الحاجة إلى ممرات آمنة وإدخال أدوية الأمراض المزمنة

مأساة غزة الصحية: دعوات عاجلة لفتح الممرات الإنسانية ودعم الطواقم الطبية

profile
  • clock 23 أغسطس 2025, 1:00:24 م
  • eye 415
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

محمد خميس

تشهد غزة اليوم واحدة من أكبر الأزمات الصحية والإنسانية في تاريخها الحديث، حيث حذّر المدير العام لوزارة الصحة بغزة في تصريحات عاجلة لقناة الجزيرة من حجم الكارثة التي يعانيها القطاع. وأكد المسؤول أن الوضع الصحي والبيئي أصبح غير مستدام، وأن السكان يعيشون تحت وطأة مجاعة حقيقية، مع نقص حاد في الأدوية والمواد الطبية الأساسية.

وفقًا لتصريحات المدير العام، فإن أكثر من مليون طفل في غزة يعانون اضطرابات نفسية عميقة نتيجة المعاناة المستمرة والحصار الطويل، مشيرًا إلى أن الأطفال يمثلون الشريحة الأكثر ضعفًا أمام الأزمات الصحية والاجتماعية. وأضاف أن القطاع الصحي يواجه حالة شبه انهيار، حيث أن الطواقم الطبية تعمل في ظروف صعبة للغاية، مع نقص حاد في المعدات والأدوية، وتزايد أعداد المرضى دون توفر أي دعم دولي ملموس على الأرض.

الحاجة إلى ممرات آمنة وإدخال أدوية الأمراض المزمنة

أكد المدير العام على ضرورة فتح ممرات آمنة لإدخال أدوية الأمراض المزمنة والمواد الطبية الأساسية، مشيرًا إلى أن المستشفيات تعاني من نقص حاد في أدوية الضغط والسكري وأدوية القلب، بالإضافة إلى أدوية الأطفال ومرضى السرطان. وقال: "نحن أمام مأساة كبيرة تتطلب حراكًا دوليًا عاجلًا لدعم القطاع الصحي ومنع انهياره".

ويعد توفير الأدوية الأساسية أمرًا حيويًا، إذ أن أي تأخير في إيصالها يؤدي إلى تدهور الحالة الصحية لآلاف المرضى يوميًا، ويزيد من معدلات الوفيات بشكل كبير، خصوصًا بين الفئات الأكثر ضعفًا مثل الأطفال وكبار السن ومرضى الأمراض المزمنة.

الدعوة إلى تدخل دولي ودعم الطواقم الطبية

في تصريحات أخرى لقناة الجزيرة، دعا المدير العام إلى دخول فرق طبية دولية لدعم الطواقم المحلية، مشيرًا إلى أن المستشفيات والمراكز الصحية في غزة تعمل فوق طاقتها، وأن الطواقم الطبية تعاني من الإرهاق النفسي والجسدي بسبب ضغط العمل المستمر. وأضاف أن الدعم الدولي يمكن أن يخفف العبء عن هذه الفرق، ويتيح تقديم خدمات صحية أفضل للمرضى، مع توفير المعدات الطبية الضرورية لتشخيص وعلاج الأمراض الحرجة.

ولم يخفِ المدير العام استغرابه من صمت المجتمع الدولي تجاه الأزمة، قائلاً: "لم نر حتى الآن أي تحرك دولي على الأرض بعد إعلان المجاعة في غزة، وهو موقف يصعب تفسيره في ظل حجم المعاناة التي يعيشها السكان". وأوضح أن استمرار الوضع على ما هو عليه يهدد بفقدان السيطرة على الصحة العامة، خصوصًا مع تفشي الأمراض المعدية ونقص المياه الصالحة للشرب.

أزمة المياه والبيئة: خطر إضافي على صحة السكان

وأشار المدير العام أيضًا إلى أن غزة بحاجة ماسة إلى محطات تحلية لمعالجة ملوحة المياه، إذ أن الوضع البيئي يضيف أعباءً جديدة على النظام الصحي، ويزيد من معدلات الأمراض المرتبطة بالمياه مثل الإسهال والتسمم الغذائي. وأكد أن الاحتلال المستمر للأراضي الذي يعيش سكانها في ظروف المجاعة يعد "إسفافًا أخلاقيًا"، ويضاعف معاناة المدنيين.

وأشار إلى أن الغازات السامة وانعدام النظافة في بعض المناطق يزيدان من خطورة انتشار الأمراض، وأن الوضع يتطلب تدخلًا عاجلًا لمنع كارثة صحية وبيئية واسعة النطاق. وقال: "نحن أمام إبادة صحية وبيئية إذا لم يتم التحرك بشكل عاجل".

الأطفال والأزمات النفسية

أشار المدير العام إلى أن الأطفال في غزة يعانون أزمات نفسية عميقة نتيجة الحصار المستمر والظروف القاسية، مع تزايد حالات القلق والاكتئاب والتوتر النفسي، وهو ما يؤثر على تحصيلهم الدراسي ونموهم الاجتماعي. وأضاف أن برامج الدعم النفسي للأطفال لا تزال محدودة جدًا، وأن المجتمع الدولي مطالب بتوفير موارد عاجلة لتقديم الدعم النفسي والاجتماعي للأطفال المتضررين.

دعوة عاجلة للمجتمع الدولي

تكرر المدير العام الدعوة إلى حراك دولي عاجل لمواجهة هذه الأزمة الإنسانية والصحية، مؤكدًا أن ما يحدث في غزة ليس مجرد أزمة مؤقتة، بل مأساة متواصلة تتطلب تدخلًا عاجلًا من الأمم المتحدة والمنظمات الدولية لتوفير المساعدات الطبية والغذائية والبيئية.

وأوضح أن فتح الممرات الإنسانية، وإدخال فرق طبية دولية، وتوفير محطات معالجة المياه، كلها خطوات ضرورية لإنقاذ حياة آلاف المدنيين، ومنع الكارثة من التوسع أكثر في المستقبل. واعتبر أن تجاهل الوضع الحالي أو الاستمرار في الصمت الدولي يعرض السكان لخطر التدهور الصحي والنفسي المستمر، ويزيد من حجم المأساة الإنسانية في القطاع.

أزمة غزة الصحية والإنسانية تعتبر إحدى أكبر التحديات المعاصرة، حيث يتداخل الحصار السياسي مع الأزمات الطبية والبيئية، ويشكل ضغطًا هائلًا على سكان القطاع، خصوصًا الفئات الأكثر ضعفًا. تصريحات المدير العام لوزارة الصحة في غزة تكشف عن مأساة حقيقية، وتدعو المجتمع الدولي إلى تحرك عاجل لإنقاذ حياة المدنيين، ودعم الطواقم الطبية، وتأمين وصول الأدوية الأساسية والمساعدات البيئية الضرورية.

إذا استمر الوضع على ما هو عليه، فإن القطاع الصحي في غزة قد يواجه انهيارًا شبه كامل، مما يزيد من معاناة السكان ويجعل من الدعم الدولي ضرورة عاجلة لا يمكن تأجيلها.

التعليقات (0)