-
℃ 11 تركيا
-
3 أغسطس 2025
في اليوم العالمي لحرية الصحافة: الاحتلال يصعّد جرائمه ضد الصحفيين الفلسطينيين
جرائم الإخفاء القسري... وغياب العدالة
في اليوم العالمي لحرية الصحافة: الاحتلال يصعّد جرائمه ضد الصحفيين الفلسطينيين
-
3 مايو 2025, 2:00:10 م
-
412
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
اليوم العالمي لحرية الصحافة
في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، أصدرت مؤسسات الأسرى الفلسطينية بيانًا مشتركًا، أكدت فيه تصاعد الهجمة المنظمة ضد الصحفيين الفلسطينيين، مشيرة إلى أن الصحافة الفلسطينية تمر بأخطر مراحلها وأكثرها دموية على الإطلاق.
اعتقالات بالجملة واستهداف ممنهج للصحفيين
وفقًا للبيان الصادر عن هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير الفلسطيني، ومؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان، فقد سجّل منذ بدء الإبادة الجماعية في غزة نحو 180 حالة اعتقال واحتجاز لصحفيين، لا يزال 49 منهم رهن الاعتقال حتى اليوم، بالإضافة إلى 6 آخرين كانوا معتقلين مسبقًا.
ولم تقتصر الانتهاكات على الاعتقال، بل أكدت المؤسسات أن سلطات الاحتلال تنفّذ جرائم منظمة بحق الصحفيين المعتقلين، تشمل التعذيب الجسدي والنفسي، والحرمان من العلاج، وظروف اعتقال مهينة.
أكثر من 200 شهيد في صفوف الصحفيين
في سياق متصل، وصف البيان هذه المرحلة بأنها الأكثر دموية في تاريخ الصحافة الفلسطينية، حيث أكدت نقابة الصحفيين الفلسطينيين استشهاد أكثر من 200 صحفي منذ بدء الإبادة، مشيرًا إلى أن الاستهداف طال عائلات الصحفيين أيضًا، في ما وصفته المؤسسات بـ"عمليات انتقام ممنهجة".
جرائم الإخفاء القسري... وغياب العدالة
كما سلّطت المؤسسات الضوء على جريمة الإخفاء القسري التي طالت الصحفيين نضال الوحيدي وهيثم عبد الواحد، المختفيين منذ السابع من أكتوبر 2023، في ظل رفض الاحتلال الكشف عن مصيرهما، رغم المناشدات الحقوقية المتواصلة.
وأضاف البيان أن من بين الصحفيين المعتقلين هناك 19 يخضعون للاعتقال الإداري، بمن فيهم الصحفي نضال أبو عكر الذي قضى قرابة 20 عامًا في سجون الاحتلال، معظمها دون تهمة أو محاكمة، وهو ما يعكس استخدام الاحتلال لهذا الإجراء كأداة لقمع الحريات.
حرية التعبير في مهب الريح
وبيّنت المؤسسات الحقوقية أن الاحتلال حوّل وسائل التواصل الاجتماعي والعمل الصحفي إلى تهم جنائية، مثل "التحريض" و"التعاطف"، في إطار ملاحقة الأصوات المعارضة وسحق حرية الرأي.
كما أكدت أن الصحفيين المعتقلين يواجهون انتهاكات متواصلة تشمل الضرب، التجويع، الحرمان من العلاج، والعزل، في انتهاك صارخ لكل المواثيق والاتفاقيات الدولية التي تضمن حماية الصحفيين.
دعوات دولية لإنهاء الجرائم بحق الصحفيين
من جهتها، جددت مؤسسات الأسرى مطالبتها بالإفراج الفوري عن جميع الصحفيين المعتقلين، والكشف عن مصير المختفين قسريًا، داعية الأمم المتحدة والمنظمات الدولية إلى التحرك الجاد لوقف جرائم الاحتلال بحق الصحافة الفلسطينية، ومحاسبة الجناة.
حصيلة كارثية من الشهداء والجرحى
وفي السياق ذاته، أكد "المكتب الإعلامي الحكومي" في غزة، أن الاحتلال ارتكب مجازر حقيقية بحق الصحفيين، حيث استُشهد 212 صحفيًا منذ بداية العدوان في أكتوبر 2023، وأُصيب 409 آخرون بجروح متفاوتة، بعضهم فقد أطرافه، وكلهم فقدوا الأمان في ميدان العمل.
وأوضح المكتب أن 48 صحفيًا اعتُقلوا بشكل موثّق، تعرّض العديد منهم للتعذيب والمعاملة المهينة، مما يؤكد على سياسة ممنهجة تستهدف الصحافة كجزء من معركة الاحتلال لإخفاء جرائمه.
حرية الصحافة في فلسطين... في دائرة النار
في اليوم العالمي لحرية الصحافة، تتحوّل فلسطين إلى ساحة اختبار حقيقي للمجتمع الدولي ومؤسساته، حيث يتعرض الصحفيون للقتل والاعتقال والتعذيب لمجرد تأدية رسالتهم. ومع استمرار الصمت العالمي، تبقى حرية الصحافة مجرد شعار، ما لم يُترجم إلى خطوات ملموسة تضع حدًا لهذه الجرائم.








