قصة مهندس العلاقات الجـديــدة بـين «حــمـــــاس» وإدارة تـــرامـــــب

profile
  • clock 27 مايو 2025, 8:09:50 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

في تطور جديد في المفاوضات بين حماس والإدارة الأمريكية ظهر رجل أعمال أمريكى من أصل فلسطينى كان على تواصل مباشر مع ترامب وهو بشارة بحبح والذي  أنشأ قنوات الاتصال المباشرة بين قيادة "حماس" في الخارج وبين إدارة ترامب. وهو المسؤول عن الاتصالات المباشرة والمحادثات التي تُجرى، حالياً، بين ستيف ويتكوف وخليل الحية، نائب يحيى السنوار في قيادة غزة.
وفي تقرير للكاتب بازوخ يديد نقلته القناة 12 العبرية، قال، وُلد بشارة بحبح في القدس في العام 1958 لعائلة هاجرت من المدينة إلى الأردن، ثم عادت للعيش بين أسوار المدينة. في سبعينيات القرن الماضي أسس صحيفة "العودة" التي وُزعت في الولايات المتحدة، أيضا بالإنجليزية، وذلك بالتعاون مع الصحافية الفلسطينية، ريموندا الطويل، والدة سهى عرفات، أرملة ياسر عرفات.

محادثات السلام عام 1991


سيكون للاثنتين دور حاسم في إقامة العلاقات المباشرة بين الأميركيين و"حماس" لاحقاً. أدار بحبح والطويل صحيفة "العودة"، وجذبا أنظار القيادة الفلسطينية في ثمانينيات القرن الماضي، التي قررت، لاحقا، اختيار بحبح للمشاركة في المحادثات ضمن مؤتمر السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، بين السنوات 1991 و1993، في محادثات أدت إلى اتفاقيات أوسلو.
بحبح خرّيج جامعة هارفارد، تخصص في دراسات الشرق الأوسط والعلاقات الدولية، وشغل، لاحقا، منصب نائب رئيس معهد أبحاث الشرق الأوسط في الجامعة. بدأ مسيرته السياسية بدعم الديمقراطيين، لكن الغضب الكبير من سياسة باراك أوباما في الشرق الأوسط دفع بحبح إلى الانتقال لدعم الجمهوريين.
في العام 2024 أقام منظمة "الأميركيون العرب من أجل دونالد ترامب"، وذلك رغم أنه غضب، قبل ذلك، من قرار ترامب نقل السفارة الأميركية إلى القدس. "لقد غضب جدا من الجمهوريين، لكن غضب من الديمقراطيين أكثر"، يقول مقربوه.

بشارة وبولس


في نشاطات في إطار هذه المنظمة، التقى بحبح، أيضا، مسعد بولس، قريب عائلة ترامب وصهره. يقول مقرّبو بشارة، "لم يُظهر بولس طاقة وحيوية، ولم يكن متحمسا ولذلك خسر منصب المستشار لشؤون العرب لصالح بشارة، الذي نجح في لفت انتباه ترامب عندما نظّم حملته الانتخابية في ميشيغان، وساهم كثيرا في دعم الجمهوريين وفي فوز ترامب على كامالا هاريس".


قبل عدة أسابيع، توجّه غازي حمد، أحد كبار قادة "حماس"، إلى بشارة في محاولة للاستفادة من علاقاته مع الإدارة الأميركية. ومن نصحت حمد، القيادي في "حماس"، بالتوجه إلى بشارة بحبح لم تكن سوى سهى عرفات، أرملة ياسر عرفات وابنة الصحافية ريموندا الطويل، شريكة بحبح في صحيفة "العودة". سهى، التي حافظت على علاقات جيدة مع قيادة "حماس" في الخارج، علمت من حمد أن "حماس" تبحث عن علاقات مباشرة مع الأميركيين، ومن مقر إقامتها في مالطا أرشدت غازي حمد إلى العنوان الواعد.


هكذا، بعد أن أجرت محادثات تمهيدية مع الاثنين، بدأت المكالمات الهاتفية الأولى بين القيادي في "حماس" وبين بحبح. فيما بعد وضع حمد هذه العلاقات تحت تصرف خليل الحية، الذي يترأس وفد "حماس" للمفاوضات، بينما أبلغ بحبح ستيف ويتكوف عن هذه العلاقات الجديدة.


يقول مقرّبو بحبح، "هو يهتم بـ(حماس) وهم يهتمون به، ولا يخذلونه بوعود كاذبة أمام الإدارة الأميركية، وذلك على رغم الغضب الشديد في صفوف الجناح العسكري لـ(حماس) في قطاع غزة، غير المتحمس لهذه العلاقات الجديدة..".
"بحبح هو الفلسطيني الذي وصل إلى أبعد مدى في محاولة كسر الاحتكار الإسرائيلي للعلاقات مع البيت الأبيض وممرات الجمهوريين، وأثبت أن الفلسطينيين، أيضا، قادرون على تحقيق تأثير ملموس"، يقول لنا أحد مقرّبيه. في إحدى المحادثات بين بحبح وخليل الحية ضحك الاثنان لأن فلسطينيا من القدس وفلسطينيا من غزة أقاما اتصالا مباشرا مع البيت الأبيض.


يقول يديد، أن غضب بحبح، كما ذُكر، جدا من ترامب عندما نقل السفارة الأميركية إلى القدس، لكن مع ذلك، أقام في العام 2024 منظمة "الأميركيون العرب من أجل ترامب"، إلا أنه بعد أن نشر ترامب خطة تهجير سكان غزة غضب بحبح بشدة، وكتب رسالة غاضبة إلى ترامب، بل هدّد بقطع الصداقة الناشئة.
الذين حذّروه من القيام بذلك كانوا مقرّبيه في منظمة "الأميركيون العرب من أجل ترامب" وكذلك سهى عرفات. ويقول مقرّبوه، "قرر بحبح البقاء ومحاولة التأثير من الداخل". بعد أن علم ترامب بغضب من بدأ بالفعل في إقامة علاقات مع "حماس"، نقل الرئيس رسائل إيجابية إلى بحبح وأشار له بالعودة إلى فريق ويتكوف.
فرح ترامب، كما يقول مقربو بحبح، "جدا بعودته للعمل وقرر أن يكون مستشاره لشؤون العرب، أيضا لأن مسعد بولس لم يُظهر أداء مميزا في القناة اللبنانية، الذي أوكل ترامب أمرها إلى مورغان أورتاغوس.

عيدان ألكسندر أعاد الثقة 


لكن من دفع بحبح إلى التقدم، بالأساس، داخل البيت الأبيض هو ستيف ويتكوف، الذي ينسب لنفسه إطلاق سراح عِيدان ألكسندر ويحسّن مكانته أمام ترامب، الذي استمتع، بنفسه، بهذا الإنجاز عشية زيارته إلى الشرق الأوسط. عاد بحبح للعمل وبدأ في بناء الثقة مع ترامب.
كما أن القطريين كانوا سعداء جدا بتقوية العلاقة بين بحبح وخليل الحية في الطريق إلى البيت الأبيض، وقرروا المساعدة عندما وعدوا قيادة "حماس" باستخدام كل تأثيرهم وعلاقاتهم مع البيت الأبيض لفتح غزة أمام المساعدات الإنسانية، وهم ينسبون لبحبح الفضل في تصريحات ترامب بهذا الشأن خلال الأسابيع الماضية.


"المفارقة أن خطة التهجير، بالذات، التي طرحها ترامب، والتي حاول من خلالها الرئيس الأميركي إخراج ملايين من الغزيين من قطاع غزة، هي التي أدت في نهاية الأمر إلى إنشاء العلاقات بين "حماس" والإدارة الأميركية، وجعلت ترامب يتحدث لصالح المساعدات الإنسانية، بل يقيم اتصالا مع قيادة "حماس".
يقول مقرّبو بحبح، "جميعهم علموا بهذه العلاقات، الأميركيون، القطريون، و"حماس"، جميعهم علموا، لكن من غير المؤكد أن إسرائيل كانت تعلم. بعض المحادثات بين خليل الحية وبحبح وويتكوف جرت بينما كان رون ديرمر نفسه متواجدا في البيت الأبيض...".


بحبح هو الذي يقف، أيضا، وراء فكرة الربط بين إطلاق سراح عِيدان ألكسندر الأميركي وفتح غزة أمام المساعدات الإنسانية. أعجب هذا الأمر "حماس" الخارج والقطريين، بشكل خاص، الذين رأوا كيف سيعزز عِيدان ألكسندر مكانتهم عندما ينضم إلى ترامب في زيارته إلى قطر، التي لم تخرج في النهاية إلى حيز التنفيذ.


رأت "حماس" في ذلك اختراقا تاريخيا وخطوة استراتيجية تجاه الإدارة الأميركية، وقررت العمل على إطلاق سراح ألكسندر، لكن ويتكوف، الذي أعطى الضوء الأخضر لخطوة بحبح هذه، أخذه إلى ترامب وساهم في إطلاق سراح عِيدان.
وقال مقرّبو بحبح، "نشر خطة ترامب للهجرة كاد يقضي على العلاقة الناشئة"، ويضيفون، إنه مسؤول عن سلسلة طويلة من المهام السياسية السرية".


 

المصادر

 مراسل الشؤون العربية في قناة I24. باحث ومستشار في المجال السياسي - الأمني في قضايا الشرق الأوسط، وخبير في الشؤون العربية. شغل في السابق منصب مستشار لمشاريع مدنية في الضفة الغربية. ورئيس القسم العربي في القناة "14" اليمينية.

التعليقات (0)