تكبير الخط تصغير الخط

حث مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، المجتمع الدولي على "التحرك لمنع الانهيار التام للدعم الحيوي المنقذ للحياة في غزة"، مشدداً على ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لتفادي كارثة إنسانية غير مسبوقة.

 يأتي ذلك في وقت يشهد فيه قطاع غزة أزمة حادة نتيجة استمرار العدوان الإسرائيلي المدعوم من الولايات المتحدة، مما أدى إلى تفاقم الوضع الصحي والإنساني.

تحذيرات من كارثة إنسانية

في بيان دعا تورك إلى ضرورة "تضافر الجهود الدولية لمنع هذه الكارثة الإنسانية من الوصول إلى مستوى غير مسبوق". ولفت إلى أن الفجوة الإنسانية في غزة تتسع بشكل ملحوظ، في ظل الأوضاع الراهنة، مما يزيد من معاناة المدنيين في القطاع. وأكد أن "أي استخدام لتجويع السكان المدنيين كأسلوب حرب يشكل جريمة حرب، وكذلك جميع أشكال العقاب الجماعي"، محذراً من أن تلك التصرفات قد تؤدي إلى تفاقم الوضع بشكل غير قابل للتحمل.

خطة إسرائيلية تثير القلق

أشار تورك أيضاً إلى تقارير حول وجود خطة إسرائيلية لإعلان محافظة رفح "منطقة إنسانية جديدة"، وهي خطة قد تؤدي إلى تدهور إضافي للأوضاع الإنسانية في غزة. ووفقاً للبيان، فإن تنفيذ هذه الخطة قد يعني "إجبار أجزاء كبيرة من غزة، بمن فيهم الأشخاص غير القادرين على التحرك بسهولة مثل ذوي الإعاقة، المرضى، والجرحى، على البقاء بدون طعام". وهو ما يثير قلقاً كبيراً بشأن مصير المدنيين في هذه المناطق.

الالتزامات الدولية: ضرورة اتخاذ خطوات ملموسة

في نفس السياق، أكد تورك على أن "الدول الأخرى تتحمل التزامات واضحة بموجب القانون الدولي لضمان وقف هذا السلوك فوراً"، مشدداً على ضرورة اتخاذ الدول إجراءات حاسمة ضد الانتهاكات الجسيمة. وطالب المجتمع الدولي بالتحرك بسرعة لمحاسبة جميع مرتكبي الجرائم الدولية، بغض النظر عن هويتهم أو الجهة التي ينتمون إليها، لضمان تقديمهم إلى العدالة الدولية.

العدوان الإسرائيلي: حصيلة غير نهائية

منذ السابع من أكتوبر 2023، واصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة، برا وبحرا وجوا، في ظل دعم أمريكي مطلق. أسفر العدوان عن استشهاد وجرح أكثر من 170 ألف فلسطيني، ولا تزال الحصيلة غير نهائية، حيث لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض. يواجه قطاع غزة تحديات ضخمة في ظل استمرار العدوان، مما يضع حياة المدنيين في خطر دائم.

مع تصاعد المعاناة، تتزايد الدعوات الدولية للضغط على الأطراف المتورطة في النزاع من أجل إنهاء الأعمال العدائية وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين في القطاع.