-
℃ 11 تركيا
-
20 أغسطس 2025
قراءة عسكرية: عملية خانيونس في ضوء بيان القسام والتطورات الميدانية
قراءة عسكرية: عملية خانيونس في ضوء بيان القسام والتطورات الميدانية
-
20 أغسطس 2025, 10:03:04 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
ما أعلنته كتائب القسام اليوم حول عملية خانيونس يضعنا أمام مشهد مختلف عما روّجته المصادر الإسرائيلية التي حاولت تصوير الحدث كاشتباك محدود جرى احتواؤه بسرعة.*
التفاصيل الواردة في البيان تعكس أن ما جرى أقرب إلى *عملية مركبة واسعة النطاق شاركت فيها قوة قسامية بحجم فصيل مشاة*، وهو ما يرفع مستوى العملية من "تسلل محدود" إلى هجوم ميداني منظم استهدف أكثر من هدف في وقت واحد.
*1- معطيات العملية وفق بيان القسام*
استخدام عبوات "الشواظ" و"الياسين 105" ضد دبابات ميركافاه 4، م*ا يؤكد أن الدروع الإسرائيلية لم تكن في مأمن رغم اعتمادها على أنظمة الحماية النشطة.*
الاشتباك المباشر من مسافة صفر داخل منازل يتحصن فيها الجنود، وهو تطور مهم لأنه يكسر فكرة أن *"الميدان مكشوف للعدو بالكامل".*
القنص النوعي لقائد دبابة، ما يعني أن *العملية لم تكن عشوائية بل مخططة لاستهداف قادة ميدانيين.*
استخدام الهاونات لإغلاق محيط العملية وتأمين الانسحاب، وهو تكتيك متقدم يبرز أن *الخطة لم تكن انتحارية بقدر ما هي مركبة تتضمن الدخول والاشتباك والانسحاب.*
العمل الاستشهادي كمرحلة نهائية، ما يعكس *تصميم المقاتلين على إيقاع أكبر خسائر ممكنة حتى مع تدخل قوات الإنقاذ.*
2- المقارنة مع الحوادث السابقة
*الهجوم يذكّر بعمليات كبرى نفذتها المقاومة لكنه يختلف في أنه نفذ بعد مرور عامين من حرب متواصلة، أي في ظروف يفترض أن تكون فيها قدرات المقاومة منهكة.* ومع ذلك، القدرة على تنظيم هجوم بهذا الحجم وهذا التعقيد تؤكد أن البنية القتالية للمقاومة ما زالت فعالة وقادرة على المبادرة.
*3- القراءة العسكرية والتحليل*
*منهجية القتال:* العملية عكست تكاملاً بين أسلحة متعددة (مضاد دروع، قنص، مشاة، هاونات، تفجير استشهادي)، أي أن *المقاومة لا تعمل بعشوائية بل بمنطق "المعركة المركبة".*
*إرباك الجيش الإسرائيلي:* سواء من حيث سقوط خسائر مؤكدة أو حتى من حيث الحاجة إلى تدخل جوي ومروحي كثيف، فإن العملية دفعت الجيش لتخصيص جهد مضاعف لمعالجة الموقف.
*رسالة استراتيجية:* رغم السيطرة الجوية والتكنولوجية الإسرائيلية، *تبقى المقاومة قادرة على الوصول إلى عمق التحصينات وخوض قتال مباشر، مما يضعف من سردية "الأمن الكامل" التي يحاول الجيش ترويجها.*
*البعد النفسي والسياسي:* مشهد سقوط قتلى وجرحى من مسافة صفر، وتفجير استشهادي وسط قوات الإنقاذ، يترك أثرًا عميقًا على معنويات الجنود، ويُترجم على المستوى السياسي بزيادة الضغوط على القيادة الإسرائيلية التي وعدت بإنهاء خطر غزة.
*عملية خانيونس ليست مجرد "اشتباك موضعي"، بل هي نموذج متجدد لعقيدة الاستنزاف الهجومي التي تطوّرها المقاومة: ضرب الدروع، اختراق التحصينات، استهداف القادة الميدانيين، وتفجير الانسحاب. وهي رسالة مزدوجة:*
*للجيش الإسرائيلي أن لا مكان آمنًا في غزة.*
*وللجمهور الفلسطيني والعربي أن المقاومة ما زالت قادرة على المبادرة بعد عامين من القتال، بما يغيّر معادلات المعركة على الأرض.*








