تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

عقدت لجنة المتابعة التابعة لـ "المؤتمر العربي العام"، أحد أبرز التحالفات التي تضم قوى وأحزابًا ومنظمات عربية، اجتماعًا دوريًا في العاصمة المغربية الرباط، يوم الثلاثاء، برئاسة المنسق العام خالد السفياني، وبحضور ممثلين عن كيانات سياسية وفكرية بارزة، منها: المؤتمر القومي العربي، المؤتمر القومي-الإسلامي، المؤتمر العام للأحزاب العربية، مؤسسة القدس الدولية، والجبهة العربية التقدمية.

التحذير من إبادة جماعية في غزة

وأكد البيان الختامي الصادر عن الاجتماع، والذي حصلت "قدس برس" على نسخة منه، أن ما يجري في قطاع غزة يمثل خطر إبادة جماعية حقيقية، نتيجة الحصار الشامل والحرمان الممنهج من مقومات الحياة، حيث يعاني أكثر من نصف مليون أسرة من نقص حاد في الاحتياجات الأساسية، مما يستدعي تدخلًا إنسانيًا عاجلًا.

انتقادات للصمت العربي الرسمي

وانتقد المؤتمر ما وصفه بـ"الصمت العربي الرسمي"، معتبرًا إياه تواطؤًا غير مباشر مع جرائم الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، وحمّل الأنظمة العربية مسؤولية هذا الصمت. كما دعا إلى تحركات جماهيرية عربية لفك كل أشكال الارتباط السياسي والاقتصادي مع كيان الاحتلال، مطالبًا بدور مصري ريادي في كسر الحصار المفروض على غزة.

دعم للمقاومة الفلسطينية واللبنانية

جدد المؤتمر دعمه الكامل لحق الشعبين الفلسطيني واللبناني في مقاومة الاحتلال، ورفضه القاطع لأي محاولات تستهدف نزع سلاح المقاومة أو تقليص قدراتها، مؤكدًا أن ذلك يُعد خرقًا للثوابت الوطنية وتفريطًا في الحقوق المشروعة.

تضامن مع لبنان واستنكار للاعتداءات الإسرائيلية

كما عبّر المؤتمر عن تضامنه مع الشعب اللبناني في ظل الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة والضغوط الدولية المتزايدة، مؤكدًا أهمية التنسيق بين الجيش والشعب والمقاومة كركيزة أساسية للأمن الوطني اللبناني. وأكد على ضرورة الحوار الوطني لوضع استراتيجية دفاعية شاملة ترفض الدعوات لنزع سلاح المقاومة، خاصة في ظل التصعيد الإسرائيلي المستمر.

مواقف دولية وتحولات شعبية لصالح فلسطين

على المستوى الدولي، رحّب المؤتمر بالتحولات الجارية في الرأي العام الغربي، لا سيما الدعم المتزايد للقضية الفلسطينية، وأشار إلى حالة الإرباك داخل الإدارة الأمريكية نتيجة تصاعد المعارضة الداخلية لسياساتها الداعمة لإسرائيل. كما ندد بنتائج مؤتمر نيويورك الأخير، واعتبره محاولة جديدة لتطويع المقاومة العربية ضمن شروط التطبيع.

أرقام كارثية للحرب في غزة

في السياق ذاته، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، بدعم أمريكي غير مشروط، حرب إبادة في قطاع غزة، حيث تجاوز عدد الشهداء 61,020، فيما أصيب أكثر من 150,671، وتجاوز عدد المفقودين 10,000 شخص، حسب وزارة الصحة الفلسطينية. وتشير التقارير إلى مجاعة قاتلة وواقع نزوح قسري يطال أكثر من مليوني فلسطيني، وسط دمار شبه كامل للبنية التحتية.

ووفقًا للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة وجهات أممية، فإن الحرب أدت إلى تدمير أكثر من 88% من مباني القطاع، وقدّرت الخسائر الاقتصادية بما يفوق 62 مليار دولار، مع سيطرة قوات الاحتلال على نحو 77% من مساحة القطاع من خلال الاجتياح العسكري والقصف والتهجير القسري.