تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، حذّر المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، فيليب لازاريني، اليوم الخميس، من أن آلية المساعدات الأميركية الجديدة في القطاع "لن تُعالج الجوع المتفاقم"، بل قد تزيد الوضع سوءًا وتُعرض الأرواح للخطر.

آلية مساعدات تحت حماية الاحتلال ومقاتلين أجانب

وفي تصريح نُشر عبر منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، انتقد لازاريني بشدة الآلية التي تديرها "مؤسسة غزة الإنسانية" تحت حماية جيش الاحتلال الإسرائيلي ومئات المرتزقة الأميركيين، مشيرًا إلى أن هذه الآلية "مهينة جداً ومذلّة"، ولا تراعي الحد الأدنى من الكرامة الإنسانية.

وقال المفوض الأممي:
"لا يمكن لألعاب الجوع المرعبة أن تتحول إلى واقع دائم"، في إشارة إلى التوظيف السياسي للمساعدات الإنسانية واستغلال معاناة المدنيين في غزة كوسيلة ضغط.

الاحتلال يمعن في سياسة التجويع الممنهجة

تأتي هذه التصريحات في وقت يُصعّد فيه الاحتلال الإسرائيلي سياسة التجويع الممنهجة بحق سكان غزة، حيث يفرض حصارًا خانقًا منذ بدء عدوانه العسكري الواسع في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ما تسبب في انهيار شبه كامل للمنظومة الصحية والإغاثية في القطاع.

ورغم المطالبات الدولية المتكررة بضرورة إدخال المساعدات بشكل آمن وكافٍ، إلا أن الاحتلال يواصل منع أو تقنين دخول المواد الغذائية والطبية، وهو ما اعتبرته جهات حقوقية جريمة حرب وجزءًا من استراتيجية إبادة جماعية ضد المدنيين.

سوء تغذية حاد يصيب آلاف الأطفال

وفي تقرير صدر أمس الأربعاء، كشفت "أونروا" عن أرقام صادمة تؤكد تشخيص أكثر من 2700 حالة سوء تغذية حاد بين الأطفال دون سن الخامسة، وذلك حتى نهاية مايو/أيار الماضي، نتيجة الحرمان القسري من الغذاء والرعاية الصحية في غزة.

هذا المؤشر الخطير يعكس انزلاق الأوضاع إلى كارثة صحية حقيقية، قد تخلّف آثارًا دائمة على الأجيال القادمة، وتفاقم من معاناة العائلات الفلسطينية المحاصرة.

مستويات غير مسبوقة من الانهيار الإنساني

وفي رسالة موجعة من قطاع غزة، نشرتها "أونروا"، جاء فيها:
"نحن في قمة العجز والإنهاك"، مؤكدة أن الأزمة الحالية بلغت مستويات غير مسبوقة من اليأس في جميع أنحاء القطاع، مع استمرار الجوع وفقدان أي أفق للحل.

وأكدت الوكالة أن المدنيين هم من يدفعون الثمن الأثقل، في وقت تُمارس فيه على المجتمع الدولي ضغوط متضاربة تمنعه من اتخاذ إجراءات فعّالة لإنهاء الحصار أو محاسبة الاحتلال.

دعوات عاجلة لتحرك دولي فوري

يأتي تحذير لازاريني في لحظة حرجة تتطلب تحركًا عاجلاً من كافة الأطراف الدولية، لإنهاء معاناة الفلسطينيين في غزة وضمان وصول المساعدات بطريقة تحفظ الكرامة وتحترم القانون الدولي الإنساني.

كما جددت "أونروا" مطالبتها بضرورة فصل العمل الإنساني عن الاعتبارات العسكرية والسياسية، وضمان حماية العاملين في المجال الإغاثي، في ظل المخاطر اليومية التي يواجهونها خلال تأدية واجبهم.