تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

أكد الناشط الفلسطيني محمود خليل، الطالب في جامعة كولومبيا الأمريكية، أنه سيواصل الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، رغم معاناته خلال فترة اعتقاله في الولايات المتحدة على خلفية نشاطه المناهض للإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة.

اعتقال على خلفية التضامن مع فلسطين

وكانت سلطات الهجرة والجمارك الأمريكية قد اعتقلت محمود خليل في 8 آذار/مارس الماضي، بسبب قيادته احتجاجات طلابية في جامعة كولومبيا تندد بالعدوان الإسرائيلي. ووجّهت إليه السلطات اتهامات تتعلق بتنظيم مظاهرات دعم لفلسطين، في وقت تصاعد فيه القمع الأمريكي للنشاطات المؤيدة للحقوق الفلسطينية.

خليل: لم أرتكب شيئًا معاديًا للسامية

وفي تصريحات لصحيفة نيويورك تايمز عقب الإفراج عنه، نفى خليل بشدة مزاعم معاداته للسامية، مؤكدًا أن مشاركته في الاحتجاجات جاءت دفاعًا عن القيم الإنسانية. وقال مستنكرًا: "كنت أنادي بوقف إبادة جماعية وأرفض استثمار أموال الطلاب في شركات تصنيع الأسلحة، فهل أصبح هذا معاداة للسامية؟".

ظروف احتجاز قاسية

وصف خليل ظروف اعتقاله بأنها "قاسية ومهينة"، حيث شارك غرفة احتجاز مع أكثر من 70 شخصًا، دون أي خصوصية تُذكر. كما عبّر عن حزنه العميق لغيابه عن لحظة ولادة طفله، مؤكدًا أن هذه الخسارة لن تُعوّض.

إدارة ترامب وتصاعد القمع

وأشار الطالب الفلسطيني إلى أن المخاوف من القمع تصاعدت بعد تولي دونالد ترامب منصب الرئاسة في يناير 2025، مؤكدًا أن "ترامب يسعى لقمع الدعم لفلسطين، لكنه فشل في ذلك". وتأتي هذه الإجراءات في إطار حملة أوسع أطلقتها الإدارة الأمريكية مؤخرًا استهدفت طلابًا مؤيدين لفلسطين، عبر إلغاء تأشيراتهم ووضعهم القانوني، الأمر الذي طعن فيه العديد منهم قضائيًا.

موجة احتجاجات تمتد إلى أكثر من 50 جامعة

يُذكر أن الاحتجاجات التي بدأت في جامعة كولومبيا امتدت إلى أكثر من 50 جامعة أمريكية، حيث اعتُقل خلالها ما يزيد عن 3100 شخص، غالبيتهم من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس. وتسببت هذه الاعتقالات في موجة تنديد داخلية وخارجية، متهمة السلطات الأمريكية بقمع حرية التعبير.

خليل: دعم فلسطين مستمر

شارك محمود خليل في تظاهرة حاشدة نظّمها داعموه أمام جامعة كولومبيا، يوم أمس الأحد، حيث ألقى كلمة قال فيها إن "الطلاب المعتقلين يواصلون دعم فلسطين رغم القمع"، مؤكدًا أن تجربته الصعبة زادت من إيمانه بعدالة القضية الفلسطينية.

إبادة جماعية متواصلة في غزة

منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، ترتكب إسرائيل، بدعم أميركي، جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة تشمل القتل والتجويع والدمار والتهجير، وسط تجاهل تام للنداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقف العدوان. وقد أسفر هذا العدوان عن سقوط نحو 187 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، بالإضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود، ومئات آلاف النازحين، في ظل مجاعة متفاقمة ودمار هائل.