تكبير الخط تصغير الخط

متابعة: عمرو المصري

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن شق محور عسكري جديد بطول يقارب 15 كيلومترًا في جنوب قطاع غزة، يفصل شرق خان يونس عن غربها، في خطوة تأتي ضمن استراتيجية عسكرية لتقسيم القطاع إلى مناطق منفصلة ومحاصرة.

ووفق البيان الرسمي لجيش الاحتلال، نفذت قوات من "اللواء 188" ولواء "جولاني" التابعين لـ"الفرقة 36" عملية عسكرية خاصة لشق هذا المحور الذي أُطلق عليه اسم "ماجين عوز".

ضغط ومساومة في المفاوضات

في تفسير للدوافع الإسرائيلية، قال المراسل العسكري الإسرائيلي دورون كادوش إن هذا المحور الجديد ليس مجرد تحرك عسكري، بل "ورقة مساومة جديدة" في يد الاحتلال للضغط على المقاومة الفلسطينية، خصوصًا حركة حماس، في أي مفاوضات مستقبلية.

وأوضح كادوش أن "محور ماجين عوز" ينضم إلى سلسلة محاور أخرى استحدثها الاحتلال مثل "نتساريم"، "فيلادلفيا"، و"موراج"، مشيرًا إلى أن هذه الخطوات تُستخدم كأدوات ابتزاز سياسي وأمني لتقويض قدرة المقاومة على المناورة.

مخطط لتقطيع القطاع

هذا التطور العسكري لا يأتي في فراغ، بل هو جزء من سياسة إسرائيلية معلنة لتقسيم قطاع غزة فعليًا إلى جيوب معزولة. وكان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو قد صرّح في أبريل الماضي أن الجيش الإسرائيلي "صعّد درجة" في عملياته داخل القطاع، معلنًا السيطرة على أراضٍ وتدمير بنى تحتية واسعة النطاق.

وأكد نتنياهو حينها أن الجيش سيسيطر على ما سماه "محور موراج"، واصفًا إياه بأنه "محور فيلادلفيا الإضافي" أو "فيلادلفيا الثاني"، في اعتراف صريح بخطة لتقطيع أوصال القطاع بهدف إحكام السيطرة العسكرية وتفكيك الوحدة الجغرافية لغزة.

هذه التحركات العسكرية الإسرائيلية تؤكد نية الاحتلال فرض واقع ميداني جديد عبر شق محاور عازلة، تعزل المدن عن بعضها وتمنع أي تواصل جغرافي أو اجتماعي بين مناطق القطاع.

الحديث عن "ورقة مساومة" يعري حقيقة الخطاب الإسرائيلي الذي يتذرع بالأمن بينما يسعى فعليًا إلى هندسة خريطة سياسية جديدة للقطاع، تقوض أي إمكانية لسيادة فلسطينية موحدة، وتستخدم السيطرة العسكرية أداة لفرض الشروط على المقاومة والشعب الفلسطيني في أي تسوية أو تفاوض.