كارثة إنسانية متصاعدة

مصادر طبية: 60 شهيدا بنيران الاحتلال منذ فجر اليوم بينهم 31 من طالبي المساعدات

profile
  • clock 31 أغسطس 2025, 2:59:42 م
  • eye 419
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

محمد خميس

كشفت مصادر طبية في قطاع غزة عن حصيلة جديدة من الضحايا جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل، مؤكدة أن عدد الشهداء منذ فجر اليوم ارتفع إلى 60 شهيداً في مناطق متفرقة من القطاع، بينهم 31 مدنياً من طالبي المساعدات الإنسانية الذين كانوا ينتظرون الحصول على الغذاء والماء عند نقاط التوزيع. هذا الرقم يعكس عمق المأساة الإنسانية التي يعيشها أكثر من مليوني مواطن في غزة المحاصرة.

استهداف طالبي المساعدات

بحسب المصادر الميدانية، فإن القصف الإسرائيلي طال تجمعات لمواطنين كانوا ينتظرون الحصول على مساعدات محدودة دخلت عبر المعابر، ما أدى إلى وقوع مجزرة جديدة بحق المدنيين. وتؤكد التقارير أن هؤلاء الشهداء كانوا غير مسلحين وجاؤوا فقط بحثاً عن قوت يومهم في ظل الحصار الخانق ونقص المواد الغذائية.

وقد أعادت هذه الحادثة إلى الأذهان مشاهد المجاعات التي شهدها العالم في مناطق النزاعات، لكن ما يحدث في غزة اليوم يبدو أكثر قسوة، إذ يتم استهداف المدنيين حتى أثناء بحثهم عن الطعام والماء.

استهداف المدنيين في مناطق متفرقة

لم يقتصر العدوان على مناطق توزيع المساعدات، بل امتد إلى أحياء سكنية في مدينة غزة، خان يونس، ورفح، حيث سُجلت عشرات الغارات الجوية التي خلفت مزيداً من الشهداء والجرحى. وتشير المصادر الطبية إلى أن المستشفيات باتت عاجزة عن استقبال المزيد من الجرحى، بسبب النقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، فضلاً عن انقطاع الوقود اللازم لتشغيل المولدات.

كارثة إنسانية متصاعدة

إن سقوط هذا العدد الكبير من الشهداء في يوم واحد يضاف إلى حصيلة مأساوية منذ بداية العدوان، حيث تؤكد منظمات حقوقية أن الوضع في غزة بلغ مستوى الكارثة الإنسانية. فالأسر النازحة تعاني من انعدام الأمن الغذائي، بينما المياه الصالحة للشرب شبه معدومة، إضافة إلى انتشار الأمراض والأوبئة نتيجة تكدس الناس في أماكن ضيقة تفتقر إلى شروط النظافة والصحة العامة.

المجتمع الدولي أمام اختبار

تطرح هذه المجازر أسئلة حادة حول موقف المجتمع الدولي، إذ إن بيانات الإدانة لم تعد كافية أمام ما يجري من استهداف مباشر للمدنيين. وتشدد المؤسسات الطبية والإغاثية على ضرورة فتح المعابر بشكل عاجل لإدخال ما لا يقل عن 600 شاحنة مساعدات يومياً، وهو الحد الأدنى لتلبية احتياجات سكان القطاع.

شهادات من الميدان

أطباء في مستشفى الشفاء ومستشفى شهداء الأقصى تحدثوا عن مشاهد صادمة، حيث وصلت جثامين أطفال ونساء كانوا ينتظرون المساعدات، في مشهد وصفه أحد الأطباء بأنه "مجزرة جماعية ضد الفقراء والجوعى". وأضاف أن الطواقم الطبية نفسها أصبحت مهددة بالعجز الكامل عن العمل بسبب نفاد الوقود والأدوية.

استهداف متكرر للإنسانية

يرى مراقبون أن استهداف المدنيين أثناء بحثهم عن المساعدات يؤكد أن سياسة الاحتلال تتجاوز البعد العسكري لتصل إلى سياسة التجويع الممنهج، في محاولة لكسر صمود سكان القطاع. وقد سبق أن وثقت منظمات مثل "هيومن رايتس ووتش" و"العفو الدولية" استخدام التجويع كسلاح في النزاعات، وهو ما يجرّمه القانون الدولي الإنساني بشكل واضح.

أصوات تطالب بالتحقيق

مع تزايد أعداد الشهداء، تتعالى المطالبات بفتح تحقيق دولي مستقل في هذه الجرائم، خصوصاً أن استهداف طالبي المساعدات يرقى إلى جريمة حرب واضحة. وتطالب منظمات فلسطينية بإحالة هذه الملفات إلى المحكمة الجنائية الدولية، باعتبار أن العدالة الدولية هي السبيل الوحيد لردع مثل هذه الانتهاكات.

الغزيون بين الموت والجوع

اليوم يعيش المواطنون في غزة بين خيارين أحلاهما مر: إما الموت تحت القصف أو الموت جوعاً وعطشاً. ومع إصرار الاحتلال على إغلاق المعابر ومنع دخول الوقود، فإن الأزمة الإنسانية مرشحة للتفاقم. وقد حذر خبراء الصحة من انتشار المجاعة إذا لم يتم التحرك بشكل عاجل.

إن الإعلان عن سقوط 60 شهيداً في يوم واحد، بينهم 31 من طالبي المساعدات، يعكس حجم الكارثة التي يعيشها القطاع. ومع استمرار هذه السياسات، فإن الوضع يتجه نحو مزيد من الانهيار الإنساني الذي قد يتجاوز حدود غزة ليشكل تهديداً للاستقرار في المنطقة بأكملها. ويبقى السؤال: متى يتحرك المجتمع الدولي لوقف نزيف الدم وإنقاذ أكثر من مليوني إنسان محاصر؟

التعليقات (0)