-
℃ 11 تركيا
-
3 أغسطس 2025
غزة على أبواب عيد الأضحى.. لا حياة ولا فرح
فرحة مغتصبة.. وذكريات محطّمة
غزة على أبواب عيد الأضحى.. لا حياة ولا فرح
-
4 يونيو 2025, 6:21:37 م
-
454
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعبيرية
محمد خميس
بينما تستعد الأمة الإسلامية لاستقبال عيد الأضحى المبارك بطقوسه وشعائره وفرحته، تتقدّم غزة نحو العيد بألم ثقيل ومعاناة لا تهدأ، في ظل حرب إبادة إسرائيلية مستمرة منذ أكثر من ثمانية أشهر، حوّلت كل ملامح الفرح في القطاع إلى رماد، وكل مظاهر الحياة إلى أطلال.
عيد بلا أضاحي.. ولا ملابس جديدة
في قطاع غزة، لم يعد العيد عيدًا، فالأُسر التي كانت تتجهز لشراء الأضاحي وملابس الأطفال والحلوى، باتت اليوم تُكافح من أجل البقاء فقط. لا ماشية في الأسواق، ولا قدرة شرائية لدى السكان الذين فقدوا مصادر رزقهم، كما لم تعد هناك أسواق أصلًا بعد أن دمرت الحرب معظمها، أو فرغت من البضائع تحت وطأة الحصار الخانق.
حتى الأطفال، الذين كانوا ينتظرون العيد ليلبسوا جديدًا ويتناولوا الحلوى، باتوا يرتدون ثياب النزوح الممزقة، ويقضون يومهم في طوابير الحصول على الماء أو الطعام إن وُجد.
لا حياة في غزة.. فقط بقايا نجاة
مع دخول عيد الأضحى، يعيش أكثر من مليوني فلسطيني في غزة تحت أنقاض الخوف والدمار، فالمجازر الإسرائيلية لم تتوقف، والنازحون يفترشون الأرض في خيام لا تقي حر الصيف ولا ترد برد الليل، بلا غذاء كافٍ، ولا ماء نظيف، ولا رعاية طبية، في واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في التاريخ الحديث.
إنها حياة بلا مقومات حياة. فالمستشفيات دُمّرت، والمدارس تحولت إلى مراكز إيواء، والطرقات تملؤها الحفر والشظايا، والسماء لا تهدأ من الطائرات.
فرحة مغتصبة.. وذكريات محطّمة
قبل الحرب، كانت غزة تعرف كيف تفرح رغم الحصار، كانت تكبّر رغم الألم، وكانت تحيي العيد ولو بأبسط الإمكانات. أما اليوم، فلا فرحة تجرؤ على الدخول إلى غزة، ولا تكبيرات تُسمع إلا داخل القلوب.
المجتمع الغزي اليوم مليء بالفقد: فقدان الأبناء، فقدان الأصدقاء، فقدان البيوت والأحلام والمستقبل، فكيف لعيد أن يدخل بيتًا بلا أبواب، أو يزور قلبًا مكسورًا تحت التراب؟
الاحتلال يسرق كل شيء.. حتى العيد
منذ بداية الحرب، فرضت إسرائيل حصارًا شاملاً على القطاع، وأغلقت المعابر بشكل شبه كامل، مانعة دخول المساعدات الغذائية والدوائية، لتتحول غزة إلى منطقة مجاعة معلنة.
وبدل أن تكون الأيام العشر الأوائل من ذي الحجة أيام عبادة واستعداد للعيد، عاشها الغزيون في انتظار شاحنات المساعدات التي لا تصل، وفي مواجهة طائرات الاحتلال التي لا تغيب.
دعوات لأمل مفقود.. وأمنية العيد: وقف النار
في غزة، العيد ليس مناسبة للفرح، بل وقت إضافي للبكاء. ومع ذلك، لا يزال الناس يأملون، لا بهدية العيد أو أضحيته، بل باتفاق يوقف القتل، وهدنة تُعيد بعضًا من أنفاس الحياة.
إن أمنية العيد في غزة ليست زيارة الأرحام أو ارتداء الجديد، بل أن ينجو الأطفال من الموت، وأن تجد الأمهات طعامًا تسدّ به جوع أطفالهن، وأن يعود النازحون إلى منازلهم ولو كانت مدمرة.
عيد غزة مرّ... ويمرّ
في غزة، لا يمر العيد إلا مرور المجازر، ولا يُذكر إلا مع طيف الشهداء، ولا يُعاش إلا في ظل النزوح والجوع. عيد غزة ليس كغيره، هو شهادة على فشل العالم في إيقاف الإبادة، وعلى صمود شعب لم يفقد كرامته رغم كل شيء.






