دلالات ورسائل استراتيجية

مشاهد محاولة أسر جندي إسرائيلي في خان يونس: تحول نوعي في أداء المقاومة الفلسطينية

profile
  • clock 12 يوليو 2025, 1:08:51 م
  • eye 419
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
عملية القسام

محمد خميس

أعادت المشاهد المصورة التي بثتها كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، والتي وثّقت محاولة أسر جندي إسرائيلي شرقي خان يونس، لفت الأنظار إلى نقلة نوعية في استراتيجية المقاومة داخل قطاع غزة، وخاصة فيما يتعلق بالعمل خلف خطوط الاحتلال.

عملية نوعية تتجاوز الاشتباك الميداني

من خلال تحليل المشاهد، يرى مراقبون ومحللون سياسيون وعسكريون أن ما حدث لم يكن مجرد اشتباك ميداني عابر، بل عملية تحمل في طياتها رسائل استراتيجية متعددة الأبعاد، سواء من حيث التوقيت أو الأسلوب أو الأثر النفسي على الجبهة الداخلية الإسرائيلية.

ويشير المحللون إلى أن هذه المحاولة تمثل تحولًا تكتيكيًا مدروسًا في عقلية المقاومة، يهدف إلى إرباك الجيش الإسرائيلي واستنزافه نفسيًا وميدانيًا، خاصة عبر تفعيل خيار الأسر الميداني كوسيلة ضغط سياسية وأمنية.

القسام: العملية ضمن سلسلة "حجارة داود"

في التفاصيل، بثّت كتائب القسام يوم الخميس مشاهد حصرية لعملية نفذها مقاتلوها في منطقة عبسان الكبيرة شرق خان يونس، أظهرت اقتحام نقطة عسكرية إسرائيلية ووقوع اشتباك مباشر مع القوات المحتلة.

وتُظهر اللقطات لحظة استهداف تجمع للجنود والآليات العسكرية، حيث استطاع أحد المقاتلين انتزاع سلاح جندي إسرائيلي كان داخل حفّار عسكري، قبل أن يُقتل الجندي بعد فشل محاولة أسره لأسباب ميدانية.

وبحسب بيان القسام، فإن هذه العملية تأتي ضمن سلسلة عمليات أطلقتها الكتائب تحت اسم "حجارة داود"، ردًا على العملية العسكرية الإسرائيلية المسماة "عربات جدعون"، التي تستهدف قطاع غزة بشكل متواصل.

دلالات ورسائل استراتيجية

من جهة أخرى، يرى محللون أن نشر هذه المشاهد في هذا التوقيت يهدف إلى:

رفع معنويات الجبهة الداخلية الفلسطينية، وإثبات جاهزية المقاومة رغم شدة الهجمات؛

التأثير النفسي العميق على الجيش الإسرائيلي، بإظهاره في موضع هشاشة وفقدان السيطرة؛

تعزيز أوراق القوة في أي مسار تفاوضي قادم، لا سيما في ملف الأسرى.

تطور ملحوظ في أداء المقاومة

تُعد محاولة أسر جندي إسرائيلي في قلب العمليات العسكرية الجارية دليلًا على تطور الأداء العملياتي للمقاومة، من حيث القدرة على تنفيذ عمليات معقدة خلف خطوط العدو، بما يعكس مرونة تكتيكية وجرأة ميدانية تتحدى تفوق الاحتلال التكنولوجي والعسكري.

كما تعكس العملية فشل الاستخبارات الإسرائيلية في توقع مسارات المقاومة وتحركاتها، وهو ما يُعد ثغرة خطيرة في المنظومة الأمنية والعسكرية لدولة الاحتلال.

في المحصلة، تؤكد المشاهد التي نشرتها كتائب القسام أن المقاومة في غزة باتت تتحرك بثقة وفعالية أكبر، مع قدرتها على مباغتة العدو في مواقع تمركزه، وتحقيق اختراقات نوعية قد تُغير قواعد الاشتباك مستقبلاً.

التعليقات (0)