تكبير الخط تصغير الخط

 محمد خميس

مجزرة مروعة شمال قطاع غزة

في جريمة جديدة تُضاف إلى سجل الانتهاكات الإسرائيلية في قطاع غزة، استهدفت طائرات الاحتلال فجر اليوم منزلًا يعود لعائلة "البرش" في شارع غزة القديم، وسط منطقة جباليا البلد شمال القطاع.
وأسفر القصف المباشر عن استشهاد 20 مواطنًا فلسطينيًا على الأقل، إضافة إلى إصابة عدد كبير من المدنيين بجروح متفاوتة، بعضهم في حالات حرجة، ما يرجّح ارتفاع عدد الضحايا خلال الساعات القادمة.

صعوبات في عمليات الإنقاذ وسط دمار شامل

أكدت مصادر طبية وفرق الإسعاف أن عددًا من المواطنين لا يزالون مفقودين تحت الأنقاض، في ظل صعوبات كبيرة تواجهها طواقم الإنقاذ نتيجة حجم الدمار الهائل في الموقع المستهدف.
وتكافح فرق الدفاع المدني للوصول إلى الضحايا، خاصة في ظل غياب المعدات الثقيلة والنقص الحاد في المواد الطبية، ما يعقّد من جهود الإنقاذ والإغاثة في المناطق المنكوبة.

عدوان مستمر ومنازل مدمّرة في جباليا

وتأتي هذه المجزرة ضمن سلسلة من الهجمات الإسرائيلية المتصاعدة التي طالت مدينة جباليا ومخيمها منذ ساعات الصباح الباكر، حيث قصف الاحتلال ستة منازل سكنية بشكل مباشر، تعود لعائلات: البرش، جنيد، طنبورة، مهرة، مقاط، وأبو شباك.
وخلّف القصف عشرات الشهداء والجرحى، ومئات العائلات المشردة، وسط انهيار كامل للبنية التحتية وغياب أماكن آمنة للمدنيين.

تصعيد ممنهج وانهيار إنساني شامل

يُصنّف هذا الهجوم ضمن سياق تصعيد ممنهج ينفذه الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين الفلسطينيين في غزة، في ظل أوضاع إنسانية مأساوية، حيث يعاني القطاع من نقص فادح في الوقود، والمياه، والأدوية، والمستلزمات الطبية الأساسية.
وتعيش المستشفيات تحت ضغط هائل، وتعمل بعضها بشكل جزئي أو خارج الخدمة، ما يُنذر بكارثة صحية وبيئية في حال استمرار العدوان.

خروقات متواصلة لاتفاق وقف إطلاق النار

وكانت إسرائيل قد استأنفت عدوانها وحصارها الشامل على غزة في 18 مارس/آذار 2025، بعد توقف دام شهرين بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في يناير، لكنها لم تلتزم ببنود التهدئة، واستمرت في عمليات القصف والاجتياح والاستهداف الممنهج للمدنيين.

إبادة جماعية بدعم أمريكي وأوروبي

منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب "إسرائيل" حرب إبادة جماعية موثّقة ضد سكان قطاع غزة، أسفرت حتى الآن عن أكثر من 178 ألف شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، بالإضافة إلى أكثر من 14 ألف مفقود، بحسب ما وثقته المؤسسات الحقوقية والإنسانية المحلية والدولية.
وتنفذ هذه الجرائم بدعم سياسي وعسكري من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وسط صمت دولي وتواطؤ مفضوح من المؤسسات الدولية.

غزة تنزف.. والاحتلال يواصل جرائمه بلا رادع

وسط هذا الواقع الدموي، تتعالى الأصوات المنادية بتحرك عاجل من المجتمع الدولي، وضرورة محاسبة الاحتلال الإسرائيلي على جرائمه المتكررة بحق المدنيين، ووضع حدٍّ لهذه المجازر التي تُرتكب يوميًا على مرأى ومسمع العالم.