تكبير الخط تصغير الخط

بدأ نائب رئيس الوزراء الصيني، هي ليبنغ، صباح السبت في جنيف، محادثات مع وزير الخزانة الأمريكي، سكوت بيسنت، في خطوة أولية تهدف إلى احتواء الحرب التجارية المتصاعدة بين البلدين، والتي تسببت في اضطراب الاقتصاد العالمي.

ويأتي اللقاء بعد أسابيع من التوترات المتزايدة، حيث تصاعدت الرسوم الجمركية المتبادلة بين أكبر اقتصادين في العالم إلى ما يفوق 100%، في ظل تصعيد مستمر يهدد سلاسل التوريد العالمية، ويثير مخاوف من ركود اقتصادي عالمي حاد، لا سيما بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الشهر الماضي بفرض رسوم إضافية على عشرات الدول الأخرى.

لقاء غير معلن في جنيف

لم يُعلن رسميًا عن موقع اللقاء الذي استضافته جنيف، العاصمة الدبلوماسية لسويسرا، لكن شهود عيان أكدوا رؤية الوفدين الأمريكي والصيني يغادران مقر إقامة السفير السويسري لدى الأمم المتحدة في ضاحية كولوني الهادئة قبيل الظهيرة.

وكان بيسنت، إلى جانب ممثل التجارة الأمريكي جيميسون غرير، قد غادرا فندقهما بابتسامات واضحة، مرتدين ربطات عنق حمراء وشارات العلم الأمريكي، دون الإدلاء بأي تصريحات للصحفيين. في الوقت ذاته، غادرت فانات مرسيدس معتمة النوافذ فندق الوفد الصيني المطل على بحيرة جنيف.

مطالب متبادلة ومواقف متباعدة

تسعى واشنطن إلى خفض عجزها التجاري مع بكين، وإقناعها بالتخلي عن نموذجها الاقتصادي التجاري، والمساهمة بشكل أكبر في الاستهلاك العالمي، وهو ما يتطلب إصلاحات سياسية داخلية حساسة. من جهتها، تطالب بكين بخفض الرسوم الجمركية الأمريكية، وتوضيح ما الذي تريد واشنطن من الصين أن تشتريه، وتصرّ على أن تتم معاملتها كندّ على الساحة الدولية.

آمال محدودة باختراق..وترمب يحدد نسبة جديدة للرسوم

في ظل انعدام الثقة المتبادل، حرص الطرفان على عدم الظهور بموقف ضعيف، وقلل المحللون الاقتصاديون من فرص حدوث اختراق في هذه الجولة.

وقد صرّح الرئيس الأمريكي ترامب، يوم الجمعة، أن فرض رسوم بنسبة 80% على السلع الصينية "يبدو مناسبًا"، وهي المرة الأولى التي يقترح فيها بديلًا للرسوم الحالية البالغة 145%.

وفي المقابل، أكدت الصين أن الولايات المتحدة هي من طلبت عقد هذه المحادثات، مشددة على أن موقفها الرافض للرسوم الأمريكية لم يتغير. وقد تسعى بكين إلى الحصول على إعفاء مؤقت مدته 90 يومًا من الرسوم، وهو ما حصلت عليه دول أخرى خلال فترات التفاوض.

مشاركة سويسرية وتفاؤل حذر

قال وزير الاقتصاد السويسري، غي بارملين، الذي التقى الطرفين يوم الجمعة، إن مجرد عقد اللقاء يُعد نجاحًا. وأضاف: "إذا تمكن الطرفان من التوصل إلى خارطة طريق ومواصلة النقاش، فإن ذلك سيخفف من حدة التوتر"، مشيرًا إلى أن المحادثات قد تمتد إلى يوم الأحد أو حتى الإثنين.

وساهمت سويسرا في التوسط لعقد هذا اللقاء خلال زيارات رسمية أجراها سياسيون سويسريون إلى كل من الصين والولايات المتحدة مؤخرًا.

ومن المقرر أن يلتقي هي ليبنغ بشكل مبدئي مع المديرة العامة لمنظمة التجارة العالمية، نغوزي أوكونجو إيويالا، خلال وجوده في جنيف، وفق ما أعلنه متحدث باسم المنظمة.

تصعيد الرسوم بين البلدين

منذ توليه المنصب في يناير، رفع ترامب الرسوم على الواردات الصينية إلى 145%، متهمًا بكين بممارسات تجارية غير عادلة، وعدم كبح صادرات المواد الكيميائية التي تُستخدم في تصنيع الفنتانيل، أحد أخطر المواد الأفيونية الصناعية.

وردّت الصين بفرض رسوم انتقامية بنسبة 125%، مؤكدة أنها لن تخضع "للمستعمرين" ولا للبلطجة الدولية.