تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

دخلت الأزمة الصحية في قطاع غزة مرحلة حرجة، حيث حذّرت وزارة الصحة الفلسطينية مساء الأحد من توقف عدد من المستشفيات عن العمل خلال ساعات، بسبب النفاد الكامل للوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية، وسط استمرار الحصار ومنع دخول الإمدادات.

ساعات حاسمة قبل انهيار القطاع الصحي

وقالت الوزارة في بيان رسمي  إن أزمة نقص الوقود تدخل ساعاتها الحاسمة، موضحة أن مجمع الشفاء الطبي والمستشفى الأهلي العربي باتا مهددين بالتوقف الكامل عن العمل خلال 24 ساعة فقط.

وأكد البيان أن توقف هذين المستشفيين، اللذين يُعدان من آخر ما تبقى من المؤسسات الصحية العاملة في مدينة غزة، يعني عمليًا انهيار النظام الصحي بالكامل في المدينة، وترك آلاف المرضى والجرحى لمصير مجهول.

مطالبات عاجلة بإدخال الوقود والمستلزمات

وفي ظل هذه الأزمة، دعت وزارة الصحة إلى الضغط الدولي العاجل على الاحتلال الإسرائيلي للسماح بدخول:

الوقود

قطع الغيار

زيوت المولدات الكهربائية

وأشارت الوزارة إلى أنها لم تتلق أي إشارات أو اتصالات حتى الآن تفيد بنيّة الاحتلال السماح بإدخال هذه المستلزمات، مما يُنذر بانهيار قريب وكارثة إنسانية غير مسبوقة.

الاحتلال يمنع الوصول إلى مخازن الوقود

وفي تعقيد إضافي للمشهد، أوضحت الوزارة أن سلطات الاحتلال تمنع المؤسسات الدولية والأممية من الوصول إلى مخازن الوقود المخصص للمستشفيات، وذلك بحجة أن تلك المواقع تقع ضمن ما يسمى بـ"المناطق الحمراء"، ما يجعل الإمداد شبه مستحيل.

ويأتي هذا المنع ضمن سلسلة من الإجراءات التي يفرضها الاحتلال، والتي تهدف إلى شلّ القطاع الصحي وحرمان المدنيين من أبسط حقوقهم في العلاج والرعاية.

جرائم مستمرة بدعم أمريكي

ومنذ 7 أكتوبر 2023، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، بدعم أمريكي مطلق، تنفيذ جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة، حيث بلغ عدد الضحايا:

أكثر من 180 ألف شهيد وجريح

معظمهم من الأطفال والنساء

ما يزيد عن 11 ألف مفقود

نزوح مئات الآلاف من المدنيين

وفي ظل هذا التصعيد غير المسبوق، تزداد معاناة الجرحى والمصابين الذين يواجهون خطر الموت داخل المستشفيات بسبب الانقطاع المرتقب للكهرباء وعدم توفر الأدوية والمستلزمات الطبية.

نداء إنساني عاجل

في هذه اللحظات المصيرية، توجه وزارة الصحة نداءً عاجلًا إلى المجتمع الدولي ومؤسسات حقوق الإنسان للعمل فورًا على:

إدخال الوقود بشكل فوري وآمن

تأمين الحماية للمرافق الصحية

الضغط لرفع الحصار عن القطاع

فاستمرار الصمت يعني مزيدًا من الأرواح المهددة، ونقطة لا عودة في انهيار المنظومة الصحية المنهكة أصلًا.