تهجير ممنهج وجريمة إبادة جماعية

مرصد حقوقي: تهجير جماعي في غزة بتنفيذ إسرائيلي لخطة "ترحيل الفلسطينيين"

profile
  • clock 22 مايو 2025, 4:03:54 م
  • eye 430
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

تصعيد إسرائيلي يحقق شرط نتنياهو بترحيل سكان القطاع

قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، في بيان صدر اليوم الخميس، إن التصعيد الإسرائيلي في سياسة التهجير الجماعي داخل قطاع غزة يُعد تطبيقًا عمليًا لشرط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي ربط وقف العدوان بتنفيذ خطة "ترامب" لترحيل الفلسطينيين.

وأوضح المرصد، ومقره جنيف، أن هذا الربط يمثل اعترافًا صريحًا بأن العدوان ليس موجهًا ضد فصيل معين، بل ضد الوجود الفلسطيني بأكمله، في إشارة إلى سعي واضح لتفريغ قطاع غزة من سكانه الأصليين.

تهجير ممنهج وجريمة إبادة جماعية

بحسب المرصد، فإن سياسة القتل والتجويع والتدمير التي تنفذها إسرائيل منذ السابع من أكتوبر 2023، ليست تصرفات فردية أو عرضية، بل خطوات ممنهجة تدخل في إطار جريمة إبادة جماعية متكاملة الأركان، تُنفذ ضمن خطة تهجير قسري شاملة ومدروسة سياسيًا وعسكريًا.

وقد أصدرت قوات الاحتلال منذ مطلع عام 2025 ما لا يقل عن 35 أمر تهجير قسري، أثرت على أكثر من مليون فلسطيني داخل القطاع، في وقت يعاني فيه جميع السكان أصلًا من موجات تهجير سابقة، ويُحاصرون الآن في بقعة ضيقة على الساحل الجنوبي تمهيدًا لطردهم خارج الوطن.

مناطق بأكملها تُفرغ.. بلا مبرر عسكري

وفي خطوة خطيرة، أصدرت إسرائيل اليوم أوامر تهجير جديدة شملت معظم مناطق شمال قطاع غزة، بما في ذلك أحياء مثل "الشيخ زايد"، "الزهور"، و"معسكر جباليا"، وطالبت السكان بالتوجه جنوبًا.
تسبق هذه الأوامر موجة تهجير واسعة طالت مناطق في خانيونس ومدينة غزة في وقت سابق هذا الأسبوع، وسط غياب مبررات عسكرية أو حتى ذرائع تقليدية مثل إطلاق صواريخ، ما يكشف أن التهجير أصبح هدفًا بحد ذاته.

النزوح الإجباري.. مأساة إنسانية متواصلة

المرصد أكد أن مئات آلاف الفلسطينيين أُجبروا على مغادرة منازلهم تحت القصف المكثف، في ظروف إنسانية كارثية، دون توفير ممرات آمنة، أو مأوى، أو حتى غذاء وماء.
وقد سُجلت حالات نزوح باتجاه مناطق مثل "المواصي" في رفح، والتي تعرضت هي الأخرى لغارات دامية، ما يجعل من حركة النزوح خطرًا وجوديًا لا يقل عن القصف ذاته.

وفي مجزرة جديدة فجـر الخميس، قصف جيش الاحتلال منطقة "المواصي"، ما أدى إلى مقتل عائلة فلسطينية بالكامل، تضم "أشرف خريش"، وزوجته "سحر"، وطفليهما "باسل" و"أحمد"، في مشهد يعكس زيف الادعاءات حول مناطق "آمنة".

التجويع كسلاح حرب.. والحدود مغلقة

تزامنًا مع التهجير، تواصل إسرائيل سياسة تجويع ممنهجة بحق نحو 2.4 مليون فلسطيني في غزة، عبر إغلاق جميع المعابر ومنع دخول المساعدات منذ 2 مارس الماضي، ما أدى إلى تفشي المجاعة، وسقوط ضحايا جدد نتيجة الحرمان من الغذاء والدواء.

خطة ترحيل من غزة.. إعادة إحياء لخطة ترامب

يشير المرصد إلى أن تصريحات نتنياهو الأخيرة حول ربط وقف العدوان بتنفيذ خطة ترامب، تمثل عودة رسمية إلى مخطط الترحيل القسري، وتؤكد أن ما يجري ليس فقط تصعيدًا عسكريًا، بل سياسة تطهير عرقي تستهدف 2.3 مليون إنسان.

ويحذر المرصد من أن هذا المشروع ليس جديدًا، بل هو امتداد لمشروع استيطاني قديم، يتم تنفيذه الآن بوتيرة أسرع وبتغطية سياسية أميركية وأوروبية، وسط صمت دولي مريب.

دعوات لوقف الجرائم وتحرك دولي عاجل

في ختام بيانه، دعا المرصد الأورومتوسطي جميع الدول، فرادى وجماعيًا، إلى تحمّل مسؤولياتها القانونية، والتحرك الفوري لوقف عمليات التهجير، والمجازر التي تُرتكب بحق المدنيين العزل، مطالبًا بإجراءات حاسمة لمنع استمرار هذه الجريمة الموصوفة بالإبادة الجماعية.

خلفية: عودة القصف بعد فشل التهدئة

وكانت إسرائيل قد استأنفت عدوانها على قطاع غزة فجر 18 مارس 2025، بعد شهرين من وقف إطلاق النار الذي بدأ في 19 يناير.
لكن الاحتلال خرق الاتفاق باستمرار، قبل أن يُعلن العودة لسياسة الحصار والقصف المكثف.

وبحسب بيانات موثوقة، فإن العدوان المستمر منذ أكتوبر 2023، أسفر عن استشهاد أكثر من 175 ألف فلسطيني وإصابة الآلاف، إضافة إلى تدمير واسع للبنية التحتية، وتجريف مقومات الحياة الأساسية.

التعليقات (0)