في تصريح خاص لـ«180 تحقيقات»

د.رعد هادي جبارة: عملية واشنطن مؤشر على "صحوة ضمير" عالمية ضد جرائم الاحتلال في غزة

profile
  • clock 22 مايو 2025, 3:58:57 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
الدبلوماسي السابق والباحث في العلاقات الدولية الدكتور رعد هادي جبارة

كتب: عبدالرحمن كمال

قال الدكتور رعد هادي جبارة، الدبلوماسي السابق والباحث في العلاقات الدولية، إن الهجوم الذي استهدف موظفين في السفارة الإسرائيلية بواشنطن يعكس نمطًا جديدًا من المقاومة الدولية، ويعبّر عن صحوة ضمير متعاظمة لدى شعوب العالم، في ظل استمرار الإبادة الجماعية والبطش الإسرائيلي بحق المدنيين في قطاع غزة.

وأضاف جبارة، في تصريحات لـ«180 تحقيقات»، أن تعاطف الشعوب بات يتجاوز محاولات التضليل الإعلامي وغسيل الدماغ التي تمارسها المنصات الغربية منذ عقود، متسائلًا: "كيف يمكن تفسير المظاهرات الطلابية واعتصامات الجامعات الأميركية والغربية، وقرار إدارة ترامب بحجز مليارات الدولارات من ميزانية جامعة هارفارد، والقرارات الأوروبية الأخيرة بقطع الشراكات مع الكيان الصهيوني؟".

وأشار إلى أن ما يجري من تغيرات سياسية ومجتمعية في الغرب، من قرارات دول مثل كندا وفرنسا وبريطانيا بفسخ الشراكات مع إسرائيل، إلى تصعيد كتالونيا ضد ممثليات الاحتلال، يعكس تنامي الغضب من سياسات الإبادة، كما أن تزايد المظاهرات الشعبية في دول مثل هولندا، وإرسال بعض الدول مساعدات جوية إلى غزة، يوضح أن الرأي العام الدولي لم يعد قادرًا على تحمّل هذا الصمت أو التواطؤ مع الجريمة.

وتابع: "الحادث الذي وقع في واشنطن مبرّر ومفهوم لدى قطاعات واسعة من الرأي العام، الذي يرى في سفارات الاحتلال رموزًا للشر والإجرام المطلق"، مشيرًا إلى أن ما حدث "ليس سوى بداية لردود أفعال فردية قد تتزايد في المرحلة المقبلة، تعبيرًا عن حالة الامتعاض العميق من الجرائم اليومية التي ترتكب بحق الفلسطينيين، وخاصة في قطاع غزة".

وكان موظفان في السفارة الإسرائيلية قد قُتلا صباح الأربعاء أمام المتحف اليهودي بواشنطن، خلال فعالية نظمتها اللجنة الأميركية اليهودية، على يد شاب أميركي من أصول لاتينية يُدعى إلياس رودريغيز، لم يفرّ من المكان بل طلب من أحد المارة الاتصال بالشرطة وسلم نفسه بهدوء، في واقعة أثارت جدلًا سياسيًا وشعبيًا واسعًا في الغرب.

واعتبر جبارة أن هذه العملية الفردية "تعبر عن انكسار حاجز الخوف أمام آلة القتل الصهيونية"، مشيرًا إلى أن الهجرة المعاكسة لعشرات الآلاف من المستوطنين تعكس قلقهم من مستقبل هذا الكيان، بعدما أدركوا أنه غير قابل للاستمرار في ظل الكراهية العالمية المتزايدة له.

وختم بالقول: "من المؤسف أن بعض الأنظمة العربية تتعاطف مع قتلى السفارات الإسرائيلية أكثر من تعاطفها مع الأطفال الفلسطينيين الذين يُحرقون أحياءً، أو يُسحقون تحت الجرافات كما حصل مع الناشطة الأميركية راشيل كوري"، مؤكدًا أن الضمير الإنساني العالمي بدأ يتحرك، بينما ضمير بعض الأنظمة لا يزال في غيبوبة.

التعليقات (0)