإعلام العبرية تقارير مركزة عن "النجاحات الأمنية" لجيش الاحتلال، بينما تنقل وسائل الإعلام الإيرانية صورًا للدمار والضحايا وتبرز صمود شعبها، في محاولة لتوسيع قاعدة التعاطف الإقليمي والدولي.

منصات التواصل الاجتماعي.. ساحة حرب مفتوحة

من اللافت أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت ساحة مركزية في معركة الوعي، حيث تتدفق المعلومات، وتتقاطع الروايات، وتتنافس الأطراف على كسب عقول المتابعين في العالم العربي والإسلامي.

وتستخدم جيوش إلكترونية ومؤثرون محليون ودوليون في عمليات الترويج أو التضليل أو حتى التحريض، ما يجعل هذه المنصات بيئة قابلة للاشتعال كلما تصاعد الميدان.

معركة الوعي بين الاستباق والدفاع

وتتجلى أهمية هذه المعركة في أنها ليست فقط دفاعية، بل تأخذ طابعًا استباقيًا. فمن ينجح في صياغة الرواية أولًا يملك الأفضلية، ومن يترك الساحة فارغة أمام خصومه، يُهزم حتى قبل أن تُطلق الطلقة الأولى.

وبالتالي، باتت الحاجة ملحة لبناء خطاب إعلامي مدروس، موجه، متماسك، ومبني على الحقائق، قادر على مواجهة التضليل وكسب ثقة الجماهير.

وعي الشعوب هو الجبهة الأهم

في ظل صراع عسكري تتداخل فيه المصالح والسياسات الدولية، تبقى معركة الوعي هي الجبهة الأكثر تأثيرًا على المدى الطويل. فالدول قد تخسر جولة عسكرية، لكنها إذا كسبت وعي شعوبها وشعوب العالم، فإنها تؤسس لنصر مستدام، تتجاوز فيه نتائج المعركة إلى تغيير قواعد الاشتباك.

التعليقات (0)