-
℃ 11 تركيا
-
13 يونيو 2025
مبادرة حماس... حسن نية أم خطوة تكتيكية؟
الموقف الإسرائيلي: ارتياب وشكوك
مبادرة حماس... حسن نية أم خطوة تكتيكية؟
-
11 مايو 2025, 7:58:09 م
-
415
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعبيرية
وسط التغطية المتباينة من وسائل الإعلام الإسرائيلية والتصريحات المتناقضة من المسؤولين، تزداد التساؤلات حول مبادرة حركة حماس الأخيرة في بادرة عنوانها “حسن نية” موجهة إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
مبادرة حماس... حسن نية أم خطوة تكتيكية؟
بحسب مصادر إعلامية متطابقة، قدمت حماس مقترحًا جزئيًا يتضمن الإفراج عن أحد الأسرى الإسرائيليين، وهو الجندي "عيدان ألكسندر"، في سياق خطوة رمزية اعتُبرت محاولة لإثبات الجدية في المفاوضات الجارية مع الإدارة الأميركية، دون انتظار صفقة تبادل شاملة.
ووفق بعض المحللين، قد تهدف هذه الخطوة إلى اختبار النوايا الأميركية، أو كسر الجمود في مفاوضات وقف إطلاق النار مقابل التزامات إنسانية محددة.
الإعلام الإسرائيلي... ارتباك ومعلومات غير مكتملة
في المقابل، أظهر الإعلام العبري تخبطًا واضحًا في تغطيته لهذه التطورات، حيث نفت بعض القنوات وجود اتفاق مباشر بين ترامب وحماس، في حين أشار البعض الآخر إلى وجود اتصالات غير معلنة تتم عبر وسطاء إقليميين، خاصة من مصر وقطر.
ويُرجع مراقبون هذا التضارب إلى غياب المعلومات الرسمية، وحرص الحكومة الإسرائيلية على إبقاء الرأي العام بعيدًا عن تفاصيل قد تُظهر تل أبيب في موقع المُجاري للضغوط الأميركية.
الدور الأميركي: إدارة جديدة لقواعد الاشتباك؟
يبدو أن إدارة ترامب تعمل على صياغة نهج جديد في التعامل مع ملف غزة، يتمحور حول تقديم حوافز إنسانية تدريجية مقابل خطوات متبادلة من حماس، دون الدخول في اتفاق شامل في المرحلة الحالية.
وتُظهر التحركات الأميركية الأخيرة، خاصة مع المبعوث ويتكوف، رغبة في تحريك الملف عبر قنوات غير تقليدية، بعيدًا عن الهيمنة الإسرائيلية على صيغة التفاوض.
الموقف الإسرائيلي: ارتياب وشكوك
من جانبها، تتعامل إسرائيل بحذر شديد مع هذا الانفتاح بين حماس وواشنطن، حيث تُبدي مخاوف واضحة من فقدان السيطرة على مسار التفاوض، وخصوصًا إن تم تجاوز دورها كطرف رئيسي في إدارة المشهد السياسي والأمني في القطاع.
ويعكس ذلك حجم الخلافات داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، التي انقسمت بين مؤيد لاستثمار فرصة "حسن النية"، ومعارض يعتبرها مناورة سياسية تهدف لكسب الوقت والضغط الدولي.
الصورة الكاملة: ملامح اتفاق في الأفق أم مجرد مناورات؟
رغم الغموض الذي يحيط بالمبادرة، إلا أن التوقيت السياسي والدبلوماسي يشير إلى أن هناك مسارًا جديدًا يتم رسمه خلف الكواليس، تتقاطع فيه مصالح حماس في كسر الحصار، وأهداف ترامب في تسجيل اختراق سياسي خارجي قبل جولته في المنطقة.
حماس تعلن استعدادها لإطلاق سراح عيدان ألكسندر ضمن جهود التهدئة ومحادثات مع واشنطن
في تطور لافت ضمن مسار الوساطات الدولية، أعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، يوم الأحد، أنها أجرت اتصالات مباشرة مع الإدارة الأميركية، في إطار الجهود الإقليمية والدولية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، مؤكدة استعدادها لإطلاق سراح الجندي الأميركي-الإسرائيلي عيدان ألكسندر ضمن خطوات تهدف إلى التهدئة وفتح المعابر وإدخال المساعدات الإنسانية.
حماس تؤكد مرونة تفاوضية واستعدادًا لاتفاق شامل
وجاء في بيان الحركة أنها "أبدت إيجابية عالية" خلال المحادثات، وأنها مستعدة للشروع الفوري في مفاوضات مكثفة تهدف إلى التوصل إلى اتفاق نهائي يشمل وقفًا شاملًا للحرب وتبادلًا متوازنًا للأسرى، إضافة إلى إدارة قطاع غزة من قبل جهة مهنية مستقلة، بما يضمن "الهدوء والاستقرار لسنوات طويلة، والإعمار وإنهاء الحصار بشكل كامل".
كما ثمّنت الحركة الجهود التي تبذلها كل من قطر ومصر وتركيا في إطار الوساطة بين مختلف الأطراف المعنية، مشيدة بأدوارها في محاولة إنقاذ غزة من الكارثة الإنسانية المستمرة منذ أكثر من سبعة أشهر.
تنسيق أمريكي مع وسطاء ودعوة للإفراج عن مزيد من الرهائن
وفي سياق متصل، نقل موقع "أكسيوس" الإخباري الأميركي أن المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، أبلغ والدي الجندي الأسير عيدان ألكسندر أن حماس ستصدر بيانًا بشأن نية الإفراج عنه، وهو ما تم بالفعل.
وأعرب مبعوث واشنطن لشؤون الرهائن عن أن الإفراج عن الجندي الأميركي سيكون "خطوة إيجابية للأمام"، داعيًا حماس إلى الإفراج عن جثامين أربعة أميركيين آخرين قُتلوا خلال الحرب.
نتنياهو: إطلاق سراح ألكسندر بادرة لحسن النية تجاه واشنطن
في الداخل الإسرائيلي، أكدت هيئة البث الإسرائيلية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو رجّح خلال جلسة للجنة الخارجية والأمن في الكنيست أن حماس قد تطلق سراح الجندي ألكسندر كبادرة حسن نية تجاه إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي يُجري مباحثات مكثفة لطرح خطة تهدئة شاملة.
وكانت حماس قد نشرت في أبريل/نيسان الماضي مقطع فيديو يُظهر علامات حياة على الجندي الأسير، وذلك في سياق رسائل إعلامية تشير إلى استعدادها للدخول في مفاوضات تبادل.
وساطة إقليمية وضغوط دولية متزايدة
وتأتي هذه التطورات في ظل استمرار الجهود الإقليمية والدولية للتوصل إلى هدنة، في وقت يشهد فيه قطاع غزة كارثة إنسانية غير مسبوقة، حيث أدى العدوان الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر 2023 إلى استشهاد عشرات الآلاف وتدمير البنية التحتية وتهجير الملايين.
وتُشير هذه المؤشرات إلى أن قنوات الاتصال المفتوحة بين حماس وواشنطن قد تمهد الطريق إلى اتفاق مرحلي قد يُخفف من حدة الأزمة، خاصة مع ارتفاع الضغط الدولي على إسرائيل لوقف الحرب، والانفتاح الأميركي على مقاربات جديدة في التعامل مع الملف الفلسطيني.






