تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

ليلة دامية جديدة: الغارات لا تتوقف

تزامنًا مع حلول وقفة عيد الأضحى، عاش أهالي غزة ليلة دموية جديدة يوم الأربعاء، حيث شنت الطائرات الإسرائيلية غارات مكثفة على مختلف مناطق القطاع، بحسب مراسل "العربية/الحدث".

في خان يونس، طالت الغارات خيامًا للنازحين في منطقة المواصي، ما أدى إلى استشهاد ستة فلسطينيين. كما سُجّلت غارات عنيفة على دير البلح وغزة والمناطق الشمالية والشرقية من القطاع، مصحوبة بقصف مدفعي مستمر، في تصعيد دموي جديد زاد من مآسي السكان.

المجاعة تعرقل توزيع المساعدات وتُهدد الأرواح

مع تفاقم حالة الجوع، شهدت مناطق عدة في القطاع حالة من الفوضى والتدافع خلال توزيع المساعدات الإنسانية، مما أسفر عن مقتل اثنين من سائقي الشاحنات، وفق مصادر محلية.
وأدى هذا التدهور إلى إعلان مؤسسة "غزة الإنسانية" عن تعليق توزيع المساعدات بشكل مؤقت، بهدف إعادة تنظيمها وضمان سلامة المتطوعين والنازحين.

وفي ظل هذا الوضع، دعت الهيئات الأممية إلى السماح الفوري والعاجل بإدخال المساعدات الغذائية والطبية إلى غزة، محذّرة من كارثة إنسانية وشيكة قد تؤدي إلى فقدان المزيد من الأرواح بسبب الجوع وسوء التغذية.

انهيار الهدنة وتجدد التصعيد العسكري

ومنذ انهيار الهدنة الهشة بين إسرائيل وحماس في 18 مارس/آذار الماضي، استأنف الاحتلال عملياته العسكرية بشكل مكثف. وتصاعدت وتيرة القصف البري والجوي بدءًا من 17 مايو/أيار، وسط تصريحات إسرائيلية تؤكد عزمها على "تحرير الرهائن" و"القضاء على حركة حماس"، وفق ما أعلن الجيش الإسرائيلي.

هذا التصعيد المستمر جعل من عيد الأضحى 2025 مناسبة حزينة، تعكس حجم المأساة التي يعيشها أكثر من مليوني فلسطيني محاصرين داخل قطاع غزة.

 غزة تُقاوم بالفطرة في عيد بلا ملامح

عيد الأضحى هذا العام يمرّ على غزة كمناسبة ثقيلة، محمّلة بأوجاع الحرب، والمجاعة، والنزوح، وانعدام الأمان. لا بهجة، لا أضاحي، ولا ملامح للفرح في قطاعٍ بات معزولًا عن كل مظاهر الحياة الطبيعية.

وفي ظل هذا الواقع، لا يجد الغزيون ما يعبرون به عن العيد سوى بالصبر، والتكبير الذي يعلو رغم الركام، والدعاء بأن يأتي العيد القادم محمّلًا بسلام طال انتظاره.