سيناريوهات المرحلة المقبلة

غزة ما بعد وقف إطلاق النار بين إيران والاحتلال: إلى أين تتجه المرحلة المقبلة؟

profile
  • clock 25 يونيو 2025, 3:03:17 م
  • eye 423
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

محمد خميس

المقاومة تواصل القتال والاحتلال في أزمة داخلية عميقة

رغم إعلان وقف إطلاق النار بين إيران و"إسرائيل"، لا تزال غزة تواجه العدوان وحدها، في وقت تتكثف فيه التحليلات حول مستقبل المشهد الإقليمي ومآلات الصراع المستمر. ويرى محللون فلسطينيون أن القطاع ما زال في قلب المعركة، بينما تتراجع جبهات أخرى بفعل التدخلات الدولية، وعلى رأسها التحركات الأمريكية التي تسعى لفرض تهدئة شاملة.

أزمة داخلية في إسرائيل.. وفشل ميداني متواصل

يؤكد مراقبون أن الاحتلال الإسرائيلي يعاني أزمة سياسية وأمنية داخلية متفاقمة، تنعكس بوضوح في التخبط بين التصريحات الرسمية والتطورات الميدانية. فبينما تزعم حكومة نتنياهو التقدم في الحرب، تكشف العمليات النوعية للمقاومة، وآخرها "كمين خانيونس"، عن فشل استراتيجي وتآكل في هيبة الجيش الإسرائيلي.

وتزداد حدة الانتقادات داخل "إسرائيل" تجاه القيادة السياسية والعسكرية، في ظل استنزاف مستمر على الجبهة الجنوبية، وعجز عن تحقيق أهداف العملية رغم مرور أكثر من ثمانية أشهر على اندلاع الحرب.

غزة: استمرار المقاومة وصمود أسطوري

في المقابل، تستمر المقاومة الفلسطينية في توجيه ضربات دقيقة وموجعة لقوات الاحتلال، وسط ظروف إنسانية هي الأقسى في تاريخ الحروب. وتؤكد كتائب القسام وفصائل المقاومة الأخرى قدرتها على الصمود والمباغتة، ما يعزز من موقعها في أي مفاوضات مستقبلية.

ويشير المحللون إلى أن الهدوء الإقليمي لم ينعكس على غزة، بل استُغل لإعادة تركيز القوة العسكرية الإسرائيلية على القطاع، ما يُبقي الوضع مرشحًا لمزيد من التصعيد أو محاولات الإطباق العسكري.

تحركات أمريكية.. لكنها لا تشمل غزة فعليًا

ترصد مصادر دبلوماسية تحركات أمريكية متزايدة، تهدف إلى ضبط التصعيد الإقليمي بعد التوتر مع إيران، لكنها لا تشمل حتى اللحظة وقفًا شاملًا للعدوان على غزة. وتُتهم واشنطن بتبني سياسة "التجزئة"، عبر احتواء الصراع الإيراني - الإسرائيلي مع ترك الفلسطينيين يواجهون القتل والتجويع والدمار.

صمت عربي وتخاذل رسمي

تبقى المعادلة الأكثر مرارة، بحسب المحللين، هي أن غزة تقاتل وحدها، وسط صمت عربي مريب و"تخاذل رسمي" متزايد. في حين تُراكم بعض العواصم العربية علاقاتها مع الاحتلال، وتغيب الإرادة السياسية عن دعم القطاع، لا سيما في ظل تصاعد الضغوط الغربية على الحكومات العربية لكبح التضامن الشعبي.

سيناريوهات المرحلة المقبلة

1. تصعيد متجدد:

في حال فشل الجهود الأمريكية، واستمرار عجز الاحتلال عن تحقيق اختراق ميداني، قد نشهد جولة جديدة من التصعيد الوحشي في غزة.

2. هدنة مؤقتة بوساطة إقليمية:

من المحتمل أن تتحرك أطراف مثل مصر وقطر وتركيا لفرض تهدئة إنسانية قصيرة المدى، خاصة مع تفاقم المجاعة والكارثة الصحية.

3. مفاوضات غير مباشرة:

إذا تزايد الضغط الدولي، قد تبدأ مفاوضات غير معلنة لوقف شامل لإطلاق النار، تشمل ملف الأسرى ورفع الحصار جزئيًا.

غزة ما بعد وقف إطلاق النار بين إيران و"إسرائيل" ليست أكثر أمنًا، بل تُواجه عدوانًا متواصلًا في ظل صمت دولي وصراع إقليمي موجه بعيدًا عنها. لكنّ صمود المقاومة وفشل الاحتلال يفتحان المجال لفرض معادلات جديدة، إن تم استثمارها سياسيًا وشعبيًا بالشكل الصحيح.

التعليقات (0)