-
℃ 11 تركيا
-
12 يونيو 2025
مبادرة ويتكوف في مهب التباينات: هل تنجح جولة التفاوض الجديدة في وقف إطلاق النار بغزة؟
في حديث خاص لـ«180 تحقيقات».. عبدالرزاق محمد الدليمي يوضح
مبادرة ويتكوف في مهب التباينات: هل تنجح جولة التفاوض الجديدة في وقف إطلاق النار بغزة؟
-
2 يونيو 2025, 4:08:09 م
-
427
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
الدليمي
خاص موقع 180 تحقيقات
مبادرة ويتكوف: محاولة جديدة للتهدئة وسط نار الحرب
في ظل التصعيد المستمر في قطاع غزة، تبرز مبادرة المبعوث الأمريكي "ستيف ويتكوف" كمحاولة جديدة لإعادة إطلاق مفاوضات وقف إطلاق النار، في وقت يشهد فيه القطاع أوضاعًا إنسانية كارثية وتدميرًا واسع النطاق.
وقد أكد الأستاذ الدكتور عبدالرزاق محمد الدليمي، عميد كلية الإعلام الأسبق بجامعة بغداد، في حديث خاص لموقع "180 تحقيقات"، أن هذه المبادرة تمثل فرصة نادرة لخفض التوتر إذا ما توفرت الإرادة السياسية لدى الأطراف.
تفاصيل مبادرة ويتكوف: بنود التهدئة والرهانات
تتكون المبادرة من 13 بندًا رئيسيًا، من أبرزها:
وقف لإطلاق النار لمدة 60 يومًا، بضمانات من الولايات المتحدة وقطر ومصر.
إطلاق سراح 10 أسرى إسرائيليين أحياء و18 جثة على مرحلتين، مقابل عدد يتم التفاوض عليه من الأسرى الفلسطينيين.
انسحاب القوات الإسرائيلية من مناطق استراتيجية في غزة خلال الأيام الأولى للهدنة.
إدخال مساعدات إنسانية مكثفة تصل إلى ألف شاحنة يوميًا، عبر قنوات دولية مثل الأمم المتحدة والهلال الأحمر.
منع أي مظاهر احتفالية خلال عمليات التبادل، للحفاظ على أجواء الهدوء.
ويُنظر إلى هذه البنود على أنها تمهيد لمفاوضات أوسع قد تفضي إلى وقف دائم لإطلاق النار، إلى جانب إحداث انفراجة إنسانية تسمح بإغاثة المنكوبين وتهيئة بيئة آمنة لعودة النازحين.
عقبات كبيرة أمام التنفيذ: التباينات تُعيد المفاوضات إلى نقطة الصفر
رغم أهمية المبادرة من حيث التوقيت والمحتوى، إلا أنها تواجه تحديات كبيرة تهدد فرص نجاحها.
فرغم أن الحكومة الإسرائيلية أبدت موافقة أولية مشروطة، إلا أن حركة حماس طالبت بتعديلات على آليات تنفيذ الاتفاق، خصوصًا ما يتعلق بجدول تبادل الأسرى وضمانات عدم استئناف العدوان بعد انتهاء الهدنة.
وقد رفض المبعوث الأمريكي هذه التعديلات واعتبرها "غير مقبولة"، ما أدى إلى عودة المفاوضات إلى نقطة الصفر، بحسب مصادر متابعة للمحادثات.
تباين المواقف: معركة سياسية بين حماس وإسرائيل والوسطاء
• حماس:
تُصر على أن يكون الاتفاق مدخلاً لوقف دائم لإطلاق النار، مع ضمان عودة النازحين وإطلاق عملية إعادة الإعمار، وترى أن البنود المطروحة غير كافية لتحقيق ذلك.
• إسرائيل:
تركّز على استعادة الأسرى فقط، وترفض تقديم تنازلات كبرى تتعلق برفع الحصار أو الانسحاب الشامل، ما يعكس رؤية أمنية ضيقة للمبادرة.
• الوسطاء (مصر، قطر، الولايات المتحدة):
يبذلون جهودًا حثيثة لتقريب وجهات النظر، ويركزون على تنفيذ المرحلة الأولى من المبادرة لكسر الجمود وبناء الثقة تدريجيًا.
أثر المبادرة على أهالي غزة: نافذة أمل مشروطة بالتنفيذ
إذا كُتب لهذه المبادرة النجاح، فسيكون لها أثر إنساني كبير على سكان قطاع غزة، من أبرزها:
وقف العمليات العسكرية لـ60 يومًا، وهو ما يُعد فرصة لالتقاط الأنفاس بعد أشهر من القصف.
وصول المساعدات الإنسانية بشكل يومي ومنتظم، مما قد يُنقذ آلاف الأرواح.
انسحاب القوات الإسرائيلية من عدة مناطق، ما يتيح الفرصة لعودة عدد من النازحين.
لكن في المقابل، استمرار التباينات بين الأطراف يهدد كل هذه المكاسب المحتملة، ويُبقي الوضع الإنساني على حاله، بل وربما يتفاقم إذا ما فشلت المبادرة بشكل كامل.
تهدئة مشروطة أم فشل متكرر؟
يُجمع على أن مبادرة ويتكوف تُعد فرصة نادرة لكسر حلقة الدم والدمار، لكنها تحتاج إلى إرادة سياسية وتنازلات متبادلة.
وفي ظل الحسابات المعقدة لكل طرف، تبقى مصالح المدنيين في غزة هي الخاسر الأكبر إن فشلت الجولة الجديدة من التفاوض، كما فشلت سابقاتها.










