مفاوضات الدوحة: فرصة جديدة أم تكرار للفشل؟

"قيادي بحماس" تبدي مرونة في مفاوضات الدوحة: الإفراج عن أسرى مقابل وقف العدوان وتدفق المساعدات

profile
  • clock 9 يوليو 2025, 5:32:17 م
  • eye 506
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
طاهر النونو،

محمد خميس

أعلن القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، طاهر النونو، أن الحركة وافقت على الإفراج عن 10 أسرى من جنود الاحتلال الإسرائيلي المحتجزين في قطاع غزة، مشددًا على أن هذا القرار يأتي في سياق إنساني وسياسي يهدف إلى ضمان تدفق المساعدات ووقف العدوان المتواصل على غزة.

مرونة تفاوضية في ظل تعقيدات المشهد

وفي تصريحات صحفية أدلى بها اليوم الأربعاء، أوضح النونو أن "حماس تبدي مرونة عالية في المفاوضات الجارية حاليًا في الدوحة، وتتجاوب بشكل إيجابي مع الوسطاء"، رغم ما وصفه بـ"تحديات كبيرة تواجه هذه الجولة من المحادثات".

وشدد على أن مطالب الحركة الأساسية ثابتة، وعلى رأسها:

الانسحاب الكامل لقوات الاحتلال من قطاع غزة

وقف العدوان بشكل شامل

ضمان تدفق المساعدات الإنسانية دون قيود

حماية الشعب الفلسطيني أساس التفاوض

أكد النونو أن جوهر المفاوضات بالنسبة لـ"حماس" هو حماية مصالح الشعب الفلسطيني ووقف ما أسماه "جريمة الإبادة الجماعية المستمرة"، مع ضمان حرية وكرامة تدفق المساعدات إلى جميع مناطق القطاع المنكوب.

وأشار إلى أن المرونة التي أبدتها الحركة مع الوسطاء كانت عاملًا حاسمًا في تقدم العملية التفاوضية، لافتًا إلى أن الإفراج عن الأسرى يأتي ضمن هذا الإطار الإنساني والسياسي المركب.

محور المفاوضات: الانسحاب والمساعدات

وأوضح النونو أن المفاوضات الحالية في الدوحة تتركز حول قضيتين رئيسيتين:

تدفق المساعدات الإنسانية بشكل حر ومستمر، دون تدخل أو شروط إسرائيلية.

رسم خطوط الانسحاب الإسرائيلي في المرحلة الأولى من الاتفاق، بحيث لا تؤثر على حياة الفلسطينيين، وتؤسس لمرحلة ثانية من التفاوض.

الحاجة إلى ضمانات دولية ووقف شامل

كما شدد القيادي في "حماس" على أهمية وجود ضمانات دولية حقيقية لإنجاح أي اتفاق، مؤكدًا أن الولايات المتحدة، بصفتها الداعم الأساسي للاحتلال، تمتلك مفاتيح الضغط اللازمة لإنهاء الحرب إذا توفرت الإرادة السياسية.

وأشار إلى أن الاتفاق المقترح يتضمن في مرحلته الأولى انسحاب الاحتلال إلى مواقعه التي كان يتمركز فيها بتاريخ 2 آذار/مارس 2025، على أن يلي ذلك مرحلة تفاوضية جديدة تهدف إلى تثبيت وقف إطلاق النار وتنفيذ التزامات متبادلة.

مفاوضات الدوحة: فرصة جديدة أم تكرار للفشل؟

تأتي هذه التصريحات في وقت تتواصل فيه جولة جديدة من المحادثات غير المباشرة بين "حماس" و"إسرائيل" في العاصمة القطرية الدوحة، بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار ينهي الحرب المستمرة منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.

وكان الطرفان قد توصلا في كانون الثاني/يناير 2025 إلى اتفاق مؤقت، إلا أن الاحتلال أفشله واستأنف عدوانه بعد أقل من شهرين، ما أدى إلى تصعيد خطير في العمليات العسكرية.

استمرار العدوان وتفاقم الكارثة الإنسانية

ومنذ بدء الحرب، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، بدعم أمريكي مطلق، ارتكاب جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة، تسببت في:

نحو 195 ألف شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال

أكثر من 11 ألف مفقود

مئات آلاف النازحين

مجاعة حادة أودت بحياة العديد من الأطفال

دمار واسع للبنية التحتية والمرافق الصحية

مرونة حماس تصطدم بتعنت الاحتلال

تؤكد تصريحات طاهر النونو أن "حماس" تسعى للوصول إلى اتفاق يضمن الحقوق الإنسانية والسياسية لشعب غزة، بينما لا تزال المفاوضات معلقة على مدى استعداد الاحتلال لتقديم تنازلات حقيقية.
وفي ظل استمرار المأساة، تبقى أنظار العالم متجهة نحو الدوحة، حيث تُكتب ملامح مرحلة قد تُنهي أفظع الحروب في تاريخ القطاع.

التعليقات (0)