غزة تُضحّي بالصبر بدل الأنعام

غزة في عيد الأضحى 2025: عيد بلا أضاحٍ.. ومزارع تحوّلت إلى رماد

profile
  • clock 5 يونيو 2025, 2:09:43 م
  • eye 459
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
غزة في عيد الأضحى 2025:

محمد خميس

عيد الأضحى يغيب مجددًا عن غزة وسط الحرب والحصار

للعام الثاني على التوالي، تغيب مظاهر الاحتفال بعيد الأضحى المبارك عن قطاع غزة، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي والحصار الخانق. ومع استمرار القصف والمجاعة، تبدو غزة بعيدة عن الأجواء الروحانية للعيد، التي يعيشها المسلمون حول العالم.

ولم يكن غياب الزينة أو العيديات هو الأشد وقعًا، بل غياب شعيرة الأضحية، تلك التي تحوّلت بفعل الاحتلال من عبادة جماعية إلى ذكرى مؤلمة، بعدما سوّت الطائرات الحربية مزارع المواشي بالأرض، وأبادت ما تبقى من الثروة الحيوانية بالتجويع أو بالقصف المباشر.

شعيرة الأضحية تغيب.. والحصار يحاصر المواشي

في ظل حرب دامية مستمرة منذ 20 شهرًا، لم يعد في غزة ما يُضحّى به. فقد دُمّرت معظم مزارع المواشي بشكل كلي أو جزئي، بينما نفق آلاف الرؤوس بسبب نقص الأعلاف والأدوية أو بفعل القصف المباشر.

ولم تعد هناك مواشي تُباع أو تُشترى، كما يؤكد طه صلاح، أحد أصحاب المزارع شمال القطاع، قائلًا: "كنا نبيع مئات الرؤوس يوميًا قبل العيد، واليوم المزرعة خاوية على عروشها."

وبحسب وزارة الزراعة الفلسطينية، فإن ما تبقى من الثروة الحيوانية في شمال القطاع لا يتجاوز 14 جملًا هزيلًا، لم تُبع حتى الآن، وهي غير صالحة أصلاً للذبح أو البيع.

أسعار خيالية ومواشٍ مريضة

ومع غياب الأضاحي وندرتها، وصلت الأسعار إلى مستويات خيالية لا يطيقها المواطن الغزي المنهك. إذ تجاوز سعر الجمل 15 ألف دولار، فيما يتراوح سعر الكيلوغرام الحي بين 67 و81 دولارًا.

أما الأعلاف، فإن وُجدت، فهي باهظة الثمن، حيث وصل سعر الكيس الواحد إلى أكثر من 5000 شيقل (1351 دولارًا).
يقول عامر صلاح، أحد العمال في المزارع:"نقطع أشجار الصبار لإطعام الجمال، فحتى الطعام لم يعد موجودًا، والاحتلال يمنع دخول الأعلاف."

عيد بلا لحم ولا فرحة

بات عيد الأضحى في غزة هذا العام يومًا رمزيًا فقط، خالٍ من الذبح والفرح واللقاء. فلا لحوم توزع، ولا مظاهر عيد تُشاهد في الشوارع، ولا قدرة على توفير الحد الأدنى من الاحتياجات الغذائية أو الطقسية.

إنه عيد حزين يمرّ على غزة، ليس فقط بسبب غياب اللحوم والأضاحي، بل بسبب استمرار العدوان وتجويع الناس ومنعهم من أبسط حقوقهم الدينية والمعيشية.

غزة تُضحّي بالصبر بدل الأنعام

في وقت يحتفل فيه المسلمون بأداء شعيرة الأضحية، تُقدّم غزة تضحيتها اليومية من دماء أطفالها، ومن صبر أهلها الذين يصومون عن الطعام، ويكتمون أوجاعهم، ويرفعون دعاءهم إلى السماء بأن يأتي العيد القادم بحرية وكرامة.

 

التعليقات (0)