تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

تواصل مدينة غزة التعرض للقصف المكثف من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، ما أسفر عن سقوط عشرات الشهداء والجرحى بين المدنيين الفلسطينيين، في أحدث تصعيد منذ فجر اليوم. وأفادت قناة الجزيرة بأن مصادر في مستشفيات غزة سجلت 31 شهيدًا بينهم 22 بمدينة غزة، بالإضافة إلى 7 شهداء من طالبي المساعدات في وسط وجنوب القطاع. لاحقًا، ارتفع عدد الشهداء إلى 41 شهيدًا، بينهم 29 في مدينة غزة وحدها، وفق المصادر الطبية.

وأكدت هذه التطورات الخطيرة استمرار الهجمات الإسرائيلية على المدنيين والأحياء السكنية، ما يزيد من معاناة الشعب الفلسطيني ويعمّق الأزمة الإنسانية في القطاع.

الأونروا: موجة تهجير واسعة في غزة

في ظل هذا التصعيد، أعلنت وكالة الأونروا أن أحياء بأكملها في غزة، بما في ذلك منطقة جباليا، يتم إخلاؤها، حيث أصبح أكثر من 86% من المدينة خاضعًا لأوامر التهجير القسري.

وحذرت الوكالة من تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع، حيث يواجه المدنيون نقصًا حادًا في الغذاء والمياه والرعاية الطبية، ويعيشون في حالة خوف دائم من القصف العشوائي.

إطلاق أسطول الصمود العالمي لدعم غزة

على الصعيد الدولي، انطلق أول أسطول الصمود العالمي من ميناء بنزرت شمالي تونس، في رحلة تهدف لدعم القطاع المحاصر والتضامن مع الشعب الفلسطيني. وأفاد مراسل قناة الجزيرة بأن السفينة بدأت رحلتها نحو المياه الإقليمية قبالة غزة، لتقديم المساعدات الإنسانية ومواجهة الحصار البحري المفروض على القطاع منذ سنوات.

ويأتي هذا الإطلاق في وقت يزداد فيه الضغط الدولي على إسرائيل لوقف القصف واحترام القوانين الإنسانية الدولية، وسط دعوات لتوفير حماية للمدنيين الفلسطينيين.

القصف المدفعي والعمليات العسكرية على غزة

شهدت مدينة غزة قصفًا مدفعيًا مكثفًا على مناطق النفق واليرموك، مع استخدام قنابل دخانية لتسهيل العمليات العسكرية. وأكد مراسلو الجزيرة أن هذا التصعيد أدى إلى دمار واسع في البنية التحتية ومنازل المدنيين، ما يزيد من معاناة النازحين داخليًا.

كما أشار التقرير إلى أن الهجمات الإسرائيلية تأتي ضمن استراتيجية عسكرية تهدف لتوسيع السيطرة على الأراضي الفلسطينية، على حساب حياة المدنيين وحقوقهم الأساسية.

الوضع الإنساني في غزة يتدهور

يعيش القطاع المحاصر منذ سنوات أزمة إنسانية متفاقمة، حيث يواجه أكثر من 2 مليون فلسطيني قيودًا على الحركة، ونقصًا حادًا في المواد الأساسية. وفي ظل العدوان الأخير، تتفاقم معاناة السكان، خاصة الأطفال والنساء وكبار السن.

وتشير التقارير إلى أن العديد من المستشفيات تعمل بطاقة محدودة، وتكافح لتقديم الرعاية الطبية للشهداء والجرحى، بينما تواصل قوات الاحتلال استهداف مناطق مكتظة بالسكان، ما يعرض المدنيين لخطر دائم.

التضامن الدولي مع غزة

مع استمرار التصعيد، يبرز دور المجتمع الدولي في الدفاع عن المدنيين الفلسطينيين. فإطلاق أسطول الصمود يمثل رسالة واضحة بأن الشعب الفلسطيني لن يكون وحيدًا في مواجهة الاحتلال.

كما دعت منظمات حقوق الإنسان الدولية إلى وقف الهجمات الإسرائيلية فورًا، واحترام القانون الدولي، بما في ذلك حماية المدنيين ومراعاة حقوق اللاجئين والمهجرين.