تكبير الخط تصغير الخط

شنت طائرات الاحتلال الإسرائيلي اليوم الأربعاء عدة غارات على منطقة صحنايا في ريف دمشق، في الوقت الذي كانت فيه القوات الأمنية السورية تنفذ عملية أمنية ضد مجموعات مسلحة في المنطقة. هذا التصعيد العسكري جاء وسط تحذيرات دولية من تفاقم الأوضاع الأمنية والإنسانية في سوريا.

غارات إسرائيلية مكثفة على صحنايا

وفقًا لتقارير  سُمِع دوي انفجارات في دمشق وريفها بعد قصف طائرات إسرائيلية لثلاثة "أهداف أمنية" داخل صحنايا، حيث أكدت وسائل إعلام سورية أن إسرائيل شنت 7 غارات جوية على المنطقة منذ صباح اليوم. العملية الإسرائيلية تزامنت مع انتشار عسكري سوري في المنطقة، ما زاد من تعقيد الوضع الأمني.

تفاصيل العملية الأمنية في صحنايا

وأفادت قناة الإخبارية السورية، نقلاً عن مدير مديرية الأمن العام في ريف دمشق، أن العملية الأمنية في منطقة أشرفية صحنايا ضد ما وصفته بـ"العصابات الخارجة عن القانون" قد انتهت. كما أكدت الوزارة السورية أن تعزيزات أمنية كبيرة وصلت إلى المنطقة بعد الهجمات الإسرائيلية، وسط تحليق كثيف للطائرات الحربية.

الهجمات الإسرائيلية: خسائر بشرية في صفوف الأمن

على صعيد متصل، أفاد مصدر في وزارة الداخلية السورية بمقتل 16 عنصراً من الأمن العام السوري في هجوم على مقر أمني في أشرفية صحنايا. كما أسفر القصف الإسرائيلي عن إصابات في صفوف قوات الأمن، بالإضافة إلى وقوع إصابات في صفوف المدنيين، بحسب ما ذكرته وسائل إعلام محلية.

تعزيزات عسكرية سورية وتدخل مشايخ السويداء

وفي إطار التصعيد، وصلت تعزيزات عسكرية وقوات تابعة لوزارة الدفاع السورية إلى مناطق الاشتباكات في صحنايا. كما أشار المصدر إلى أن وفدًا من مشايخ ووجهاء السويداء، بما في ذلك محافظ السويداء وشيخا عقل الموحدين الدروز، قد وصل إلى المنطقة.

رد إسرائيل: حماية الطائفة الدرزية في سوريا

من جانبه، صرح رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الاستخبارات يسرائيل كاتس في بيان مشترك بأن إسرائيل قد وجهت رسالة إلى النظام السوري مفادها أنها "تتوقع منه التحرك لمنع إلحاق الأذى بالدروز". وأكد البيان أن تل أبيب لن تسمح بتهديد الطائفة الدرزية في سوريا، في إشارة إلى العلاقات التاريخية والعائلية بين الدروز في إسرائيل وسوريا.

اشتباكات في جرمانا: خلفية دينية وأمنية

تزامنًا مع هذه الأحداث، أعلنت وزارة الداخلية السورية عن اشتباكات مسلحة في حي جرمانا، الذي يقطنه دروز جنوب دمشق، على خلفية انتشار مقطع صوتي مسيء للنبي محمد صلى الله عليه وسلم. هذه الاشتباكات أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى، بما في ذلك عناصر من الأمن السوري، مما دفع السلطات السورية إلى فرض طوق أمني على المنطقة وملاحقة المتورطين.

القصف الإسرائيلي: مقتل عنصر أمن سوري

في وقت لاحق، أكدت وزارة الداخلية السورية أن الغارات الإسرائيلية قد أسفرت عن مقتل عنصر أمن سوري وإصابة آخرين. وذكرت الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون الإسرائيلية أن الهجوم استهدف تجمعًا لقوات أمنية سورية كان يستعد لاستهداف الدروز في المنطقة.

دعوة لتجنب التصعيد

تستمر الأوضاع الأمنية في سوريا في التدهور مع تصاعد الهجمات والغارات، مما يعزز الحاجة الملحة إلى إيجاد حل سياسي لوقف التصعيد وحماية المدنيين. الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية تدعو الأطراف المعنية إلى اتخاذ خطوات عاجلة لتخفيف معاناة الشعب السوري.