-
℃ 11 تركيا
-
2 أغسطس 2025
محمد أمقران عبدلي يكتب: زيارة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لإيطاليا وللفاتيكان.. الرسالة والعبرة
محمد أمقران عبدلي يكتب: زيارة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لإيطاليا وللفاتيكان.. الرسالة والعبرة
-
25 يوليو 2025, 3:50:33 م
-
461
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
زيارة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لإيطاليا و للفاتيكان
بقلم محمد أمقران عبدلي .
الخبير و المحلل السياسي .
مدير شمال إفريقيا لموقع تحقيقات
اكتست زيارة الرئيس الجزائري لايطاليا بعدا هاما في مسار تطوير العلاقات بين البلدين ، فالزيارة و ما رافقها من تجاوب كبير بين الطرفين و التغطية الإعلامية و درجة المتابعة للزيارة التي بلغت نسبا مهمة جدا في بلدان شمال إفريقيا ورافقها ،إعجاب و قلق غير ظاهر من جهة أخرى ،خاصة لدي اليمين الفرنسي بكل توجهاته.
الزيارة كانت متكاملة من حيث النشاطات و حجم الاتفاقيات الممضاة في التعاون و ضمن هذه الزيارة ، قام بابا الفاتيكان باستقبال الرئيس الجزائري في مشهد ،يعكس ارتباط الفاتيكان بجذور الكاثوليكية و مرجعياتها الشمال أفريقية، خاصة لما نذكر الجزائر .
لقد صرح بابا الفاتيكان منذ جلوسه على كرسي البابوية ، ارتباطه بالمرجعية الاوغسطينية نسبة إلى القديس أوغسطين ،ابن مدينة تاغاست ،سوق أهراس حاليا بالجزائر .
زيارة متكاملة ، كيف لا و هي مندرجة ضمن منتدى الأعمال و التعاون الجزائري الإيطالي.
يمكننا قراءة رسائل مبطنة من هذه الزيارة
1.الجزائر متفتحة على شركاء آخرين في الاتحاد الأوربي و بمقدورها تنويع الشراكة مع هذه البلدان ، فخارج مجال الطاقة سوف تتنوع الشراكة مع الطرف الإيطالي، ربما الأمر يثير بعضا من التحفظات لدى الشريك التقليدي الفرنسي ،لكن العلاقة المتوترة بين البلدين ،ساهمت إلى حد ما في توجيه بوصلة القرار الاستراتيجي الجزائري نحو شركاء آخرين.
2.زيارة الرئيس الجزائري لبابا الفاتيكان ،كانت متميزة كذلك ،أثبتت أن الجزائر ليست سجنا هوياتيا كما يدعي البعض و لكنها تملك الإمكانيات لتكون جسرا لحوار الأديان بعدما كانت مبادرة و مساهمة فعالة في مبادرة العيش بسلام مع بعض و التي أقرتها الأمم المتحدة يوما عالميا .
3.للجزائر مقدرات ،تواجد و ثقل روحي لدى الديانات الثلاث ، يدل على قدرتها على أن تكون راعية و مبادرة لهذا الحوار و على المستويات الاستراتيجية ،هذه العلاقات تساعد الجزائر في دحض رؤى و تقارير حول موضوع الحرية و الديمقراطية فيها .
4.على المستوى التضامني الإنساني يساعد هذا التواجد الجزائري و متانة العلاقة مع الفاتيكان في الدعوة بعقلانية و نجاعة للحد من المأساة الإنسانية في غزة و تمتين روابط التضامن الجاد خدمة للقضية الفلسطينية و القضايا الإنسانية العادلة بما يعزز من التواجد الجزائري .
الأكيد أنه لا يمكن فصل هذه الزيارة التاريخية و الاستراتيجية لايطاليا و للفاتيكان عن زخم الأحداث المحيطة بالجزائر ، الأمن و السلم في أفريقيا، القضية الفلسطينية ،القضية الصحراوية ، العلاقات مع الاتحاد الأوربي و الولايات المتحدة الأمريكية كلها تجعل من هذه الزيارة متميزة على أكثر من صعيد .







.jpg)
.jpg)