تكبير الخط تصغير الخط

كتبت/ غدير خالد

انهيار أرضي يودي بحياة قرية كاملة شرق جبل مرة

شهدت قرية ترسين الواقعة شرق جبل مرة في إقليم دارفور، غرب السودان، كارثة طبيعية مروّعة إثر انزلاق أرضي ضخم نجم عن أمطار غزيرة، أسفر عن مصرع أكثر من ألف شخص، وفقًا لما أعلنته حركة "جيش تحرير السودان" بقيادة عبد الواحد نور. وأكدت الحركة أن القرية "سوّيت بالأرض تمامًا"، ولم ينجُ من سكانها سوى شخص واحد، في مشهد وصفته بـ"المدمّر والمفجع".

وتتم عمليات انتشال الجثث باستخدام أدوات محلية بدائية، وسط استنفار كامل من سكان القرى المجاورة الذين هرعوا للمساعدة في انتشال الضحايا من تحت الأنقاض. حتى الآن، تم انتشال 90 جثة فقط، وسط صعوبات كبيرة في الوصول إلى باقي الضحايا.

مناشدات دولية عاجلة لإنقاذ ما تبقى من الكارثة

ناشدت الحركة الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية والدولية، بالإضافة إلى "الضمير الإنساني الحي"، للتدخل الفوري والمساعدة في انتشال الجثامين وتقديم الدعم الإغاثي العاجل. كما وصف حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، ما حدث بأنه "مأساة إنسانية تفوق حدود الإقليم"، داعيًا إلى تدخل دولي عاجل لمواجهة اللحظة الحرجة التي تمر بها المنطقة.

العدوان الداخلي والاحتلال الخارجي يزيدان من معاناة المدنيين

تأتي هذه الكارثة في ظل ظروف إنسانية قاسية يعيشها سكان دارفور، الذين فرّوا من العدوان الداخلي المستمر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، ولجأوا إلى مناطق جبلية مثل جبال مرة، حيث لا يتوفر الغذاء أو الدواء. الحرب التي اندلعت منذ عامين أدّت إلى أزمة جوع ونزوح جماعي، مع استمرار قصف مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور.

وفي ظل هذا المشهد المأساوي، لا يمكن تجاهل دور الاحتلال والعدوان الذي تمارسه قوى خارجية، وعلى رأسها الكيان الصهيوني، في تأجيج الصراعات الداخلية عبر دعم أطراف متنازعة، وزرع الفوضى في مناطق النزاع، مما يفاقم من معاناة المدنيين ويعطل جهود الإغاثة الإنسانية.

دعوة للعدالة والإنقاذ قبل فوات الأوان

الانهيار الأرضي في ترسين ليس مجرد كارثة طبيعية، بل هو انعكاس لتراكم الأزمات السياسية والإنسانية التي تعصف بالسودان، والتي تتطلب تحركًا دوليًا عاجلًا لوقف العدوان، وإنهاء الاحتلال غير المباشر الذي يعبث بمصير الشعوب، وتقديم الدعم الحقيقي للضحايا قبل أن تُطمر الحقيقة تحت التراب كما طُمرت أجساد الأبرياء.