-
℃ 11 تركيا
-
14 يونيو 2025
قطر: قناة الجزيرة لنقل الإبادة.. وصفقات سلاح مع الاحتلال تحت الطاولة
الوجه الآخر لدور "الشرطي الجيد" في خدمة العدو
قطر: قناة الجزيرة لنقل الإبادة.. وصفقات سلاح مع الاحتلال تحت الطاولة
-
12 يونيو 2025, 2:04:48 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
الكاريكاتير للفنان كمال شرف
متابعة: عمرو المصري
في مشهد لا يقل انحطاطًا عن الإبادة الجارية في قطاع غزة، تتكشّف يومًا بعد يوم حقائق صادمة حول حجم التواطؤ العربي مع الاحتلال الإسرائيلي. فبينما تروّج قطر لنفسها عبر قناة الجزيرة بوصفها "الراعي الإعلامي الرسمي لغزة"، تكشف الوثائق والتقارير عن تورط عسكري مباشر بين الدوحة وتل أبيب، في صفقات وتدريبات وتكنولوجيا تُستخدم لإبادة الشعب الفلسطيني الذي تتباكى عليه القناة ليلًا ونهارًا.
قطر تشتري سلاح الاحتلال في زمن المجازر
نشر موقع "والا" العبري الأربعاء تقريرًا خطيرًا عن تعاون عسكري جديد وضخم بين قطر وإسرائيل، يتم في ظل استمرار المجازر الجماعية التي يشنّها الاحتلال على سكان غزة منذ أكثر من عام ونصف. التقرير يكشف أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وافق شخصيًا على عدد من صفقات الدفاع الضخمة بين شركات الأسلحة الإسرائيلية وقطر، بما في ذلك شركات "إلبيت سيستمز" و"رفائيل" و"الصناعات الجوية الإسرائيلية".
الصفقات تمت بالتنسيق الكامل مع وزارة الأمن الإسرائيلية، والجيش، وجهاز الاستخبارات الدفاعي، وبلغت قيمتها مئات الملايين من الدولارات، أبرزها كانت صفقة مع "إلبيت سيستمز" بلغت أكثر من 100 مليون دولار، وصفقة أخرى مع "رفائيل" بقيمة عشرات الملايين. هذه الصفقات لم تحدث فجأة، بل سبقتها أكثر من 20 زيارة رسمية بين ممثلين عن إدارة الصناعات الجوية الإسرائيلية والعاصمة القطرية الدوحة، واختتمت هذه الزيارات بلقاء استمر يومًا كاملًا في مقر الشركة الإسرائيلية داخل الكيان، مع وفد قطري رفيع المستوى.
وبحسب تقارير أخرى نُشرت في صحيفتي "معاريف" و"جيروزاليم بوست"، تتضمن هذه الصفقات أسلحة وذخائر وتكنولوجيا سيبرانية متقدمة، علقت مؤقتًا بعد هجمات السابع من أكتوبر، لكنها استؤنفت لاحقًا رغم استمرار المجازر بحق المدنيين في غزة.
النظام العربي الرسمي يتنافس في الخيانة
هذه الفضيحة ليست إلا حلقة في سلسلة من التعاون القطري الإسرائيلي الفاضح. في فبراير الماضي، نُشرت تقارير عن ارتباطات مباشرة بين مكتب نتنياهو والدوحة، وتحقيقات تتعلق بـرشاوى قطرية دفعتها الدوحة لمساعدين مقربين من نتنياهو، بهدف شن حملة دعائية تُضخم من دور قطر في الوساطة وتلمّع صورتها، على حساب تشويه الدور المصري.
وفي أبريل الماضي، شاركت قطر في تدريبات عسكرية مشتركة مع الاحتلال الإسرائيلي في قاعدة جوية عسكرية في اليونان، بمشاركة الإمارات ودول أخرى. هذا يعني أننا أمام تعاون عسكري مباشر، متواصل، ومنظم، لا يقل خزيًا عن التعاون الإماراتي والمغربي مع الاحتلال، حيث تسهل المغرب مرور شحنات عسكرية إسرائيلية عبر أراضيها، بينما تستضيف الإمارات مسؤولين عسكريين إسرائيليين وتدعم شركات أسلحة إسرائيلية بالمال والصفقات، فضلًا عن اللقاءات السياسية المباشرة وسط الحرب، مثل استقبال وزير الخارجية الإسرائيلي مرتين خلال العدوان على غزة.
ولا يمكن استثناء مصر من هذا المشهد، حيث تتوالى الشهادات والتقارير حول مرور سفن عسكرية إسرائيلية عبر قناة السويس، إلى جانب استمرار وزيادة التجارة مع الاحتلال لتزويده بالاحتياجات الأساسية خلال الإبادة، كما تتداول تقارير عن تعاون مدني وربما عسكري من دول عربية أخرى في دعم الاحتلال، سواء بالوقود أو الصمت أو الدعم التقني.
مدرسة إسرائيلية في الدوحة.. من يدرب الجيش القطري؟
وفي تطور أخطر لا يقل فظاعة، نشرت صحيفة "The Marker" الاقتصادية الإسرائيلية صباح الخميس 12 يونيو 2025، تقريرًا عن تعاون غير مسبوق بين شركة إسرائيلية والجيش القطري، يتمثل في تشغيل مدرسة عسكرية متخصّصة في مجال السايبر في قلب العاصمة القطرية الدوحة، منذ عام 2018!
الشركة التي تدير هذه المدرسة هي "BSW"، ومقرها مدينة رعنانا في وسط الكيان، وهي مملوكة ويديرها مسؤولون أمنيون وعسكريون سابقون بارزون، من بينهم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الأسبق غابي أشكنازي، المعروف بجرائمه ضد الفلسطينيين. هذا التعاون يتم في وقت لا توجد فيه علاقات دبلوماسية معلنة بين الطرفين، ما يعكس مدى عمق العلاقات الأمنية والتجارية والعسكرية السرية بين الدوحة وتل أبيب، التي تمضي بعيدًا عن أعين الرأي العام.
ولغاية الآن، لم يصدر أي نفي أو توضيح رسمي من الجانب القطري أو الإسرائيلي حول هذا التقرير، مما يزيد من ترسيخ الشكوك حول حجم التورط القطري في خدمة أجندات الاحتلال، حتى داخل مؤسساتها السيادية كـ"الجيش".
الجزيرة.. حين تتحول الكاميرا إلى قناع سياسي
وسط هذا السيل من الفضائح، تقف قناة الجزيرة في الواجهة الإعلامية، تذرف الدموع على غزة، وتبث التقارير من تحت الأنقاض، وتستضيف الناجين، وتغطي جرائم الاحتلال بالصوت والصورة، لتظهر وكأنها منبر الأحرار وحامية المظلومين. ولكن، حين يتضح أن يد صاحب القناة توقّع صفقات سلاح مع القاتل نفسه، فهل تبقى هذه التغطية أكثر من ستار سياسي لخدمة الدور الوظيفي القطري؟
إنها معادلة "الشرطي الجيد والشرطي السيء"، حيث تلعب قطر، ومعها الجزيرة، دور الطرف الحنون، الداعم، الناقد للغرب، لكنها في الخفاء، تموّل الاحتلال، وتدرّب جيشها على يديه، وتُجري صفقات عسكرية وتكنولوجية معه، وكل ذلك في ظل حرب إبادة لم يعرف التاريخ المعاصر لها مثيلًا.
الإبادة تُرتكب تحت عدسات الجزيرة وبتوقيع قطري
ما يجري اليوم لم يعد مجرد "صمت عربي" على مجازر الاحتلال، بل تواطؤ مباشر وفاعل، يمارس دوره بوثائق وصفقات وتدريبات وسفن تمرّ، ومدارس تفتح، وتكنولوجيا تُستخدم. وقطر، التي حاولت طيلة سنوات أن تُجمّل وجهها السياسي عبر دور الوساطة ودعم غزة ماليًا، باتت مكشوفة اليوم أمام شعوب المنطقة، وأمام الفلسطينيين الذين يدفعون ثمن هذا النفاق بالدم والجوع والحصار.
إذا لم تكن هذه الأنظمة، وعلى رأسها النظام القطري، قادرة على اتخاذ موقف حقيقي ضد الإجرام الإسرائيلي، فعلى الأقل لتكفّ عن استخدام الضحايا كأدوات لتبييض وجهها، ولتتوقف عن لعب دور "الملاك الحارس" عبر الإعلام، بينما في الكواليس تتعاون مع الجلاد.
كفى. لقد احترق الفلسطينيون بنيران الطائرات الإسرائيلية، فهل يُعقل أن يكون الوقود قطريًا؟









