-
℃ 11 تركيا
-
17 يونيو 2025
تقرير حقوقي: عمال فلسطينيون يتعرضون لـ"عبودية حديثة" تحت إشراف شركة متعاونة مع الاحتلال في رفح
دعوة لتحقيق دولي عاجل ومحاسبة المتورطين
تقرير حقوقي: عمال فلسطينيون يتعرضون لـ"عبودية حديثة" تحت إشراف شركة متعاونة مع الاحتلال في رفح
-
12 يونيو 2025, 2:21:14 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعبيرية
محمد خميس
كشف مجلس جنيف للحقوق والحريات، في تقرير صادم صدر اليوم الخميس، عن تعرض عشرات العمال الفلسطينيين لانتهاكات جسيمة ترقى إلى مستوى "العبودية الحديثة"، أثناء عملهم في منطقة غرب رفح جنوب قطاع غزة، الخاضعة ميدانيًا لسيطرة قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وأشار التقرير إلى أن هؤلاء العمال يُجبرون على العمل ضمن ظروف قاسية ومهينة، تحت إشراف شركة "أبناء محسن الخزندار"، التي تتعاون بشكل مباشر مع الاحتلال والمرتزقة الأجانب، بمن فيهم أمريكيون.
مهام شاقة وخدمة عناصر أمن أجانب
وبحسب المجلس، يتعرض العمال لأوامر بتنفيذ مهام شاقة تشمل تحميل صناديق المساعدات، وخدمة عناصر الأمن الإسرائيلي والمرتزقة، إلى جانب نقل أمتعة العسكريين، وذلك دون أدنى مراعاة للكرامة الإنسانية أو أي حماية قانونية.
وأكد التقرير أن هذه المهام تتم في بيئة مغلقة بالكامل ومعزولة عن العالم الخارجي، حيث يُحتجز العمال داخل كرفانات مغلقة، ممنوعون من الخروج أو التواصل مع ذويهم إلا في حالات نادرة جدًا.
تفتيش مذل وتهديدات بالأجور والسجائر
أشار المجلس الحقوقي إلى أن العمال يتعرضون لتفتيش جسدي مُذلّ من قبل جنود الاحتلال، كما يتلقون تهديدات من أصحاب العمل بحرمانهم من الأجور الزهيدة أو حتى حصص السجائر، في حال أبدوا اعتراضًا على ظروف العمل.
ويُذكر أن العمال لا يتقاضون أي أجر مالي ثابت، بل تُمنح لهم وجبة طعام واحدة يوميًا، مقابل حصص من السجائر، ما يجعل الوضع أقرب إلى نظام سخرة ممنهج، يخلو من أي حقوق أو حماية إنسانية.
نظام مناورات أسبوعي وإجبار على التخفي
وبحسب التفاصيل التي كشفها التقرير، يُدار العمل ضمن نظام مناورات أسبوعية، حيث تُستبدل مجموعات العمال بأخرى تأتي من داخل غزة، ويُطلب من الجميع الالتزام الكامل بالتخفي والسرية، في مؤشر واضح على مدى التجاوزات والتستر على هذه الانتهاكات.
وفي شهادة موثقة ضمن التقرير، قال العامل محمد النجار:"تعرضت للضرب من قبل ربّ العمل، وهددوني بمنعي من العمل مجددًا. أقبل بهذه المعاملة فقط لأتمكن من إطعام أطفالي، فلا مصدر دخل آخر لدي".
دعوة لتحقيق دولي عاجل ومحاسبة المتورطين
وفي ختام تقريره، دعا مجلس جنيف للحقوق والحريات إلى فتح تحقيق دولي عاجل في هذه الانتهاكات، ومحاسبة كل من تورط فيها، سواء من أصحاب الشركة أو من يوفّر لهم الحماية والتغطية.
وشدد المجلس على ضرورة تأمين الحماية القانونية للعمال وتعويضهم عن الأضرار النفسية والجسدية التي لحقت بهم، مشيرًا إلى أن ما يجري في غرب رفح يمثل نموذجًا صادمًا للسخرة وانتهاكًا صريحًا للقانون الدولي واتفاقيات العمل الجبري وحقوق الإنسان.
الخزندار: تعاون مستمر مع الاحتلال رغم الإدانات
وعلى الرغم من الإدانات الواسعة من جهات فلسطينية، تواصل شركة الخزندار تعاونها مع الاحتلال والمجموعات الأجنبية المسلحة في مراكز توزيع المساعدات، بل إن العاملين فيها شاركوا في الاعتداء على المواطنين الفلسطينيين خلال محاولاتهم استلام المواد الإغاثية، في انتهاك إضافي لأبسط القيم الإنسانية.










