إسماعيل جمعه الريماوي يكتب: الصهاينة الجدد وأبواق التطبيع.. خيانة بوجه اخر

profile
  • clock 25 يوليو 2025, 4:17:34 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
غزة

بقلم اسماعيل جمعه الريماوي 


في زمن الانكسارات الأخلاقية والانحدار السياسي، خرج من بيننا من لا يكتفون بالسكوت على جراح فلسطين، بل يضغطون على نزيفها ليزداد، يسكبون الملح على الجرح،

 

 ويتطوّعون ليكونوا أدوات في يد الجلاد، لا ضمير لهم ولا ذاكرة ولا انتماء، هؤلاء هم صهاينة العرب الجدد، ممن تخلوا عن كل معاني العروبة والإنسانية، واصطفوا بكل وقاحة إلى جانب المحتل التي ما توقفت لحظة عن القتل والهدم والتهجير والتجويع، لا في غزة ولا في الضفة ولا في القدس.


ضخوا المليارات في جسد الاحتلال ليقوّوه، وهم يعلمون أن هذا الجسد قائم على جثث الأطفال، ودماء النساء، وخراب البيوت، أنفقوا الأموال لتبييض وجهٍ أسود لا يطهره البحر، وجه مليء بالخطيئة، ومع ذلك حاولوا تحسين صورته في الإعلام والمنابر والمنتديات، وقالوا كذبًا إنه وجه "السلام"، بينما كان الاحتلال في ذات اللحظة يهدم المنازل فوق رؤوس أصحابها في رفح وجنين، ويقصف الشهداء في مخيمات غزة، ويزرع مستوطناته في كل تلةٍ بالضفة الغربية .


هؤلاء لا يكتفون بالتمويل، بل باتوا يُشرعنون الجريمة، يُبرّرون القتل، ويهاجمون من يقاوم، يضعون المقاومة في خانة الإرهاب، ويُطلقون أبواقهم الإعلامية لتشويه الفلسطيني، لتصويره على أنه باع أرضه، وتنازل عن بيته، وسلّم مفاتيح القدس طواعية، بينما يعلم القاصي والداني أن من يدافع عن القدس وسائر الوطن، هناك نساء بأجسادهن، وشيوخ بصلابتهم، وشباب لا يملكون إلا الكرامة، يرفعونها فوق كل الرايات.


أما الصهاينة الجدد، فهم نسخة جديدة من عملاء الأمس، تذكّرنا وجوههم بوجوه لحد وسعد حداد، أولئك الذين خدموا الاحتلال سنوات طويلة، ثم لفظهم كما يُلفظ الحذاء البالي، لا مكان لهم في ذاكرة الشعوب، ولا احترام لهم في سجل التاريخ، اليوم يتكرّر المشهد، لكن بأسماء مختلفة وعواصم أخرى، هؤلاء الذين باعوا الوطن ليشتروا الوهم،

 

 ظنًّا منهم أن حماية الاحتلال ستطيل أعمار عروشهم و مناصبهم، لا يعلمون أن الاحتلال راحل و الى زوال، وأن الشعوب حين تثور، تكنس الخونة قبل أن تواجه المحتل .


فلسطين لا تحتاج إلى دموع التماسيح، بل إلى مواقف حقيقية، والمقاومة ليست إرهابًا، بل هم شرف الأمة المتبقي، وما تبقى من كرامتنا الجماعية، من هويتنا، من تاريخنا، فليخجل المتصهينين من أنفسهم، بعد ان سجلهم التاريخ في سجل العار.


لقد انكشف القناع وسقطت ورقة التوت، فلم يعد التواطؤ خفيًا، ولا الخيانة مُبطّنة بشعارات الأوهام الكاذبة، من تخلّى عن الوطن اليوم، لا مكان له في الغد، لا في ضمير الأمة ولا في صفحات تاريخها، فالمعادلة باتت واضحة: من يقف مع المحتل يقف ضدنا، ومن يُجرّم المقاومة يُبرّئ القاتل، ومن يُنفق ماله لتجميل صورة الاحتلال، إنما يغسل يديه من دماء شعب أعزل يُذبح كل يوم.

التعليقات (0)