مناورات بحرية غير مسبوقة بين القاهرة وأنقرة.. تقارب يربك الاحتلال ويكشف ملامح مرحلة إقليمية جديدة

profile
  • clock 19 سبتمبر 2025, 12:56:25 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

متابعة: عمرو المصري

قالت صحيفة "معاريف" العبرية، في تقرير نشرته عبر موقعها الإلكتروني، إن قرار مصر وتركيا إجراء مناورات بحرية مشتركة على نطاق واسع في أواخر سبتمبر، يمثل تطورًا استراتيجيًا غير مسبوق منذ 13 عامًا، ويشير إلى تحولات أعمق في ميزان القوى بالشرق الأوسط. 

وأوضحت الصحيفة أن الإعلان التركي، الذي نقله التلفزيون العربي عن وزارة الدفاع في أنقرة، يضع هذه الخطوة في قلب سياق إقليمي متوتر يخشى من اندلاع تصعيد جديد، بينما ينظر الاحتلال الإسرائيلي إلى التعاون العسكري بين القاهرة وأنقرة باعتباره رسالة مقلقة على أكثر من صعيد.

أهمية التقارب المصري التركي

أشارت الصحيفة إلى أن هذه المناورات تأتي بعد سنوات من التباعد بين أنقرة والقاهرة، لتشكل عودة قوية لقنوات التعاون العسكري، وهو ما يفتح الباب أمام إمكانية إعادة صياغة شبكة التحالفات الإقليمية. 

وأكدت أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يسعى منذ سنوات لتثبيت موقع بلاده كقوة محورية في الشرق الأوسط، خصوصًا بعد انهيار نظام الأسد في سوريا، حيث ضخت أنقرة موارد سياسية وعسكرية لتقديم نفسها كراعٍ للمعادلة السورية الجديدة تحت هيمنة أحمد الشرع (المعروف بأبي محمد الجولاني). واعتبرت أن عودة التعاون مع مصر، الدولة ذات الثقل الإقليمي والجغرافي الحساس، يمنح أنقرة أوراق ضغط إضافية ويعزز قدرتها على مواجهة أي تهديدات من جانب الاحتلال أو من القوى الغربية.

هواجس إسرائيلية متزايدة

كشفت "معاريف" أن القلق الإسرائيلي يتزايد مع كل خطوة تقارب بين القاهرة وأنقرة، خصوصًا بعدما بثت وسائل إعلام تركية مقربة من أردوغان "بنك أهداف" في حال اندلاع مواجهة عسكرية، شمل منشآت حيوية داخل الكيان، مثل قواعد سلاح الجو في النقب ورمات دافيد، ومقر وزارة الحرب في تل أبيب، إضافة إلى موانئ حيفا وأشدود وإيلات، ومنصات الغاز "تمار" و"ليفياثان"، بل وحتى مفاعل ديمونا النووي. 

وأوضحت أن مثل هذه الرسائل الإعلامية لا يمكن فصلها عن واقع إعادة الاصطفاف العسكري والسياسي الذي تفرضه التطورات الأخيرة في غزة وسيناء.

مصر بين الضغوط والرسائل

أوضحت الصحيفة أن القاهرة لم تبقَ على الحياد إزاء هذه التغييرات، بل دفعت مؤخرًا بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى سيناء، في ظل مخاوف متصاعدة من تدفق جماعي للفلسطينيين من غزة باتجاه الأراضي المصرية مع اتساع العدوان الإسرائيلي. 

وأشارت إلى أن مصر نفذت كذلك مناورات مشتركة مع الجيش الصيني على مقربة من الحدود مع فلسطين المحتلة، وهو تطور وصفته الأوساط الإسرائيلية بالمفاجئ، نظرًا لأنه أول تمرين عسكري علني من نوعه بين القاهرة وبكين في التاريخ.

البعد الصيني في المعادلة

ولفتت "معاريف" إلى أن التمرين المصري الصيني الأخير شاركت فيه طائرات قتالية متطورة، بينها J-10C ومقاتلات التزود بالوقود YU-20 وطائرات الإنذار المبكر KJ-500، إلى جانب عشرات الطائرات الأخرى، وهو ما وصفه خبير عسكري صيني في حديث لصحيفة "غلوبال تايمز" بأنه استعراض لعتاد قتالي يمثل العمود الفقري لسلاح الجو الصيني. 

ورأت الصحيفة أن دخول الصين على خط التعاون مع مصر، بالتوازي مع انفتاح أنقرة على القاهرة، يضاعف من حجم القلق الإسرائيلي الذي يواجه بالفعل مأزقًا استراتيجيًا بفعل تورطه في حرب غزة.

قراءة إسرائيلية للمشهد

بحسب التقرير، فإن الاحتلال يرى في تقارب مصر وتركيا أكثر من مجرد مناورة عابرة، إذ يضعه أمام احتمالات فتح جبهة سياسية وعسكرية جديدة في محيطه الإقليمي، خصوصًا مع انكشافه المتزايد بفعل المقاومة الفلسطينية وتراجع ثقة المجتمع الدولي في مبررات عدوانه. 

واعتبرت "معاريف" أن أي توحيد لجهود مصر وتركيا، ومعهما الصين، في محيط البحر المتوسط وسيناء، سيقلب معادلات الأمن التقليدية التي اعتاد عليها الاحتلال لعقود، وسيضعه أمام عزلة استراتيجية غير مسبوقة.

التعليقات (0)