فيدان: التهديد الإسرائيلي يتوسع في المنطقة.. والضغط الدولي غير رادع

profile
  • clock 12 سبتمبر 2025, 8:04:33 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

الأناضول

أفاد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، بأن الإبادة الجماعية ما زالت مستمرة في قطاع غزة جراء التجويع الممنهج الذي تمارسه تل أبيب بحق الفلسطينيين، محذّرا من أن التهديد الإسرائيلي يتوسع في المنطقة.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك عقده مساء الخميس، مع نظيره الإيطالي أنطونيو تاجاني، في العاصمة روما، أوضح فيه أن الضغط الذي يمارسه المجتمع الدولي على إسرائيل "غير كاف ولم يصل إلى حد الردع".

وقال: "الوهم الذي خلقته إسرائيل في أعين الرأي العام الدولي على مر السنين يتلاشى تدريجيا، إذ تكشّف وجهها الحقيقي ونواياها الحقيقية، ورغم تأخر الوقت إلا أننا نشهد صحوة كبيرة في المجتمع الدولي".

وذكر فيدان أن "العالم كله شاهد كيف انتهكت إسرائيل جميع القواعد التي تعتبر مقدسة لدى الإنسانية؛ واحدة تلو الأخرى، وبلا اكتراث".

وأضاف قائلاً: "العالم، وخصوصا المجتمع الغربي، يعيش صراعاً مع قيمه الخاصة"، مبينا أن الصراع بين الاحتلال الإسرائيلي والقيم الغربية ستكون له عواقب وخيمة.

وشدد على ضرورة بذل المجتمع الدولي جهودا أكبر، واعتماد الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة على قرارات أكثر فاعلية للجم إسرائيل، وإلا فإن النظام الدولي المتآكل بشكل كبير قد ينهار تماما.

العلاقات التركية الإيطالية

وأعلن وزير الخارجية التركي عزم بلاده على تعميق شراكتها الاستراتيجية مع إيطاليا.

وأشار إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، أكدا مرارا التزامهما الراسخ بهذا الشأن.

وذكر أن مجالات مثل التجارة والطاقة والدفاع والهجرة ومكافحة الجريمة المنظمة تأتي في صدارة العلاقات الثنائية بين تركيا وإيطاليا.

ولفت فيدان إلى أن حجم التجارة بين تركيا وإيطاليا يتجاوز 32 مليار دولار، وأن الهدف هو زيادة الرقم إلى 40 مليار دولار.

وحول التعاون الثنائي في الصناعات الدفاعية ذكر فيدان أن استحواذ شركة "بايكار" التركية على الشركة الإيطالية العريقة "بياجيو آيروسبيس" في 27 ديسمبر/ كانون الأول 2024، يُعدّ "نموذجا يُحتذى به للمنطقة".

وأوضح أن التقدم المُحرز في ملف طائرات "يوروفايتر" (يصنعها تحالف يضم ألمانيا وبريطانيا وإيطاليا وإسبانيا) يمثل أهمية بالغة بالنسبة لتركيا وإيطاليا.

وشدد في هذا الصدد على أن منطقة البحر المتوسط تحتل موقعا محوريا بالنسبة لأمن الطاقة والربط في أوروبا.

وأضاف: "تعزيز تعاوننا في هذه المجالات سيعود بفوائد كبيرة على المستويين الثنائي والإقليمي".

وذكر أن الأنشطة المتوقعة في مناطق الصلاحية البحرية للبلدين يجب أن تجري بما يتوافق مع قانون البحار الدولي وبشكل منسق وفعّال يحترم الحقوق السيادية.

وأعرب وزير الخارجية التركي عن ارتياح أنقرة للحساسية التي تبديها إيطاليا بهذا الشأن.

وأوضح أنه ناقش مع نظيره الإيطالي أيضا مسألة الهجرة غير النظامية في البحر المتوسط، مؤكداً أن تركيا تكافح هذه الظاهرة بإصرار.

ولفت إلى أن التدفق على طريق الهجرة شرق البحر المتوسط انخفض بفضل جهود تركيا، وأن التعاون مستمر بين البلدين بهذا المجال.

العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي

من جهة أخرى، أكد فيدان أن عضوية تركيا الكاملة في الاتحاد الأوروبي لا تزال هدفاً استراتيجياً بالنسبة لأنقرة.

وأوضح أن ما تتطلع إليه تركيا من الاتحاد الأوروبي في هذه المرحلة هو ألا يتبنى مواقف قائمة على أحكام مسبقة بناءً على حسابات سياسية ضيقة، وأن يطور رؤية تشمل خطوات من شأنها تنشيط مسار عضوية تركيا.

وأشار إلى أن دعم إيطاليا لعضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي يعكس وجهة نظر استراتيجية طويلة الأمد، وأن تركيا تنتظر من جميع الدول الأعضاء أن تتبنى هذا المفهوم.

وشدد على أن البلدين يتشاركان رؤية مشتركة بشأن تعزيز الدفاع الأوروبي، مؤكدا أن أي بنية أمنية مستدامة ورادعة لا يمكن تحقيقها إلا بمشاركة كاملة من تركيا التي تمتلك ثاني أكبر جيش في حلف شمال الأطلسي "الناتو".

وأوضح فيدان أنه ناقش مع نظيره الإيطالي أيضاً القضايا الإقليمية والدولية بشكل مفصل، وأنهما تبادلا وجهات النظر حول الجهود الرامية إلى "إرساء سلام عادل ودائم" في أوكرانيا.

وأكد أن تركيا تقدم مساهمة ملموسة في هذا السياق من خلال استضافتها لمفاوضات مباشرة بين طرفي الصراع.

وعبّر عن استعداد أنقرة لمواصلة دورها التسهيلي وبذل كل الجهود الممكنة من أجل إنهاء الحرب.

الوضع في ليبيا

وبخصوص الوضع في ليبيا، قال فيدان: "من الأهمية بمكان الحفاظ الدائم على وحدة ليبيا وسلامة أراضيها وسيادتها واستقرارها وأمنها".

وأضاف قائلا: "ستواصل تركيا وإيطاليا جهودهما في هذا الاتجاه".

الهجوم الإسرائيلي على قطر

وتعليقا على الهجوم الإسرائيلي على الدوحة، أشاد فيدان بقطر، قائلا إنها "دولة تنتهج سياسة خارجية سلمية، وتمارس أنشطة وساطة ناجحة".

وأضاف: "إن امتداد سياسة إسرائيل التوسعية إلى قطر يجب أن يُنبّه الجهات التي تغض الطرف عن (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو".

ومساء الثلاثاء، شنت إسرائيل هجوما جويا على قادة "حماس" بالدوحة، قتل فيه همام الحية، نجل رئيس الحركة بغزة خليل الحية، ومدير مكتبه جهاد لبد، و3 مرافقين هم عبد الله عبد الواحد، ومؤمن حسونة، وأحمد المملوك، وعنصر أمن قطري.

وجاء الهجوم على قطر رغم قيامها بدور وساطة إلى جانب مصر، وبإشراف أمريكي، في مفاوضات غير مباشرة بين "حماس" وإسرائيل، للتوصل إلى اتفاق لتبادل أسرى ووقف إطلاق النار بقطاع غزة.

التعليقات (0)