كارثة جوع تهدد اللاجئين السودانيين: نداء عاجل لإنقاذ ملايين الأرواح

profile
  • clock 2 يوليو 2025, 11:03:57 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

متابعة: عمرو المصري

يحذر برنامج الأغذية العالمي من كارثة إنسانية وشيكة تهدد ملايين السودانيين الذين فروا من الحرب إلى الدول المجاورة، بسبب الجوع وسوء التغذية. الأزمة تعود إلى نقص التمويل الحاد الذي شل قدرة البرنامج على توفير المساعدات الغذائية المنقذة للحياة.

تجاوز عدد اللاجئين السودانيين 4 ملايين منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، وقد لجؤوا إلى سبع دول أفريقية مجاورة: جمهورية أفريقيا الوسطى، تشاد، مصر، إثيوبيا، ليبيا، جنوب السودان، وأوغندا. يصل هؤلاء اللاجئون في حالة صدمة، يعانون سوء التغذية، ولا يملكون إلا القليل مما يقيهم الجوع، بينما تقدم لهم وكالات الإغاثة مساعدات نقدية وغذائية ووجبات ساخنة رغم ضعف مواردها.

أنظمة الدعم تنهار

أطلق برنامج الأغذية العالمي تحذيرا قويا إلى المجتمع الدولي من انهيار أنظمة دعم اللاجئين في دول الجوار، مؤكدا أن موارده على وشك النفاد. وأوضح أنه إذا لم تصل مساهمات مالية جديدة بشكل عاجل، فقد يضطر البرنامج إلى وقف توزيع الطعام على اللاجئين السودانيين في جمهورية أفريقيا الوسطى ومصر وإثيوبيا وليبيا في غضون أشهر قليلة.

الوضع أكثر مأساوية في أوغندا، حيث يحصل اللاجئون السودانيون على أقل من 500 سعرة حرارية في اليوم، أي أقل من ربع احتياجاتهم اليومية، ما يهدد حياتهم وصحتهم بشكل مباشر. وفي تشاد، التي تستضيف ربع هؤلاء اللاجئين، أعلن البرنامج أنه سيخفض الحصص الغذائية قريبا ما لم يحصل على تمويل إضافي.

أزمة إقليمية متفجرة

شون هيوز، منسق الطوارئ في برنامج الأغذية العالمي، وصف الأزمة بأنها كارثة إقليمية مكتملة الأبعاد. وأشار إلى أنها تتفاقم في دول تعاني أصلا من صراعات وأوضاع غذائية هشة، ما يجعل من الأزمة السودانية عاملا مضاعفا لانعدام الأمن الغذائي في المنطقة.

البرنامج حذر من أن تداعيات الأزمة لن تقتصر على اللاجئين فقط، بل ستضغط على المجتمعات المضيفة التي تعاني هي الأخرى من شح الموارد، ما قد يؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار في دول المنطقة إذا لم يتحرك المجتمع الدولي سريعا.

الحاجة إلى تمويل عاجل

قال برنامج الأغذية العالمي إنه يحتاج إلى أكثر من 200 مليون دولار أمريكي لتمويل استجابته الطارئة للاجئين السودانيين في دول الجوار خلال الأشهر الستة المقبلة، فضلا عن 575 مليون دولار أمريكي لدعم عملياته داخل السودان نفسه.

دعا البرنامج العالم إلى تحرك عاجل لتوفير هذا الدعم المالي، محذرا من أن التأخير يعني تعريض الملايين للجوع والموت. وطالب كذلك بحلول سياسية ودبلوماسية عاجلة لإنهاء القتال في السودان وتحقيق السلام الذي يمثل الحل الجذري للأزمة الإنسانية.

معاناة الأطفال تتفاقم

في نيويورك، ردد المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك هذه التحذيرات، مؤكدا أن الأطفال هم الأكثر تضررا من الأزمة، إذ يعانون من معدلات عالية من سوء التغذية الحاد في مراكز استقبال اللاجئين في أوغندا وجنوب السودان، متجاوزة عتبة الطوارئ.

دوجاريك طالب بوقف الأعمال القتالية في السودان وإتاحة وصول المساعدات الإنسانية بلا عوائق، محذرا من أن نقص التمويل الهائل يعقد مهمة توسيع نطاق الدعم المنقذ للحياة، وأن معاناة الأطفال تزداد بفعل انتشار الأمراض مثل الكوليرا، التي تجاوز عدد إصاباتها 80 ألف حالة، بينها أكثر من ألفي وفاة.

الحرب مستعرة والفاشر تحترق

رغم كل المناشدات، يواصل الجيش السوداني وقوات الدعم السريع معارك طاحنة في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، متجاهلين الدعوات الأممية إلى هدنة إنسانية.

تشهد المدينة أوضاعا إنسانية مأساوية مع غياب شبه كامل للمواد الغذائية والأدوية، وشح في المياه والوقود، وسط قصف عشوائي يستهدف المناطق السكنية، ما يعمق المأساة الإنسانية ويجعل إيصال المساعدات إلى المدنيين المحاصرين مهمة شبه مستحيلة.

التعليقات (0)