تكبير الخط تصغير الخط

وحدة التحليل العسكري - 180 تحقيقات

دخلت المواجهة الإيرانية – الإسرائيلية، بتنسيق أميركي غير مسبوق، مرحلة جديدة من التصعيد العسكري المركّب، وذلك بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن تنفيذ هجوم جوي ناجح استهدف المنشآت النووية الإيرانية في فوردو ونطنز وأصفهان، وقيام إيران بعد ساعات بإطلاق الموجة العشرين من عملية "الوعد الصادق 3"، مستهدفة مطار "بن غوريون"، ومركز الأبحاث البيولوجية، ومراكز قيادة وسيطرة إسرائيلية.

 الضربة الأميركية: رسائل من السماء

وفق معلومات متقاطعة من شبكات أميركية وإسرائيلية، شاركت قاذفات B-2 في قصف المواقع الإيرانية الأكثر تحصينًا، باستخدام قنابل خارقة للتحصينات وصواريخ توماهوك بعيدة المدى. وأعلن ترامب أن "منشأة فوردو دُمّرت بالكامل"، مؤكداً أن إيران أمام خيارين: التراجع أو التعرض لضربات إضافية.

الضربة التي نُسقت مسبقًا مع إسرائيل، تأتي بعد أيام من تصعيد متدرج قادته طهران بصواريخ ومسيرات استهدفت العمق الإسرائيلي، في معادلة ردع فرضت نفسها منذ "الوعد الصادق 1".

 إيران ترد: الموجة 20 من "الوعد الصادق 3"

في ساعة مبكرة من صباح السبت، أعلن المتحدث العسكري باسم الحرس الثوري الإيراني إطلاق الموجة العشرين من العملية، شملت:

مطار بن غوريون

مركز الأبحاث البيولوجية

قواعد القيادة والدعم

كما أُعلن استخدام صواريخ خيبر لأول مرة، وهي صواريخ بعيدة المدى ذات رؤوس متشظية وقدرة على اختراق منظومات الدفاع الجوي. مصادر عسكرية إسرائيلية أكدت وقوع إصابات مباشرة في مناطق الوسط والساحل والشمال، وسقوط عشرات الجرحى، مع أنباء عن عالقين تحت الأنقاض في مدينة نتسيونا.

 الجبهة الداخلية الإسرائيلية: عجز متزايد

تزايدت المؤشرات على تآكل المنظومات الدفاعية داخل إسرائيل، مع تسجيل إخفاق جديد في إطلاق صفارات الإنذار في مدينة حيفا. الجيش الإسرائيلي أعلن عن فتح تحقيق عاجل، وسط ارتفاع التكاليف المالية للحرب، والتي تجاوزت 12 مليار شيكل حتى الآن، منها 5 مليار للجهود الدفاعية وحدها.

 التحركات الأميركية – السعودية: حشد إقليمي ضخم

بالتوازي، رُصد حشد كبير للقوات الأميركية في قاعدة "السلطان" الجوية بالسعودية، يتضمن:

22 طائرة تزويد بالوقود

53 مقاتلة

طائرات شبح F-35 وF-22

طائرات نقل واستطلاع

بحسب تقارير، فإن الولايات المتحدة تستعد لرد إيراني وشيك، مع مخاوف من توسع الجبهات.

 الحوثيون يهددون أمريكا مجددًا

في مؤشر خطير على احتمالية انفتاح جبهة جديدة، أعلن الحوثيون أن اتفاقهم مع واشنطن انتهى، متوعدين بـ"رد عسكري قادم"، تزامنًا مع تقارير استخبارية إسرائيلية تتوقع هجومًا مشتركًا من طائرات مسيرة وصواريخ في الساعات المقبلة.

 تقدير عسكري: بين الردع والانزلاق

تشير القراءة الأولية إلى أن:

إيران تُصر على الحفاظ على وتيرة الردع عبر موجات منظمة من الضربات الصاروخية

الولايات المتحدة تسعى لفرض سقف زمني للعمليات دون انجرار لحرب شاملة

إسرائيل باتت أكثر اعتمادًا على الدعم الأميركي بعد تعاظم الهجمات عليها وفقدان السيطرة على بعض مفاتيح الجبهة الداخلية

ومع استمرار انهيار بعض القيادات الإيرانية نتيجة هجمات استخبارية، يبقى البُعد الأمني هو الفاعل الحاسم في مجريات الجولة القادمة.

 خلاصة المشهد:

المعركة لم تعد فقط في الميدان، بل باتت صراع إرادات وسيطرة واستنزاف طويل الأمد. الأطراف الإقليمية كافة دخلت مرحلة إعادة التموضع الاستراتيجي، فيما ترسم الساعات القادمة مستقبل التوازن العسكري في الشرق الأوسط.