تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

تعيش غزة في هذه الأيام واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في تاريخها الحديث، وسط حصار خانق يفرضه الاحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من 140 يومًا، أدى إلى تفشي المجاعة وانهيار شبه كامل للمنظومة الصحية. وزارة الصحة في غزة أطلقت تحذيرًا عاجلًا حول التدهور المتسارع في الوضع الإنساني، مؤكدة أن خطر الموت يهدد الملايين من سكان القطاع.

المجاعة كسلاح جماعي: أداة إبادة ممنهجة

في بيان صحفي صدر اليوم الأحد، اتهمت وزارة الصحة الاحتلال الإسرائيلي باستخدام التجويع كـ"سلاح جماعي" في إطار حرب إبادة مستمرة منذ 21 شهرًا. وأوضحت الوزارة أن أكثر من 2.4 مليون فلسطيني، من بينهم 1.1 مليون طفل، يواجهون خطر الموت بسبب نقص الغذاء والدواء.

أرقام مفزعة: الأطفال والنساء في عين العاصفة

كشفت الوزارة عن وفاة 71 طفلًا بسبب سوء التغذية، محذّرة من أن 600 ألف طفل دون سن العاشرة معرضون لخطر حقيقي على حياتهم، من ضمنهم 60 ألف رضيع حُرموا من حليب الأطفال. كما يعاني 60 ألف سيدة حامل من نقص حاد في التغذية، مما يزيد من احتمالات الوفاة أثناء الحمل أو الولادة.

القطاع الصحي يحتضر: انهيار المنظومة وتهديد للحياة

في ظل انهيار شبه كامل في المنظومة الصحية، تعمل الطواقم الطبية في ظروف بالغة القسوة. نقص الأدوية وانعدام الرعاية الطبية يهددان حياة مرضى السكري، الضغط، القلب، الكلى، وكبار السن والنساء الحوامل، ما ينذر بوقوع وفيات جماعية.

المساعدات تحت النار: المدنيون يدفعون الثمن

وفقًا للوزارة، استشهد أكثر من 900 مواطن، وأُصيب ما يقارب 6 آلاف آخرين خلال محاولتهم الحصول على مساعدات غذائية في أماكن تحولت إلى مصائد موت نتيجة الاستهداف المباشر من قِبل قوات الاحتلال. هذا التصعيد تسبب في ضغط غير مسبوق على أقسام الطوارئ والعناية المركزة.

نداء عاجل للمجتمع الدولي: الوقت ينفد

ناشدت وزارة الصحة المجتمع الدولي ضرورة التدخل الفوري والعاجل، والضغط على الاحتلال لفتح المعابر والسماح بدخول الإمدادات الطبية والغذائية دون تأخير. وأكدت أن كل لحظة تأخير تعني فقدان حياة جديدة في غزة، محذّرة من كارثة صحية لا يمكن احتواؤها.

المعابر المغلقة والمجاعة تتفشّى

تغلق سلطات الاحتلال المعابر المؤدية إلى قطاع غزة منذ 2 مارس 2025، وتمنع دخول المساعدات الحيوية، ما فاقم الأزمة وأدى إلى تفشي المجاعة على نطاق واسع. وزارة الصحة أفادت بأن أعدادًا غير مسبوقة من المواطنين تصل إلى المستشفيات في حالات إعياء شديد، وبعضهم على شفا الموت نتيجة الهزال وسوء التغذية.